بقلم / عبدالعزيز محمد
في هذه اللحظة المفصلية من تاريخ وطني والتي عانقت فيه اناملي اليراع مهرولة لمهر عبارات الثناء والتجلي للشعب السوداني الثائر رائد الثورات ومفجر الانتفاضات والذي خرج عن بكرة ابيه وانتفض في وجه الجلاد وامام اًنيابه التي تخدش كل ذو رايوفكر سديد بل تبيد كل من اسدي لهم نصحاً او اعترض منهجهم الاحادي والذي يرونه مُنزل من الوحي وعلي كل سوداني يتوجب عليه الطاعة وما دونه الندامة او اِعدامه .
رفض الشعب السوداني العيش علي ذات المنوال في ظل نظام لم يجني منه سوي الحروب واهدار موارد الوطن البشرية والثروات القومية مما دفع الشعب لاعلان عن انتفاضة سلمية بغرض اسقاط النظام والتي بدات منذو 19-12-2018 م بعد ان سئم الجميع لسؤ ادارته, وانتظم جموع الشعب في تظاهرات سلمية منددة ومطالبة بالتغيير الشامل للنظام و عم كل ربوع الوطن وتوجت رغبة الشعب بالانتظام في مسيرة اعتصام مفتوح امام القيادة العامة للقوات المسلحة بدعوة من تجمع المهنيين السودانيين في 6- ابريل 2019م تيمناً بذكري انتفاضة 6-ابريل 1985م والتي اطاحت بحكم / جعفر نيميري حيث يرتبط هذا اليوم بوجدان الشعب السوداني باعتباره دافع للحس الوطني والحث الثوري لدي السودانيين وهذا ما تجسد فعلياً عندما انتظم المعتصمون والذين رسموا لوحة وطنية لا توجد لها مثيل في المستقبل الحاضر جذبت انتباه الجميع حيث ترسخت فيه معني الوطنية والانتماء للوطن جعلت كل سوداني خارج الوطن يعض اصابع الندم علي غيابه وابتعاده عن هذا الواجب الوطني بل احتوي المعتصمين كل الوان الطيف السياسي والاجتماعي والرياضي والثقافي وكان مثال للوحدة الوطنية , قبيل ترتيب الاعتصام حاول الشعب السوداني بشتي السبل لاسقاط النظام عبر عدة تظاهرات حدثت لفترات سابقة وارسلت رسائل للنظام للاعادة النظر في سياساته بل تمادي النظام في ذلك مما اجبر الجميع بعد ان ادخلوا الحزن في بيت كل سوداني واصبح النظام يضايق الجميع حتي في لقمة عيشهم وكانت فكرة الاعتصام المفتوح والذي اجاده الشعب السوداني بامتياز القشة التي قسمت ظهر البشير مجرم الحرب والذي ظل معانداَ ومتشبثاً بالسلطة لفترة 30عام رافضاً التنحي وفي ظل تعتيم اعلامي محلي اقليمي ودولي لاعتصامات السودانيين وغياب السند الدولي والاقليمي استطاع السودانيين وبثورة سودانية خالصة من ازاحة السفاح المطلوب للعدالة الدولية / عمر البشير من السلطة علي الرغم من غاية الشعب السوداني ومطالبه تكمن في اسقاط النظام باكمله دون ابقاء روثه . الجدير بالذكر ان هذه الاعتصام كان قوامه ما يزيد عن مليون شخص تعرضوا فيه لرشق بالرصاص من قبل افراد الامن ومليشيات الدعم السريع والشرطة والامن الشعبي بغية فضه فتصدي لهم بعض الاحرار من افراد القوات المسلحة السودانية والذين اجبرتهم حب الانتماء للوطن وروح الوطنية التي جسدها المعتصمين عبر ترديدهم لاناشيد الوطنية والتلاحم فيما بينهم ومطالبهم المشروعة بالطرق السلمية وكانوا يرددونها سلمية سلمية ,كل ذلك غرست الوطنية في دواخل افراد القوات المسلحة والضباط الاحرارمن حملة الرتب الوسطي وكان ذلك دافعاً للدفاع عن المعتصمين مما ادي لاستشهاد عدد منهم ومن ضمنهم المعتصمين كذلك نتيجةً للمناوشات وتبادل اطلاق النار بين فلول النظام والقوات المسلحة بغرض فض الاعتصام بالقوة الجبرية الا ان اصرار المعتصمين وتوافدهم المتزايد من شتي الولايات ارغم النظام علي اختلاق مسرحية انقلاب داخلي (حربويا ) تفضي بتنحي البشير والذي اصبح محل خلاف داخل اورقة الحزب الحاكم في الفترة الاخيرة وتعيين نائبه ورئيس الدفاع ابن عوف رئيساَ للسودان لفترة انتقالية .هذه المرجيحة الغرض منها امتصاص غضب الشعب في هذه السانحة ومن ثم اعادة انتاج النظام في المستقبل القريب ومن المعلوم ان ابن عوف هو من كان يدير عمليات الابادة الجماعية والتطهير العرقي في دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق غير انه يمتاز بسجل اجرامي سئ بتصفية الضباط الاحرار واحال العديد من الضباط للصالح العام دون وجه حق وزج بالبغض في السجون والمعروف بتبعيته وتشدده بالتمسك بافكار المؤتمر الوطني مما يعني انه اختطف ثورة الشعب السوداني وسرق نضالات الثوار المتعطشين للحرية والتواقين لدولة تحترم تعددهم الاثني والعرقي تتدول فيها السلطة علي اسس الديمقراطية الحقيقة وتتم فيها محاكمة من سلبوا ونهبوا وتلطخت اياديهم بدماء الشعب وتعاد بناء هياكل الدولة واجتثاث جذور المؤتمر الوطني الذي جسم علي صدر الشعب السوداني مورثاً الحروب والموت والعنصرية ووقف اراقة الدماء في كل ارجاء الوطن
ان ارادة الشعب تم التصريح بها علناً باسقاط النظام دون ان يبقي منهم فروعه او جذوره لان تجربة 30 عام فضحت وكشفت لنا ممارساتهم وفشلهم الذريع لاحداث استقرار في الوطن ,مما يعني ان الثورة لم تشرق شمسه بعد ويتحتم مواصلة النضال بتلبية ما اصدره تجمع المهنيين وان لا بديل سوي تنفيذ اعلان الحرية والتغيير كمخرج للازمة ورفض الحكم العسكري
وثورة ثورة حتي النصر
ودمتم
11-9-2019م