كلمة الدكتور الهادى ادريس يحى- رئيس حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي
فى ذكرى احياء عملية الزراع الطويل فى محل اعتصام السودانيين امام القيادة العامة
جماهير الشعب السودانى الشرفاء، المناضليين البواسل من أبناء وبنات الشعب السودانى المعتصمين أمام القيادة العامة منذ السادس من أبريل 2019. شباب وشابات حركة العدل والمساواة السودانية بالداخل.
نخاطبكم اليوم بمناسبة احياء ذكرى عملية الزراع الطويل التى قادتها حركة الكفاح المسلح متمثلة فى حركة العدل والمساواة السودانية بقيادة عميد شهداء الثورة السودانية، الدكتور خليل إبراهيم محمد، والتى قدمت فيها الحركة ارتالاً من الشهداء ابرزهم الشهيد جمالى حسن جلال الدين أمين شئون الرئاسة. كما وقع فى الأسر أبطال الشعب السودانى من حركة العدل والمساواة السودانية. وإذ نذكر الشعب السودانى بهذا اليوم الخالد،نحن نجدد العهد مع الشهداء بأننا سوف نمضي فى ذات النهج الذى اختاره هؤلاء الشرفاء حتى بزوغ شمس الحرية بإزالة كافة آثار وبقايا نظام الانقاذ البائد.
الشعب السودانى المناضل،
بالرغم من أن حركة العدل والمساواة لم تكسب تلك المعركة عسكرياً، إلا أنها كسبت زمام المبادرة والاستمرار فى معركة تغيير نظام الانقاذ العنصرى الدموى. فكانت معارك الحركة فى صيف 2011 التى قدمت فيها الحركة قائدها وقائد المهمشين فى السودان الدكتور خليل ابراهيم محمد شهيدا. ان استشهاد الدكتور خليل محمد جددت روح المقاومة فى قوى الكفاح المسلح فجاءت معركة قوز دونقو التى قدمت فيها مرة اخرى الحركة المئات من الشهداء. لتاتى معركة الكرامة بتاريخ 22 مايوم 2017 ، التى قادتها تحالف (حركتى تحرير السودان بقيادة منى مناوى و المجلس الانتقالى) والتى قدمنا فيها ارتالاً من الشهداء على رأسهم الشهيدين محمد عبدالسلام طرادة وجمعة مندى . كما وقع فى الأسر أبطال الشعب السوداني وفى مقدمتهم القائد نمر محمد عبدالرحمن و عدد من رفاقه الشرفاء. وإذ نذكر الشعب السودانى بهذا اليوم الخالد، فاننا نجدد دعوتنا الى قوى اعلان الحرية والتغيير بالوقوف مع شرفاء الحركة القابعين فى سجون النظام البائد. إن معاناة هؤلاء الشرفاء مهر للحرية والكرامة التي يجب أن يتمتع بها الشعب السوداني بالتالي مسالة اطلاق سراحهم يجب ان تتصدر مطالب قوى الحرية والتغيير فى تعاطيهم مع المجلس العسكرى الانتقالى.
الشعب السودانى الكريم المعتصم امام القيادة العامة
ان نجاح ثورتكم، ثورة ديسمبر 2018 المجيدة باقتلاعها للنظام البشير البائد جاءت كناتج تراكمى للتضحيات الجسام التى قدمتها قوى الكفاح المسلح ولاسيما حركة العدل والمساواة السودانية بقيادتها لعملية الزراع الطويل التى ضربت النظام فى عقر داره فى ملحمة بطولية نادرة وفريدة تم التزاوج فيها بين الكفاح المسلح والعمل السلمى، حيث رفضت الحركة استخدام المدفعية الثقيلة تفاديا للوقوع الخسائر وسط المدنيين العزل واثرت الانسحاب خارج العاصمة، وهذه قيمة من قيم الكفاح المسلح السلمى التى اهتدت بها ثورة ديسمبر المجيدة والتى هزمت آلة القمع الانقاذى الذى اذل واهان الشعب السودانى على مدى ثلاثين عاما.
الشعب السودانى الابى
مع زوال نظام الانقاذ البائد دخل وطننا مرحلة تاريخية جديدة يتطلع فيها الشعب السودانى الى نظام سياسى ديمقراطى مستقر يسود فيه قيم الحرية والسلام والعدالة. ان تحقيق هذه القيم يتوجب علينا كقوى الثورة التى انتصرت على نظام الانقاذ البائد ان نضع خلافاتنا ومصالحنا الحزبية والتنظيمية والشخصية جانبا والشروع فى الوحدة الحقيقية القائمة على اهداف الثورة التى قدم شعب السودان من اجلها ارتالا من الشهداء على راسهم الشهيد المعلم احمد الخير. ان تعزيز الوحدة بين مكونات قوى اعلان الحرية والتغيير سوف تهزم اعداء الثورة من كتائب الظل وبقايا النظام البائد الاخرى الذين يسعون ليلا ونهارا للنيل من الثورة المجيدة والقيام بثورة مضادة تعود من خلالها النظام القديم بثوب جديد.
المعتصمين الشرفاء
نعم، انتصرت ثورتكم المجيدة ولكن الطريق نحو تحقيق شعار حرية سلام وعدالة مازال طويل وشاق و محفوف بالمخاطر، لذا يجب علينا ان نتوحد كقوى الحرية والتغيير فى الاتى.
مخاطبة المجلس العسكرى الانتقالى على التسليم الفورى للسلطة والسيادة لكم كممثليين للشعب السودانى وقوى الثورة والشروع الفورى فى تكوين حكومة الشعب.
الاشراك الفاعل لقوى الهامش السودانى ولاسيما التى قادت الكفاح المسلح فى كافة مراحل الترتيبات الانتقالية.
ايلا مسالة ايقاف الحرب فى مناطق النزاع وتحقيق السلام الشامل الاهتمام القصوى.
ادراج وعدم اغفال مسالة العدالة الانتقالية وتعويض المتضريين من الحرب وتقديم الجناة لمحاكمات كشرط اساسى لتحقيق السلام العادل والشامل.
الاهتمام بمسالة الترتيبات الامنية لقوات حركات الكفاح المسلح واعادة هيكلة كافة المؤسسات الامنية والعسكرية لتعكس قومية هذه المؤسسات.
وضع الترتيبات اللازمة لتفكيك واجتثاث اثار ومؤسسات النظام البائد.
ضرورة تنفيذ سياسات بديلة ولاسيما الاقتصادية منها لمقابلة حاجيات المواطن السودانى فى العيش الكريم.
تحسين علاقات السودان مع العالم الخارجى التى شوهتها النظام البائد حتى يلعب السودان دورها المتوقع فى حفظ الامن والسلم الدوليين.
الاعداد الى قيام مؤتمر الدستورى بنهاية الفترة الانتقالية بغرض حسم القضايا القومية العالقة، مثل قضية الدستور الدائم وبناء الدولة الوطنية، علاقة الدين بالدولة وغيرها من القضايا.
الاعداد الجيد لاجراء انتخابات حرة ونزيهة تفضى الى قيام نظام ديمقراطى جديد ومستقر فى السودان.
فى الختام نجدد الشكر لشباب حركة العدل والمساواة السودانية بالداخل لاحياءهم لذكرى عملية الزراع الطويل، كما نجدد عبركم التحية لشهداء عملية الزراع الطويل وكافة شهداء الثورة السودانية وفى مقدمتهم شهداء ثورة ديسمبر المجيدة. أعزي عبركم أسر هولاء الشهداء.
والسلام عليكم،
دكتور الهادى ادريس يحى
رئيس حركة تحرير السودان- المجلس الانتقالى
نائب رئيس الجبهة الثورية السودانية لقطاع الاعلام والشئون القانونية
10/5/2019