بقلم/ياي دينق أقوك
العادات ما بين الحداثة والتطور ؟ لاي مجتمع مجموعة من العادات والفضائل السمحة والقيم الجميلة الموروثة منذ القدم كقدم الإنسان، إلا ان هذه القيم والعادات تعرضت لموجة وسيل جارف لما يعرف بعملية الحداثة والتطور جراء التمدن والإنفتاح غير مدروسة العواقب . منذ أن استعرت الحرب اصبح كل المجتمعات القبلية مهددة في عاداتها وقيمها،هذا التهديد قصد منه طمس هويتها وتغيير قيمها بطريقة ممنهج كجزء من آليات حسم صراع الهوية، إلا اننا في هذا المقال سنتناول وضع آخر هو إختيار الناس طواعية التخلي عن عاداتهم وموروثاتهم وتبنيها لعادات وموروثات الغير محاولة منهم مواكبة التطور ومجاراة الحداثه ، فمثلا تراجع مستوي إتقان إجادة لغة الام وإستخدامها لسببين رئيسين الإنفتاح للفضائيات والقنوات وإجراء الحوارات العائلية بلغة غير لغتهم حتي في ابسط الاشياء كالمراسيل او مناقشة امور بسيطة وهذا خلق واقع غير حميد،وأذكر في بداية العام2000م وكنا في مدينة دنقلا زار سماحة الكردينال قبريال زبير واكو في إطار إحتفالات زمن اليوبيل وقد حظيت بحضور خطبه لان احد اشقائي كان احد المنظمين لهذا المحفل الكبير بحكم أنه كان سكرتيرا للإقليم الشمالي لمطرانية الخرطوم ومقر الامانة العامة دنقلا،خصصوا من خلال رحلة تساعية اليوبيل جلسة حوار مع الاطفال علما بأن غالبية الاطفال من منطقة ابيي بحكم اغلبية سكان الشمالية فبالتالي حظي الاطفال بهذه المقابلة مع سماحته مما جعله في ختام زيارته ان يصرح امام الحاضرين اننا اعجبت بطريقة تربية اهل دينكا نقوك لاطفالهم بتعليمهم لغة الدينكا من خلال حواري مع هؤلاء الاطفال رغم انهم ولدوا في بلد حتي اهلها تخلوا عن لغاتهم المحلية من محس ودناقلة،كان وجهاء الولاية وحكومة الولاية حضور،تخيلوا كان هذ قبل سبعة عشر عاما،اما الان يكاد نطاق إستخدام اللغه لمن يقيمون فقط في الموطن الاصل للاب والام إن كان الابوين من نفس المنطقة واما من كانوا من ابوين مختلفين المناطق فحدث ولا حرج والحجة ان الإغتراب والهجرة ساعدا في ذلك،الا يمكننا ان نستفيد من هذا التطور وفيه ننشئ لنا موقع تعليم لغتنا المحلية لمن ولدوا في خارج المنطقة او تربوا بعيدا عنها في معسكرات اللاجئين بدلا من الإستسلام وترك أجيالا بحاله تضييع من دون ثقافة وعادات وقيم تعبر عنها غير الاسماء التي يسمون بها …..!!!