نيروبي – صوت الهامش
أعلنت الحكومة الكينية عن نيتها تخصيص مليار شلن (ما يعادل 10 ملايين دولار) بهدف تعزيز الشركات الناشئة، التي تعمل في صناعة البرامج و القطع الإكترونية للهواتف المحمولة والأجهزة الذكية و اللوحية، لتنضم “كينيا” بذلك إلى قائمة قصيرة من البلدان الأفريقية التي تحاول تطوير هواتفها المحمولة محلية الصنع.
وقال وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات “جو موتشرو” إن هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز التصنيع، لجعل الهواتف “مناسبة لأسواقنا” إلى جانب خفض أسعارها.
و بهذا الإعلان الذي كشف عنه موقع “كوارتز أفريكا” ، تصبح “كينيا” في مصاف الدول ذات المشروعات المشابهة، كجمهورية “الكونغو”، و “جنوب أفريقيا” ، كما أطلق الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” في ديسمبر الماضي ما عرف بهاتف “النيل 10” ، وهو هاتف ذكي طورته شركة “سيكو” للتكنولوجيا المصرية لخدمة المستهلكين المحليين.
ويعد قرار “كينيا” بتجميع هاتف محلي أمر واقعي، نظرًا لزيادة إستخدام الهواتف المحمولة في أنحاء البلاد، مع إستيعاب الأسواق للمزيد منها .
فوفقاً للإحصائات المحلية الصادرة عن هيئة الاتصالات الكينية، فإن حوالي 98% من السكان يمكنهم الحصول على هاتف نقال، ما دفع خدمة “M-Pesa” الخاصة بشركة “Safaricom” ، لزيادة استثماراتها في صناعة الهواتف المحمولة، كونها اللاعب المهيمن و الرائدة العالمية في هذا القطاع.
كما سمح الارتفاع في استخدام الهواتف المحمولة للشركات الناشئة بتوفير حلول مبتكرة، تعتمد على الهاتف المحمول، بما في ذلك الوصول إلى بطاقات الائتمان الخاصة بالمستخدم، أو دفع فواتيرالكهرباء، وإشتراكات المراسلات والتأمينات، بالإضافة إلى دفع تكاليف خدمات الاستلام.
وقد تم تعزيز اتصال البيانات المتنقلة عبر الهواتف المحمولة، من خلال زيادة سرعات الإنترنت ( تشير إحدى الدراسات إلى أن سرعة اتصال البيانات المتنقلة في “كينيا” في الربع الأول من عام 2017 كانت أسرع بمرتين من المعدل العالمي).
كما تنمو ريادة الأعمال في مجال الأجهزة في البلاد، مع وجود مساحات لصناعة السيارات مثل “Gearbox ” وشركات ناشئة متخصصة في معدات الاتصالات الخاصة بالبناء كـ “BRCK ” التي تهدف إلى توفير الحلول المحلية.
وعلى الرغم من ذلك، فإن تطوير الهواتف النقالة محليًا، لجعلها جذابة للمستهلكين سيكون مهمة صعبة، وهو التحدي الذي أرادت الشركة الصينية لصناعة الأجهزة المحمولة “Transsion Holdings ” أن تثبت أنه خطير لأي شركة كينية، فباستخدام مراكزها البحثية في كلٍ من كينيا، ونيجيريا، ومصانعها في إثيوبيا، تنتج الشركة التي تتخذ من مدينة “شنتشن” مقراً لها هواتف في القارة السمراء بالإضافة إلى “آسيا” ، يصل سعر بعضها إلى 10 دولارات، بينما تستعد الشركة الصينية ذاتها لتقديم المزيد من الميزات بأسعار معقولة في السنوات المقبلة .
ومن المتوقع أن تدفع كلاً من الهواتف الذكية والهواتف النقالة إلى مرحلة صعبة، قد تجعل من الحلم “الكيني” أمراً مستحيلاً.