بسم الله الرحمن الرحيم
عبدالغني بريش فيوف
كما كان متوقعا، اجتمع مجلس تحرير جبال النوبة التابع للحركة الشعبية شمال، الأربعاء 7 يونيو 2017، واتخذ حزمة من القرارات على النحو التالي:
1/ إقالة مالك عقار رئيس الحركة والقائد العام للجيش الشعبي من منصبه، وتجريده من كافة الامتيازات الثورية ،ومنعه وعرمان من دخول الأراضي الواقع تحت سيطرة الجيش الشعبي في المنطقتين.
2/ تأييده التام لقرارات مجلس تحرير النيل الأزرق وحل المجلس القيادي القومي لعدم دستوريته.
3/ تعيين الفريق عبد العزيز ادم الحلو رئيسا للحركة و قائدا عام لجيشها ليقوم باستكمال الهيكك القومي للحركة لحين إنعقاد المؤتمر القومي العام.
وبما القرارات التي أصدرها مجلس تحرير جبال النوبة عادية وتحدث داخل أي تنظيم من وقت لآخر بغرض التجديد واحداث التغيير والإصلاح المطلوب ، إلآ أنها ومن غير العادة واجهت انتقادات مبطنة من قوى المعارضة الشمالية ، حيث قال بيان صادر عن علي محمود حسنين رئيس الجبهة الوطنية العريضة:
((نحن مع وحدة الحركة الشعبية على أساس وطنى قومى بعيدأ عن التكتل الاثنى والعنصرى ولتحقيق حل عادل لقضايا الوطن و نرى ان أى مسعى لتمزيق الحركة الشعبية وجرها الى صراعات إثنية او جهوية لا يستفيد منه غير نظام الإنقاذ المجرم.
نحن مع الحركة الشعبية فى خندق واحد لإزالة النظام ومحاسبه كل رموزه الفاسدين وما أحوجنا الى وحدة فى الموقف ووحدة فى التنظيم لإنجاز هذه المهام لتحقيق وطن حر موحد ديمقراطى تقوم فيه كل الحقوق والواجبات على أساس المواطنة وحدها دونما تمييز بسبب الدين أو العرق أو الثقافة أو الجنس.
نحن مع الحركة الشعبية قوية موحدة على دعائم الوطن الحر الواحد.))
على محمود حسنين
رئيس الجبهة الوطنيه العريضة
الأربعاء ٧/٦/٢٠١٧
والبيان كما هو واضح عزيزي القارئ يعتبر القرارات التي اتخذها مجلس تحرير جبال النوبة بإقالة مالك عقار عن رئاسة الحركة الشعبية وياسر عرمان عن الأمانة العامة، مشروعا لتمزيق الحركة وجرها الى صراعات إثنية جهوية قبلية وووالخ.
ومع تقديرنا لنضالات علي محمود حسنين سيما ضد نظام الإنقاذ ، إلآ أن بيانه هذا غير موفق وكأنه يقول “إن وحدة الحركة الشعبية هي في بقاء ياسر عرمان ومالك عقار على رئاسة الحركة ولو كلف وجودهما فيها أرواح مئات الآلاف من مواطني المنطقتين ..يعني ما يهُم هو بقاء عرمان وعقار بأي ثمن”!!.
عزيزي …علي محمود حسنين
ان مثل هذا التفكير وهذه العقلية عقلية الوصايا والنظرة الدونية ، هي التي جعلت الحركة الشعبية لتحرير السودان رفعت السلاح في 1983. وعليه لن تسمح لأي شخص ان يتدخل في شئونها الداخلية، وان اختلاق أسباب واهية لإصدار بيانات ضد مجلس تحرير جبال النوبة لهو دليل ساطع على وجود دافع عنصري لهذا البيان ،والهدف منه واضح وهو فرض الوصاية وهو أمر مرفوض قطعيا.
أما البيان الثاني ، فقد أصدرتهالجبهة الثورية السودانية تحت عنوان (نداء لكل القوى الوطنية لدعم وحدة الحركة الشعبية والتضامن معها)…يقول تفاصيله:
(( توّد الجبهة الثورية السودانية و قوى المعارضة السودانية بهذا البيان التعبير عن دعمها وتضامنها مع الحركة الشعبية لتحرير السودان للتمسك بوحدتها وبرنامجها للتغيير السياسى الشامل بما يحقق تطلعات الشعب السودانى فى الحرية والعدالة والديمقراطية.
لقد قدمت الحركة الشعبية مع القوى الأخرى الكثير من التضحيات والآلاف من الشهداء من أجل إحداث التغيير الشامل لبناء دولة المواطنة المتساوية وظلت تعمل بلا كلل مع حلفائها سواء على مستوى الكفاح الثورى المسلح أو العمل السياسى المدنى لتخليص بلادنا من نظام الفساد والاستبداد.
إننا في الجبهة الثورية السودانية نؤمن بأن برنامج التغيير الشامل الذى تتبناه الحركة الشعبية وكل قوى التغيير هو الكفيل بإخراج السودان من وهدته وتضعضعه الحالى نتيجة القبضة الشمولية الباطشة لنظام المؤتمر الوطنى الفاسد.
إن جميع القوى السياسية المعارضة وكل منظمات المجتمع المدني مثقفين وفنانين و ناشطين وأفراد ومهتمين بالشأن العام مدعوين للتوقيع علي هذا النداء وذلك للتعبير عن تضامنهم ومؤازرتهم للحركة الشعبية قيادة وأعضاء للتمسك ببرنامجها الأساسي القائم على وحدة السودان علي أسس ٍجديدة ودعمها لمواصلة نضالها لتحقيق آمال وتطلعات الشعب السوداني في بناء دولة القانون والعدالة والمساواة.
إن وحدة الحركة الشعبية واستمرارها بذات الفعالية والرؤية فى العمل مع القوى المعارضة من أجل برنامج التغيير الشامل هو الضمان الوحيد لمخاطبة خصوصيات قضايا المناطق المهمشة ومناطق النزاعات وهو طوق النجاة الأخير لبقاء السودان موحداً.
إننا من واقع الارث النضالى الطويل وأدبيات التضامن الراسخة نعبر عن كامل دعمنا وتضامننا مع الحركة الشعبية وندعوها للتمسك بوحدتها لأن اى إنقسام فيها يضعف المعارضة ويصب في مصلحة النظام كما ندعوها للتمسك ببرنامجها الأساسي القائم على وحدة السودان على أسس جديدة وعادلة.
إننا بهذا التضامن ندعو قيادة الحركة الشعبية وأعضائها لمواصلة العمل مع كل القوى السياسية الأخرى لإسقاط نظام المؤتمر الوطنى وإقامة دولة الحرية والديمقراطية والمواطنة بلا تمييز.))…
عزيزي القارئ..
إن الرد الصادق والكافي على هذه التوقيعات والدعوات والترهات الاسفيرية ، هو ما جاء في رسالة القائد عبدالعزيز آدم الحلو التي قدمها لمجلس تحرير جبال النوبة بمناسبة انعقاد أولى جلساته في مارس المنصرم عندما قال: وهنا يجب التأكيد على أن الحركة الشعبية لتحرير السودان لا زالت تعمل من أجل بناء سودان علمانى ديمقراطى موحد على أسس العدالة والمساواة والحرية. وإذا تعذر ذلك وتمسك المركز بثوابته المتمثلة فى تحكيم قوانين الشريعة الإسلامية وكل القوانين الأخرى التى تفرق بين السودانيين على أساس العرق والدين واللون والثقافة واللغة واستمرار الإبادة بشكليها الثقافى والحسى، فإن شعب النوبة، قد سبق أن طالب بحق تقرير المصير فى مؤتمر كل النوبة فى عام 2002 عندما تأكد من أن الاتفاق الإطارئ لمشاكوس لم يلغى الشريعة الإسلامية فى الشمال والذى يمثل أداة الاضطهاد الأولى. وذلك المطلب بحق تقرير المصير ليس منقصة أو عيب أو جريرة يقوم بها شعب مضطهد فى وطنه، بل هو حق ديموقراطي للشعوب ومنصوص عليه فى كل المواثيق والمعاهدات الدولية ومورس بواسطة عشرات الشعوب بما فيها السودان فى العام 1955 من داخل البرلمان للتحرر من الاستعمار. وهو أداة للتحرر حتى من المركزية الداخلية عندما تفقد عقلانيتها و تتحول لمستعمر كما تم فى حالة جنوب السودان.
الكلام اعلاه جاء في رسالة عبدالعزيز آدم الحلو الذي تم تعيينه رئيسا جديدا للحركة الشعبية وقائدا عاما لها. لكن الموقعين على نداء الجبهة الثورية هنا وقد وصل عددهم عشرات المئات ، لم يكلفوا أنفسهم لمعرفة آراء الرجل حول القضايا التي يتخوفون منها ، بل اصابتهم عمى العصبية الجهوية ونسوا ان ياسر عرمان الذي يبكونوه اليوم تم تعيينه أمينا عام للحركة الشعبية منذ عام 2011 بمباركة مجلس تحرير المنطقتين ، لكن وفجأةً بعد ان تم اقالته من الأمانة العامة ليس لأنه لا ينتمي للمنطقتين ، بل لفشله في ادارة ملف التفاوض مع المؤتمر الوطني والعلاقات والتحالفات السياسية، جاءوا ليقول …إننا من واقع الارث النضالى الطويل وأدبيات التضامن الراسخة نعبر عن كامل دعمنا وتضامننا مع الحركة الشعبية وندعوها للتمسك بوحدتها لأن اى إنقسام فيها يضعف المعارضة ويصب في مصلحة النظام كما ندعوها للتمسك ببرنامجها الأساسي القائم على وحدة السودان على أسس جديدة وعادلة ..أي ان الموقعون على العرضحال اعلاه يعتبرون تغيير قيادة الحركة الشعبية انشقاقا في تدخل سافر في شئونها الداخلية وهذا الموقف انما يعكس عن العقلية العنصرية الوقحة التي لا تختلف بشئ عن عنصرية الخال الرئاسي المدعو الطيب مصطفى!!.
ما نود قوله للموقعين على العريضة أو العرضحال ولا يهمنا لو وصل عددهم سبع مليار موقع ، أن الحركة الشعبية مشروع وليست افراد ، وأن الذين يرون أنه لا سبيل لمقاومة الطغيان مهزومون ، والذين يرفعون شعارات الاستسلام لقوى القهر منافقون ..والذين يرددون مزامير النفاق للطاغية كاذبون ..وليدرك أولئك جميعاً أنه لولا الاستسلام لما وجد الطغيان ..ولولا سكوت الناس على الظلم لما وجد ظالم ..ولولا رضاء الناس بالقهر لما وجد طاغية وجلاد.
لهؤلاء نقول ..مشروع السودان لم يتأثر بموت دكتور جون قرنق أو يوسف كوة مكي ، ومن الطبيعي جدا ان لا يتأثر بإقصاء عرمان عن الأمانة العامة ، ومالك عقار عن رئاسة الحركة ..وكذا لم يتأثر أيضا بمطلب حق تقرير المصير الذي يطالب به أهالي المنطقتين وها هو جنوب السودان الذي كان يرفع شعار السودان الجديد قد قرر مصيره وما زال يرفع هذا الشعار.
إذا كانت قوى المعارضة الشمالية تريد من قيادة الحركة الشعبية الجديدة العمل معها لإسقاط نظام المؤتمر الوطنى وإقامة دولة الحرية والديمقراطية والمواطنة بلا تمييز ..فعليها إذن ان تثبت ذلك بالفعل والعمل وليس بالبيانات والتوقيعات التي لا تخدم غرضا.
نريد خروج مظاهرات شعبية جماهيرية ترفض البراميل المتفجرة التي تلقيها طائرات النظام على رؤوس الأبرياء في المنطقتين منذ عام 2011 ..نريد ان تذهب هذه المعارضة الى مناطق الحرب لترى معاناة أطفالها ونساءها ..لا نريد وصايا على الحركة الشعبية في ادارة شئونها ..بل لا نريد ان يختلقوا الأسباب لإصدار بيانات تشتم منها رائحة (أنصر أخاك ظالماً أو مظلوما)!!
الحركة الشعبية لتحرير السودان ولست سنوات قد ارهقت نظام الإنقاذ عسكريا واضعفت اقتصاده وخلطت حساباته السياسية .. وأنها -أي الحركة الشعبية لتحرير السودان لا زالت تعمل من أجل بناء سودان علمانى ديمقراطى موحد على أسس العدالة والمساواة والحرية. فالكرة الآن في ملعب هذه الأجسام السودانية السياسية الهشة التي تدعي المعارضة ان تفعل شيئا ما مفيدا من أجل جماهيرها إذا كان لها جماهير أصلاً.
وفي الختام لا يسعنا آلآ ان نقول …ان قرارات مجلس تحرير جبال النوبة الصادرة بتأريخ السابع من يونيو 2017 قد اعادت للحركة الشعبية لتحرير السودان شمال بوصلتها واتجاهها الصحيح ، وستقوم القيادة الجديد بعد استكمال هياكلها القومية بتحديد موعداً للمؤتمر العام الإستثنائي ، وجميع أبناء الحركة الشعببة في كل انحاء السودان -في شماله وغربه وشرقه وجنوبه الجديد وفي دول المهجر مرحب بهم لإنتخاب قيادة جديدة ووضع دستور جديد والمانفيستو وتكوين الهياكل القومية والإقليمية وغيرها.
أما من يعتقدون ان المؤتمر الإستثنائي القادم هو مؤتمر فقط لأبناء المنطقتين ..فنقول لهم: حسناً ، لكم دينكم وللمنطقتين دينها!!.
تعليق واحد
Dear Bresh,
Forget about this business man called Ali Mahmood Hassanaein, whose father’s richness emerged from Kadugli, Nuba Mountains Region, having that set of grinding mills and other resources from the Nuba Mountains Region alone and he later on went to study and run his father business in Khartoum in some places including Al Hurrya Street.
These are the real foxes and the real blood suckers of the people of the region and the marginalized people. Because they were sharing the interests with these corrupted spelled out people that is why they cry now loudly for losing them in some way.