الطيب محمد جاده
يبقى السؤال: لماذا لا يعترف الفاشلون أنهم فاشلون ؟! ومتى سيرفض فاشلٌ منصباً أكبر منه، … كذب القحاتة ولو صَدقُوا! لا جديد في واقع الدولة السودانية في نهجها الذي لا يرتقي لمستوى الطموح والآمال لدى الشعب ، هذه الثورة التي تظل حكاية حزن قد لا ينتهي ما دام المتسلقون متشبسون . حلمنا بدولة عدالة ومساواة لتغيير واقعنا البائس ولكن للأسف زاد الطين بلة¡ فلا عدالة ولا مساواة ولا هم يحزنون . حمدوك الذي تفاعل به الشعب ورسم أحلاما وردية انتهت تلك الاحلام وازداد الوضع سوءاً ولا داعي للتوضيح أكثر فالوضع باين . حمدوكهم أصبح دائما يأتينا بخطاب هذيل مكرر ولكن يوصفه المطبلون بالرجل المنقذ . لقد تحطمت الأحلام والآمال التي حولها الفاشلون إلى سرااااااااااب.. وهذه المرة سراااااااب يحاول صاحبه تجميله ¡ الفشل كرائحة الفم الكريهة لا يشعر بها الفاشل والمطبلون من حوله . لم يشهد تاريخ السودان عدالة ومساواة حقيقية بين ابنائه ، قضية الهامش قضية عدلها بيِّن وظلمها واضح، والحق فيها لا يحتاج الى مراء أو جدال، الظالم والمظلوم فيها معروفان بدون التباس أو غموض. ولكنها هي القضية الأبرز التي تفترق فيها طرق الحق والقوة، وتتناقض فيها مسارات الديمقراطية ، فالحق في السودان لا تسانده قوة، والقوة في السودان صنعت لها حقاً بمنطق القوة، فصار واقعاً لا يستطيع أحد أن ينفيه أو يتجاوزه أو يدعي عدم وجوده . ومن هنا كانت قضية الهامش مجمع المتناقضات، وملتقى المتعارضات، وكنزا لا يفنى للتبريرات والأعذار والادعاءات التي يوظفها الانتهازيون والفاشلون . لقد أصبح وجود الظلم والتهميش حقيقة واقعية بغض النظر عن الشعارات التي رفعتها الثورة حرية سلام وعدالة ، هنا تحولت الشعارات إلى كلمات مكتوبة فقد لا وجود لها علي ارض الواقع وأصبحت ورقة سياسية يوظفها كل من يريد التسلق الي السلطة ، رغم أنه قد يكون أقلهم جميعاً وفاءً وخدمة لهذه الثورة . الحقيقة تثبت أن تجمع الفاشلين وقوي اعلان الحرية والتغيير سرقوا دماء الشهداء وفشلوا في تحقيق طموحات وآمال الشعب . يلجأ هؤلاء الفاشلين للتغطية فشلهم، لأنهم يعرفون أن الشعب السوداني يعاني من حالة مزمنة؛ تغلب فيها العاطفة على العقل، التي تكون فيها العواطف أقوى، والأفكار أضعف، والمنطق غائباً غيبة كبرى، والمشاعر طاغية، والغرائز غالبة، هذه الحالة الطفولية لم تزل تعيشها مجتمعاتنا، لذلك يلجأ أولئك الفاشلون الى تغطية فشلهم، ولتبرير خيباتهم السياسية والاقتصادية، وفي الوقت نفسه تخوين كل من يخالفهم الرآي .