تقرير: اماندا سبربر
ترجمة وتحرير : صوت الهامش
[quote]الحرب المستمر والتخلي الكامل من المجتمع الدولي تسببا في خلق كارثة إنسانية[/quote]
للقول أن ولاية النيل الازرق “منسية” لن يكون الوصف الدقيق. معظم الناس لم يسمعوا أبدا بالمكان ليبدئوا معه.
الحرب الاهليه في السودان والذي خلف ملايين القتلى بالجوع والمرض وقاد الى عدائيات والى خلق دولة جنوب السودان، لم ينتهي بعد بالنيل الازرق ، المنطقة المحشورة بين اثيوبيا وجنوب السودان .
النيل الازرق الواقعة تحت سيطرة المتمردين وشقيقتها من الغرب جبال النوبة ،لازالتا تقاتلا الحكومة التي يقوده الرئيس عمر البشير . الرئيس الوحيد المطلوب بجرائم حرب ضد الانسانية وجرائم ابادة وهو في سدة الحكم.
لاكثر من 50 عاما، قاتل حزب معارض, معروف الان ب ( قوات حركة تحرير السودان-شمال ) ,حكومة البشير والمجموعات شبة العسكرية التي دفعت لهن رشاوي للانضمام الى قتالهم.
الحرب المستمر والتخلي الكامل من المجتمع الدولي تسببا في خلق كارثة إنسانية .
لا يوجد هناك أي شئ في النيل الازرق : لايوجد عيادات طبية، لا يوجد مدارس، لايوجد غذاء. زكرت تقارير أن إثنين من الأطفال ماتوا بسبب المجاعة في الاسابيع القليلة الماضية.
إنها ضد خلفية الانتهاكات ذلك ٱن نساء النيل الازرق مربيات . إنهن يسيرن أميال حاملات الحطب والمياة على رؤوسهم لأجل الطبيخ والنظافة. :إنهن يحفرن “حفر الثعالب ” لحماية اسرهن من القصف الجوي ، كما إنهن يقاتلون في الخطوط الامامية كقادة بدوافع الثار لاطفالهم وأزواجهن الذين قتلوا.
مستورة محمد، وهي امرأة كانت حاملة قضت 10 شهور في الطريق للهروب من إطلاق نار والقصف، قبل أن تضع حملها في “دورو’ والذي يضم 135،000 من اللاجئين الذين عبروا الحدود بحثا عن الأمان ، وهي واحدة من اربع معسكرات للاجئين في منطقة “موبان” بجنوب السودان.
زوج “مستورة” كان قد قتل في تبادل لاطلاق النار بينما ذهب اربع من اطفالها مفقودين من اصل 11 وذلك حينما كانت تحاول ايجاد طريقها الى المعسكر تدريجيا.
في المعسكر ينتظر النساء والرجال الطعام في خط. بينما التموين تم تقليصها بنسبة 30%. تبدو الاوضاع في معسكر “مابان ” محبطة ليس بالنسبة للاجئين بحسب بل ايضا الي مجتمع جنوب السودان المضيف . السكان انفسهم فقراء بصورة مؤلمة ويتلقون مساعدات. تقليص التموين وضع الاجهاد على اي شخص، رافعا نسبة المنافسة على الاراضي الصالحة للزراعة والمصادر الاخرى، واصبح النساء بالمعسكر يتسللون الى الغابات لجمع حطب النار واضعات انفسهن في خطر التعرض للعنف او الاغتصاب.
“كلتوم ادومة”, التي” تظهر في حافة الصورة” تذهب من دون تناول الشاي واللحمة لحفظ الدولارات القليلة التي تحتاج اليها لعقبة الوسيلة من المعسكرات الى النيل الازرق.
كلتوم التي قتل زوجها تخطط لجمع الصمغ العربي لتوفير اموال من اجل وسيلة العودة مع اطفالها بسبب تقليص حجم التموين والتحريض من قبل المجتمع المضيف. وتخطط كلتوم لتجريب حظها في المناطق التي تقع تحت سيطرة المتمردين.
اكثر من 4 الف قنبلة خلال خمس سنوات
ليست هناك تقاير ملموسة ،ولكن مراقبين لحقوق الانسان على الارض يقولون ان اكثر 4،000 قنبلة تم اسقاطها على الاراضي التي تقع تحت سيطرة الحركة الشعبية خلال الخمس سنوات الماضية. واعلن البشير ان وكالات الاغاثة التي تعمل في مناطق سيطرة الحركة الشعبية سيعتبرون مؤيدين للمعارضة، حيث تم اشراكهم في القصف الدائم للاماكن العامة بالنيل الازرق. دافعا وكالات الاغاثة الى مغادرة المنطقة .
منطقة “جالي” في السبعينيات تميزت وكانت دار لهمهمة .وحتى انها كانت مهبط للطيران ولكن اليوم المنطقة معدومة جدا لدرجة ان نفايات القمامة لديها قيمة.
النيل الازرق ،منطقة غنية بالذهب ،البترول،الصمغ العربي , المواد اللزجة التي تستخدم في المنتجات المتعلقة بالحمية الغذائية الى مواد التجميل.
وتمثل توزيع الموارد الطبيعية واحدة من اسباب النزاع ، في الاثناء مصنع غير رسمي للتنقيب بالكاد تعول اسر كثيرة بالغذاء. .
امراة صغيرة (الصورة اسفل).، تحمل انقاض حفرة طولها 16 قدم في ذلك الارض المصممة للقفز والذي يتسلل داخل البترول والغبار لتحمله الى حوض ضحل انشئت من ماء مسحوب من القرب ، هنالك ستجلس على الطين وتمد من اجل الحصول على زرات الذهب .
نوا حسن ذات الثلاثة وعشرين عاما والحاملة في شهرها الرابع تحمل ابريق المياه في حقول الذاهب في منطقة ابانقارو في محيط يابوس .
نوا التي لديها طفلين تعمل يوميا منذ الصباح الباكر الى حلول الظلام . الاراضي في منطقة ابانقارو تبدو مثل لوحة العاب : الارض الحمراء شقت بنقاط حفر عميقة. بينما النساء يحاولون حماية ابنائهم من السير الى الخارج خشية انهم سيسقطون في هاوية الظلام.
الكتل الصغير من الذهب يمثل فواكهة ايام العمل ، حيث يتم شرائها بالعملة الاثيوبية او تجارتها من اجل شراء الزرة لاستخدامها في صنع الطعام ، في احسن الاحوال يتم ايجاد الذهب مرتين في الاسبوع.
“عوضية ” الامرأة التي تعمل يوميا بحقل التنقيب .، في المرة الماضية باعت لاحد التجار ما وجدته بقيمة 60 بير اثيوبي (2.70$) .
وتصف “عوضية “عملها بانه “عمل خطير” موضحة: ” ان الحفر العميق احيانا تسقط” ،
رغم ذلك الا انها تخشى من ما ياتيها من السماء عبر طائرات الانتنوف اكثر من الحفر العميق داخل الارض .
وتشير عوضية الى ان طائرات الانتنوف لم تقصف هذه الجهة مباشرة ولكنها اتت على مسافة قريبة جدا منها.
النساء فاعلات في الحركة الشعبية ، مصنفات كافراد وقادة . الجنرال المهم “بوتو” قاد العديد من معارك التحرر الهامة ضد قوات الحكومية. ممثلين الحركة الشعبية يدعون انهم يحصلون على اغلب اسلحتهم من الهجمات والغارات على القوات الحكومية.
خارج منطقة مايوك ، بلدة خط مواجهه امامية في جنوب النيل الازرق، نساء صغيرات يقضين ايامهن في قاع نهر جاف، الاشجار معلقة على الضفاف ليوفر الظل ، ومخابئ حول الصخور لتوفر بعض الماوى من السخانة.
كثير من المباني التي تم تدميرها في النيل الازرق عليها رسومات وشخيطة وخاصة صور الطائرات والاسلحة . ليس هناك اي اطفال يدرسون في المدارس، الامهات يخشون من الحمل في المستقبل ودائما تبدو مرتاحا عندما الاطفال في تلك المنطقة يبتسمون.
الرجال الذين يقودون الحكومة السودانية وأولئك ا الذين يقودون المعارضة اجتمعوا عشرات المرات بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا خلال الخمسة سنوات الماضية في محاولة لتحقيق اتفاق سلام . وعلى النفيض من ثبات نساء النيل الازرق.، تلك المحادثات فشلت للتحمل.
المصدر : براودلي