القاهرة : صوت الهامش
عن دار النخبة للطباعة والنشر والتوزيع بالقاهرة سيصدر خلال الأيام القادمة كتاب بعنوان “السودان : من العنصرية الي التطهير الإثني” ، للكاتب والناشط الإعلامي والحقوقي عثمان نواي .
ويوضح الكتاب ان السودان عبر نصف قرن من الزمان لم يتمكن من النجاة من حالة الاحتراب الداخلى المستمرة منذ استقلاله فى 1956 ، في وطن متعدد الاثنيات والثقافات , تحول التنوع الى كارثة نسبة لفشل النخب الحاكمة والتى اسست الدولة الحديثة فى ايجاد المعادلة المناسبة لاقتسام السلطة بين مكونات الشعب السودانى .
يحاول الكتاب القاء نظرة على الحاضر المتشظى في السودان مستدلا باضاءات من التاريخ كان لها الاثر فى صناعة السودان المعاصر بكل ازماته.
حيث يبرز الكتاب ان السودان يعيش أزمة تركيب وتشكيل تبدو فريدة من نوعها , نسبة لمسار التاريخ الذى فرض عليه التعايش مع ماضى ملىء بالتعقيدات التى اصبح الكثير منها فى طى المسكوت عنه على المستوى العام, ولكنها تشكل فى الظل جذور الصراعات التى تدور فى السودان الحديث.
ويبحث الكتاب عن الطريق نحو المستقبل باعتبار الماضى هو الذى شكل الحاضر ويري انها قاعدة اساسية للنظر لواقع السودان الحالى ، حيث ان قضايا الرق والعنصرية والهيمنة الاثنية الاحادية, كثيرا ما يتم الالتفاف حولها وعدم مواجهتها بشكل مباشر, بل يتم الكتابة عنها من وراء حجاب .
ويشير المؤلف ان مستجدات الراهن السودانى تفرض شروطا جديدة تستوجب تعرية الواقع ومواجهته دون مواربة ، لجهة انفصال جنوب السودان فى 2011 اعلانا لا يمكن انكاره لفشل المقاربات السابقة للنظر للازمة السودانية , مما يستوجب التنقيب والبحث عن مقاربات مغايرة.
ويري عثمان نواي ان استمرار الحروب الاهلية التى وصلت الى الابادة الجماعية فى دارفورمنذ عام 2005, تقتضى مواقف أكثر شجاعة فى ممارسة المواجهة مع الواقع وايجاد سبل كفيلة بايقاف القتل الجماعى على أساس الاثنية والعرق .
ويحاول الكتاب البحث عن إجابات لاسئلة التركيب والتكوين و يغوص فى صراعات الماضى التى لازالت تتحكم فى حاضر السودان, بحثاعن الطريق نحو المستقبل.