ايليا أرومي كوكو
انا من المتفائلين المستبشرين دائماً بأعلانات وقف اطلاق النار سوي ان كانت من جانب الحكومة السودانية او الحركة الشعبية لتحرير السودان …. و مع ان اعلان وقف اطلاق النار من جانب الحكومة تكون دائماً للمناورة و كسب الوقت و التقاط الانفاس و اعداد العدة و الاستعداد للحرب … وصف الكثيرين وقف اطلاق النار من جانب الحكومة بالدعاية المفضوحة فموسم فصل الخريف يفرض علي الاطراف المتحاربة وفقاً اجبارياً لأطلاق النار … فقد بادرت الحركة الشعبية قبل شهرين بألاعلان وقف اطلاق النار لمدة سته اشهر رفضتها الحكومة السودانية مدعية انتصاراتها و انهزام الحركة الشعبية …
اعلان وقف اطلاق النار هذه المرة حسب القراءات السياسية ليست كالمرات السابقات ، فهنالك عوامل كثيرة و متداخلة متشابكة ، منها الداخلية و الخارجية .. هنالك ضغوطات خارجية من دول الترويكا و أمريكا تمارس بقوة علي كل الاطرف السودانية لأنهاء الحروب العبثية في السودان … فاذا كانت الاطرف السودانية من حكومة و معارضه و حركات مسلحة لا تملك الارادة الذاتية للحل و السلام ، فالقوة الخارجية قد ملت مسلسل العبث السوداني الطويل تملك هذه الارادة … الاطرف الخارجية قادرة علي فرض الحلول علي السودانيين و تجربة نيفاشا ليست بالبعيدة عن الاذهان …
من جهة اخري فالحكومة السودانية تعتمد في حربها ضد شعبها علي الموارد الخارجية من السعودية و قطر و الصين و روسيا … و لا علم لنا بما دار بين الرئيس البشير و امراء قطر الممولين الرئيسيين لحروب النظام السوداني ضد شعبه .. فلارجح هو ان الرئيس قد عاد بخفي حنين ليعلن وقف اطلاق النار في جبال النوبة و النيل الازرق لمدة أربعة اشهر تنتهي في 18 اكتوبر 2016م الي ذلك الحين يحلها الحلا بله …
الضغوط الخارجية من جانب دول الترويكا الاوروبية علي السودانيين سبهها الهجرة الغير شرعية و الارهاب الدولي .. فالسودان منتج و مصدر لهاتين و ايضاً ملاذ و معبر و طريق سالك .. و الولايات الاميريكية في نهاية عهد رئيسها اوباما تريد ان تفعل شيئاً حسناً يذكرونه به ، و ان تأتي اخيراً خير من ان لا تأتي و بأجتماع هذه العناصر نعشم في الله رب الكون عشماً كبيراً بأن تكون هذه الوقفة لأطلاق النار هو الوقفة الاخيرة و النهائية للحروب في السودان …
نداء خاص جداً لأبناء النوبة و النيل الازرق في الحكومة و الاحزاب و القوات المسلحة السودانية بكل مسمياتها .. القوات المسلحة الدفاع الشعبي الدعم السريع و … و …. الخ . توقفوا عن الدعم و المساهمة و المشاركة في قتل أهلكم في جبال النوبة و النيل الازرق لتوقف الحروب العبثية في كل الجبهات السودانية في شهر واحد لا يزيد … فأنتم الوقود الحيوي التي تحرق الارض و تدمر الحرث و النسل أنتم من تساهمون بفعالية في استمرار هذه الحروب و تطويل أمدها لفنائكم الذاتي … فالخاسر الاوحد في هذه الحروب هم النوبة و الانقسنا أنتم مستخدمون كسلاح ذو حدين تقتلون اخوتكم و تقتلون لتتحقق الاهداف العنصرية لهذه الحروب بأخلاء الارض من أهلها و مواطنيها … ما بال النوبة يتحمسون في قتل بعضها و ابادة اجيالهم لهذه الدرجة التي لا يمكن تصورها …. و عبجت عجباً بأحدهم مردداً بغباء يحسد علية كلمات عمر البشير… فالمدعو محمود اباهيم كافينا كالببغاء يقول : يا الحشرات الشعبية سلموا تسلموا .. فالي أي مدي تم استلاب النوبة و غسل ادمختهم لتنفيذ اجندات الابادة الجماعية و محو وجودهم علي ظهر الارض السودانية … علي النوبة الرجوع الي رشدهم و مراجعة انفسهم و الا فهم يكتبون بأيديهم التي تحمل السلاح ضد أهلهم النهاية التي يريدها اعداء النوبة في السودان … و أضعف الايمان هو يختار المجندين من ابناء و الانقسنا الحياد في هذه الحروب فلا يكونوا المقتالين الاساسين ضد أهلهم … فهل من أذن سامع يسمع النداء ..