بقلم/ ياي دينق أقوك
تحتفل جنوب السودان اليوم بالذكرى السادس..؟ لاستقلالها المجيد وهي فرصة للاحتفاء بكل الذين ناضلوا وضحوا من اجل ان لا يعرف شعب جنوب السودان المهانة والموت
هذه الذكرى فرصة لنا جميعا لكي نراجع علاقتنا بتاريخنا ومن ثم علاقتنا ببعضنا
لا يجب ان نعود اليها بنية فتح الجروح واشعال الفتنة ولكن بنية تضميد ما بقى منها موجعاً
لقد شاهد هذا اليوم تفجر في الفرح في قلوب الكثير من الناس وعاش اخرون حزنا
كلا الفريقان لهما الحق فيما ذهبوا اليه ولا ننكر على احداً منهم بانه لم يقدم الغالي والنفيس لسعادة بلده لكن هناك من كان يتخوف من المستقبل ويحدث ما يفرق شملنا
كلا الفريقان كان يحب الجنوب بذات القوة ولكن اختلفا في سبيل الوصول لتلك الغاية فكان ما كان من صراع انتهى بالاضطهاد والتخوين وابشع الاشكال واكثرها ظلماً
لقد حان موقت تصالحنا مع انفسنا ومع تاريخنا، مع اللحظة التاسيسية لهذه الدولة
ويجب علينا ان لا نعيد السيناريو القديم الذي كان تكوين دولتنا نتيجة له
فالاعتذار ليس عيباً فاليوم يجب ان نعتذر ونطلب السماح من قبل كل انسان تعرض للظلم لاننا مسؤولوين مسئولية اخلاقية تاريخية امام ذلك
نحن كلنا ابناء واحفاد مناضلين حقيقين ضحوا من اجل هذا الوطن ويجب علينا اكمال ذلك الحلم الذي دائماً ما كانوا يحلمون به هو تحقيق دولة الانسان التي ترتكز على القانون
ان الدرس الذي يجب علينا تعلمه هو ان القتال غير مجدي لاستكمال مشروع استقلالنا
يجب علينا ان نتعايش سوياً وان نفتح على المعرفة الانسانية الواسعة حتى نجد مكاننا الحقيقي في الميدان العالمي
في هذا اليوم الذكرى
باسمكم جميعاً اسمحوا لي ان اعبر عن امتناننا لكل المناضلين الذين اوصلونا إلى عتبات الوطن
باسمكم جميعاً اسمحوا لي ان اترحم على شهداء الثورة
باسمكم جميعاً اسمحوا لي ان اشكر كل الذين دافعوا عن الوطن في اوقات الحاجة
عاشت جمهورية جنوب السودان … !!