الطيب محمد جاده
منذ مدة لم أكتُب إي شيء عنما يدور في سودان قحت ، بالأمس كان سودان الكيزان واليوم أصبح سودان قحت حيث لا فرق بين الكيزان وقحت في نظري ، ظللت اراقب الوضع حتي سألني بعض الأصدقاء لماذا اعتكفت عن الكتابة وانت كنت من الأقلام النشطة ، اليوم نرى الكل يكتب إلا انت لماذا لم تكتب هل هناك امر جعلك تبتعد عن الكتابة ام هي أسباب خاصة منعتك … اليوم ساخبرهم لماذا لم اكتب عن ثورتهم المسروقة ولم اوظف قلمي في هذه المسرحية الوهمية التي بمجرد انتقادها تجد هجوما عنيفا وكأنك انتي الذي قتل الشعب او فضيت الإعتصام ، كل كتابتي عن الثورة كانت رسائل ونصائح للمحافظة علي الثورة من السرقة ، ولكن يبدو اني كنت بكتب لشعب آخر غير الشعب السوداني .
عندما كنت أنتقد قوي إعلان الحرية والتغيير يتهمني البعض بالمندس او الجداد الالكتروني لأنه غير مطلع ، لو كان مطلع لعرف من انا ولكن ما علينا لم اعول على ما يقولون لان هناك شيء جعلني اقتنع بان هذا الشعب يمكن ان تخدعه مليون الف مرة وبنفس الطريقة . لم اتردد يوماً ما في نقد كل فساد وظلم الكيزان بقلمي حتي تركت السودان وفقد أعز ما أملك وهو تراب الوطن ، حيث كان لي الأمل أن أعود يوما إلي وطني ولكن مع تشكيل حكومة المحاصصة صرفت ضاع الامل الذي كنت احلم به وحجبت قلمي لأن هنالك ما هو أهم من السرقة ، انتهاكات مليشيات قحت التي خلفت عدد من الشهداء والجرحى كانوا هم الأولى بالكتابة . شعرت بأن قلمي لن يفيد الشعب السوداني ولن يكون مجديا فكل الكتاب والنشطاء والصحفيين وغيرهم وظفوا كل كلمات الشكر والمدح في قواميس اللغة واهدوها لقوي إعلان الحرية والتغيير وتجمع المهنيين لذا حجبت نفسي عن الكتابة وفضلت القراءة فما كنت في وقتا مضى اردت ان يفهمه الكل عن قوي إعلان الحرية والتغيير اليوم رأيته ولمسته … لهذا السبب لم اكتب شيء في سرقت الثورة يا أصدقائي ، فقوي اعلان الحرية والتغيير سيكتب التاريخ عنها أنها سرقت الثورة فلماذا اكتب وانا على يقين ان كتابتي لن تجد من يفهمها ولن تغيير في موازين الحقيقة أيضاً فالكتابة أصبحت في زمن النفاق السياسي لا تفي بالغرض ،لذا كتبت هذا المقال البسيط لمن سألني ولمن يتساءل ويستغرب لماذا حجبت قلمي . فقلمي يا سيدى لا يعرف النفاق وغدا ستكتشف الحقيقة بنفسك فالتمثيل ليس بالاشخاص وانما بالبرنامج والعمل .