ليس لأحد مصلحة في خروج جقور المؤتمر الوطني من جحورها.
علي الرغم من أن المؤتمر الوطني الآن حزب غير قانوني لا يحق له المشاركة في أي من مستويات السلطة أو مزاولة أي نشاط حزبي بنص الوثيقة الدستورية الموقعة، لم يصدر قرار رسمي من المجلس السيادي بحظر وحل المؤتمر الوطني، مع ان هناك حاجة شديدة وملحة للأستصدار هذا القرار.
ولعدم صدور هذا القرار ماذال حزب المؤتمر الوطني ينشط حتي الآن في الخفاء تارة وفي العلن تارة أخري، ويلعب دورا في إرباك المشهد السياسي ويؤثر علي أكمال متطلبات الانتفاضة والثورة الشعبية، وهناك اكثر من مؤشر ودليل علي ان المؤتمر الوطني يعمل علي خلق أزمات معيشية في الأقاليم مستفيدا من وجود عناصر في كافة مستويات الحكم ومؤسسات الدولة وهذا ضار بالفترة الانتقالية ونجاح الثورة والانتفاضة الشعبية.
وكما أسلفت القول أن الوثيقة الدستورية منحت تفويض كامل بحل وايقاف ومصادرت ممتلكات حزب المؤتمر الوطني البائد للمجلس السيادي، الإنسان ان المجلس السيادي لم يمارس تلك الصلاحيات حتي الآن اوجد فرصة ذهبية لظهور عدد من أعضاء الحزب الي العلن كما في الروصيرص والخرطوم مؤخرا، وهو في حد ذاته مؤشر خطير في المستقبل لقدرة المجلس السيادي في التعامل مع مثل هذه القضايا الحساسة والمؤثرة علي مستقبل التحول الديمقراطي وأستحقاقات السلام.
فعدم حل حزب المؤتمر الوطني وتصفيته ومحاكمة رموزة والقبض عليهم وسلم حركة الحزب وواجهاته التنظيمية عجل بظهور بائس ومتعجل لعدد من أذيال النظام من الكوادر الوسيطة والعليا وعلي رأسهم ابراهيم غندور الذي ظهر الي العلن رئيسا للحزب، ومحاولة البعض من عضوية الحزب تغيير جلودهم ومحاولة قيادة لجان الثورة والانتفاضة بالاحياء للتمأهي مع الواقع السياسي الراهن ومن ثم تنفيذ أجندة الحزب الهدامة متي ما اتيحت لهم الفرصة.
هذا التحور الخفي والظهور العلني لا يمكن أن يترك دون القيام بما يلزم تجاهه من إجراءات فورية لإيقافه وردع سدنة النظام البائد، وهذا الظهور الاخير لرئيس الحزب هو محاولة من غندور والاخرين لطمأنة أعضاء الحزب واعادة ترتيب الصفوف والانقضاض علي الثورة الشعبية، كمان أنه محاولة للأنحناء في وجة العاصفة التي بدأت تقتلعهم من الوجود في الساحة السياسية السودانية.
لم يستحئ هولاء حتي من تحول سجن كوبر الي مقر لسجن اكثر من ٢٠٠ من عضوية الحزب من الصف الاول، وهو بذاته دليل دامغ علي فشل الحزب في إدارة الدولة السودانية فبدلا من الانتظار وأجراء عملية تقيمية لتجربتهم الفاشلة تلك هرولوا للظهور العلني في استفزاز صريح لكل المؤسسات التي أنتجتها الثورة والانتفاضة ، ومتناسين أن تجربتهم الفاشلة هي التي دمرت السودان وقادة الشعب الانتفاضة ضد حكمهم وهذا المؤسسات الجديدة من وظائفها الجديدة كنسهم تماما من الحياة السياسية.
من المؤكد أن هذا الظهور العلني لبعض عضوية المؤتمر الوطني لم يأتي من فراغ أو من باب الصدفة بل مرتب له لكبح جماح الانتفاضة والثورة والتاثير عليها، فضلا عن استفزاز اسر الشهداء وقوي الحرية والتغيير والثوار والشعب السوداني وأرباك للمشهد السياسي.
المؤتمر الوطني لم يتجرع بعد علقم الهزيمة ويحاول بعض رموزة الظهور بمظهر المتماسك، وذلك لأن المجرمين منهم ماذالوا طلقا ولم يتم القبض عليهم وهم كوادر الحزب ومن قتلوا الشهداء منذ اليوم الأول لحكم الإنقاذ الي مزبحة مكجر يوم امس السبت.
المحزن جدا أن الذين قتلهم هولاء المجرمين بدمٍ بارد من الثوار والاحرار السودانيين لم يتم القصاص لهم ولم تجف دماؤهم بعد وظهر القتلة من جديد الي السطح ، وتتحرك لجنة التقصي في هذا الأمر بشكل جاد الي اليوم ليتم القبض علي هولاء الرجرجة.
ان مستقبل حزب المؤتمر الوطني السياسي يجب ان يحسم اليوم قبل الغد وعلي المجلس السيادي اصدار قرار ملزم بحله ومصادرة كافة ممتلكاته والقبض علي كافة رموز الحزب، بحيث يصبح حل حزب المؤتمر الوطني نهائي وحقيقي ولا مكان له في العودة متخبئا في ثوب الثوار وينتعل خف الوطنية للتمويه والتخفي، وحسنا فعل ثوار بعض المدن السودانية بتحويلهم دور المؤتمر الوطني لمؤسسات خدمية.
أواصل
الفاضل سنهوري
٢٩ سبتمبر ٢٠١٩