الخرطوم ــ صوت الهامش
أصدر الكاتب السوداني، قصي همرور، كتاب ”سعاة أفريقيا“ مدخل إلى تاريخ وآفاق الحركة الأفروعمومية، يستعرض فيه، الحركة الأفروعمومية على طريقتين ”السرد التاريخي واستعراض مواقف الحركة من قضايا اجتماعية سياسية محورية“.
ويضيف الكتاب مساحة لأطروحة عامة حول آفاق الحركة الأفروعمومية، في الحاضر والمستقبل القريب، وينقسم النص إلى ثلاثة فصول، مع مقدّمة جزلة وخاتمة نقدية.
ويتناول الفصل الأول، سرد لتاريخ الحركة الأفروعمومية منذ بداياتها وحتى حقبة ما بعد الاستعمار، يركيز السرد على الأحداث والرموز والقضايا التي كانت لها القدح المعلّا في خلّق الحركة.
ومن الناحية التاريخية، يتناول الفصل بعض الأسئلة مثل تاريخ الأفروعمومية في الشتات الإفريقي الشرقي، أي الشتات الذي تمدّد إلى جهة الشرق بفعل العلاقات بين إفريقيا والشرق الأوسط، خصوصاً منذ حقبة ظهور رسالة الإسلام وما تلى ذلك من حقب.
أما الفصل الثاني، فيتناول التراث النظري والتطبيقي للحركة الأفروعمومية عن طريق استعراض قضايا محورية في خطاب الحركة وفي صولاتها وجولاتها على الأصعدة المحلية والعالمية.
وتضم تلك القضايا، تصفية الاستعمار من حيث دوافعها وأهدافها، ومعنى الوحدة الإفريقية في خطاب الأفروعمومية وما تنشد إنجازه من خلال الوحدة، وعرضا موسّعا لموقف الأفروعمومية من قضية العنصرية ”تعريفها، تمثّلاتها، جذورها التاريخية، ونقدها الفكري وسبل مناهضتها“.
وعلاوة على مشكلة تقصير الحركة الأفروعمومية حتى اليوم، في أن تكون حركة تنادي بالمساواة الحقيقية بين الجنسين، رغم المساهمة الكبيرة للنساء فيها بجميع مراحلها، في الكتاب الذي تصدره دار رفيقي للطباعة والنشر، جوبا، 2020.
كذلك يضم دور الثقافة، كوسيلة تحرّر وتنمية بالنسبة لحركات التحرر الوطني، وحركات التغيير الاجتماعي، تحت مظلة الآفروعمومية، وأهمية إعادة تقديم الخطاب حول ماهية الانتماء الأفروعمومي في ظل التحولات العالمية المعاصرة.
كما تناول الكتاب، أشكال النزاعات الداخلية وشبه الداخلية في الحركة مع تيارات ومدارس متداخلة معها وقريبة منها، أما الفصل الثالث فخصصه الكاتب، للأطروحة التي يقدّمها حول النظر في مآلات الحركة، في الحاضر والمستقبل القريب.
وتقول الأطروحة، إنه رغم أهداف الأفروعمومية العامة هي تحقيق التحرر والتنمية للشعوب الإفريقية إلا أن الظروف العامة للحركة جعلتها في معظم سيرتها تركّز على جانب التحرر أكثر من جانب التنمية، وقد حان الوقت لانتقال التركيز من التحرر إلى التنمية. أو لنقل، بدلا عن ”التحرر والتنمية“ ينبغي الآن أن ننتقل إلى ”التنمية والتحرر“.
ويدافع المؤلف عن أطروحته، باسترجاع وتبرير تاريخي لمسيرة الحركة في الماضي وأهمية قيام تيار تحديث وإعادة تقويم يؤدي لإنعاش الحركة، لجهة أنها تحتاجه أي حركة ”اجتماعـْسياسية“ واسعة بين كل فترة وأخرى حتى تبقى مواكبة وحيوية في ظروف محلية وعالمية دائمة التغيّر.
وسيتعرض المؤلف وفق تلك الأطروحة، قضايا جديدة نسبيا، يرى أن الحركة لم تعرها اهتماماً كافياً في الماضي، مطالباً أن تضاعف اهتمامها الآن، وهي ”كيفية التوفيق بين حيازة منافع الحداثة وتجنب شِراك الاستلاب بالنسبة للمجتمعات الإفريقية“.
بإلاضافة إلى ”إشكالية هجرة العقول الإفريقية المنتجة عن القارة، كعقبة تنموية غائرة الأثر، وبحاجة لعلاج سريع، ودور مؤسسة الدولة الإفريقية الحديثة كسلاح ذي حدّين في قضايا التنمية والتحرّر للشعوب الأفريقية، وأهمية مراجعة وإعادة تأهيل مجال دراسات التنمية الإفريقية“.