صادف يوم أمس 24 مارس/ آذار، اليوم العالمي للحق في معرفة الحقيقة بشأن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وكرامة الضحايا.
الاحتفال بهذا اليوم يدخل في صميم إلتزامات الدول بمكافحة الإفلات من العقاب ووضع التدابير اللازمة لضمان فعالية المؤسسات العدلية والمعنية بتنفيذ القانون.
يعرف الحق في معرفة الحقيقة بأن لكل شعب الحق الغير قابل للتصرف unalienable right في معرفة الحقيقة عن الأحداث الماضية المتعلقة بارتكاب جرائم شنيعة وعن الظروف والأسباب التي افضت نتيجة الإنتهاكات الجسيمة أو الممهجة لحقوق الإنسان إلى ارتكاب هذه الجرائم وتقديم ضمانات حيوية لعدم تكرار مثل هذه الجرائم مستقبلا.
يركز خبراء القانون الدولي والمدافعين عن حقوق الإنسان بالاحتفال بهذا اليوم لتعزيز قدرات الدول التي حدثت فيها إنتهاكات و خاصة التي تصنف انها إنتهاكات خطيرة “الجرائم الخطيرة بموجب القانون الدولي” مثل جريمة الإبادة الجماعية و جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والاستعباد الجنسي والعنف الجنسي sexual assault وغيرها من الجرائم المتعلقة بتهجير المدنيين واستغلال الأطفال، مثل هذه الدول تحتاج إلى غرس مبادئ حقوق الإنسان التي تبدأ ما بعد الكارثة aftermath بالحق في معرفة الحقيقة اولا.
السودان ضمن أشهر الدول التي وقعت فيها جرائم وإنتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان طوال فترة حكم الإنقاذ ودائما ما لم تفارق القائمة الدولية لأكثر دول إنتهاكا وتتكرر فيها ظاهرة الإفلات من العقاب بالتالي يجب أن يعرف الضحايا الحقيقة اولا واخير ومن ثم وضع التدابير اللازمة لضمان عدم تكرارها مجددا.
يتمثل هذا الحق في أعمال كافة الضمانات اللازمة لتسهيل وصول الضحايا الي الحقيقة مثل السجلات الرسمية للدولة و متابعة التحقيقات الشاملة في جرائم بعينها كما حفظ الملفات لأنها تتعلق بحق أصيل يسمى “واجب عدم النسيان” وإجراءات فنيه أخرى تستوجب مراعاتها و كلها تدخل في ضمانات عدم التكرار مستقبلا لان الحقيقة لطالما كانت مخفيه سيظل الأجيال “أجيال ما بعد الصدمة after trauma generation” يبحثون عنها حتما وبالضرورة لمعرفة دوافع و اسباب وقوع إنتهاكات خطيرة في حق ذويهم.
عبدالباسط الحاج
25 March 2021