إنعقد المجلس القيادي لقوى نداء السودان في الفترة من 16 – 20 يناير 2017 وسط حضور واسع لقيادات قوى نداء السودان على الرغم من منع سلطات النظام الأمنية لوصول عدد من قيادات التحالف القادمين من داخل البلاد.
جاء الإجتماع في وقت تعيش فيه بلادنا متغيرات وتطورات ضخمة تنذر باقتراب بزوغ فجر الحرية والسلام والعدالة. اتسمت مناقشات المجلس القيادي بالعمق والمسؤولية وروح الجسم الواحد بما يحقق أهداف قوى التغيير , حيث تناول المجلس :
أولاً: الوضع السياسي الراهن:
حيا المجلس النهوض الجماهيري الكبير الذي جسدته ملحمة عصيان نوفمبر وديسمبر وما سبقه من حراك نقابي ضخم لأطباء وطبيبات السودان في قضاياهم المطلبية, كما نظر المجلس بتقدير بالغ لحراك مجموعات مناهضة السدود ومخلفات التعدين السامة والنازحين واللاجئين والمعلمين والمزارعين والصيادلة وأسر الشهداء والنساء والطلاب وكافة مجموعات المطالب في تصعيدهم للمقاومة السلمية المرتبطة بقضايا الجماهير. كما أعلن المجلس عن كامل تضامنه مع أسرى الحرب والمسجونين والمحكومين سياسياً ومعتقلي قوى نداء السودان وقوى الإجماع الوطني والمجتمع المدني ومجموعات المطالب ومئات المعتقلين من دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق الذين يتعرضون للتعذيب والمعاملة القاسية بمعتقلات النظام, وأدان الإستدعاءات المجحفة بحق عدد من قيادات القوى الوطنية وأكد على تصعيد حملات الضغط من أجل اطلاق سراحهم. كما أدان سياسات الإبادة الجماعية وجرائم النظام البشعة في جبل مرة ونيرتتي والجنينة ومنطقة الروم بالنيل الأزرق. كما أدان المجلس منع سلطات أمن النظام سفر الدكتور أمين مكي مدني للعلاج في فعل قبيح ومستنكر عرض حياته للخطر قبل أن يتم التراجع عنه. كما حذر المجلس نظام الإنقاذ من مغبة السير في طريق بيع أراضي البلاد لجهات أجنبية وأرسل تحذيراً شديد اللهجة للنظام لوقف إجراءاته الإقتصادية المتوحشة التي تزيد من عبء معيشة مواطني ومواطنات البلاد . وأكد المجلس في خاتمة مداولاته حول الأوضاع الراهنة على أن هذه التطورات تعد مؤشراً واضحاً على عزلة نظام الإنقاذ ودعا لتمتين وحدة هدف الشعب السوداني في اسقاط نظام الشمولية والإبادة والفساد.
ثانياً : التنسيق مع القوى السياسية والإجتماعية الوطنية:*
أكد المجلس على أهمية تطوير المناقشات الجارية حول توحيد مراكز المعارضة المتعددة وتنسيق جهودها, بما فيها تعزيز آلية للتواصل مع قوى الإجماع الوطني وقوى المستقبل والقوى السياسية والمجموعات الشبابية والمطلبية والنقابية, بما يضع في الإعتبار التنوع الغني لمكونات بلادنا السياسية والإجتماعية وتعدد أدوات ووسائل نضالها.
ثالثاً: الموقف من العملية السلمية في البلاد
ناقش المجلس وقيم مجمل مسار العملية السياسية السلمية في البلاد, وأكد على أن النظام قد تخلى عن خارطة الطريق التي طرحتها الوساطة الأفريقية, وشدد على التزامنا بمبدأ الحل السياسي الشامل إلى جانب خيار الإنتفاضة الشعبية, وأكد المجلس على أن الطريق الوحيد لإحياء الخارطة يتطلب إعادة تصميم كامل العملية السلمية في البلاد بما يضع في الإعتبار التطورات الجديدة وإنفاذ إجراءات لتهيئة المناخ وبناء الثقة تشمل وقف الحرب وتوصيل المساعدات الإنسانية للمتضررين في مناطق الحرب وإطلاق سراح المعتقلين والأسرى والمحكومين وإلغاء كافة القوانين المقيدة للحريات.
ورأى المجلس القيادي أن قرار تجميد العقوبات الامريكية لن يؤدي إلى رفع المعاناة المستمرة منذ 27 عاماً عن كاهل السودانيين وذلك ما لم يتم ربطه بصورة وثيقة مع حل قضايا أزمة الحكم وحقوق الإنسان والحريات والسلام العادل والتغيير الديمقراطي. ودعا المجلس بأن يصبح توثيق ومراقبة الإلتزام بمؤشرات رفع العقوبات من عدمه شأناً قومياً لكافة قوى المجتمع السوداني.
كما أكد قادة قوى نداء السودان على رغبتهم في التعاون الإيجابي الوثيق مع المجتمع الإقليمي والدولي للقيام بأدوارهم ومسؤولياتهم في تعزيز فرص الحل السلمي الدائم وبدعم أدوار الآلية الإفريقية في إتباع منهج جديد وقوي يسرع من حل أزمات البلاد المتعددة
رابعاً: الهيكل التنظيمي والإداري لقوى نداء السودان:
قرر المجلس سعياً منه لتفعيل عمل التحالف إحياء اللجنة الخماسية لإدارة العمل الخارجي لنداء السودان إلى حين الفراغ من إعداد الدستور الذي يتضمن الهيكل التنظيمي المتفق عليه وذلك في فترة أقصاها ثلاثة أشهر. مع استمرار اللجنة التنفيذية بالداخل والسكرتارية في مواصلة أعمالهما.
خامساً: عودة السيد رئيس حزب الأمة القومي للبلاد:
ناقش المجلس عودة رئيس حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي للبلاد , حيث ثمن المجتمعون على الدور الكبير الذي لعبه في توحيد المعارضة وبناء جسور الثقة بين مكوناتها, وفي هذا السياق فقد أعلنت قوى نداء السودان بعد نقاش مستفيض عن كامل دعمها لقرار العودة للداخل ووضع المجلس خطة للعمل التعبوي والسياسي لتحالف نداء السودان تبدأ بعودة الإمام في السادس والعشرين من يناير الجاري, مؤكدين على أنه سيشكل إضافة كبيرة للحراك الجماهيري المتصاعد من أجل تحقيق أهداف نداء السودان.
ختاماً أكد المجلس على أن هذا الإجتماع يشكل خطوة في مشوار المقاومة الوطنية لشمولية الإنقاذ ويشكل لبنة في مسار بناء سودان يسع كافة أبناءه وبناته ويعبر عن لوحة تعدده الفريد, إن ظلام الشمولية زائل لا محالة كما نصت سنن التاريخ وإن شعبنا سيسترد حريته وكرامته ويبني السودان الذي يستحقه ويريده .. سودان السلام والحرية والعدالة .. هذا ميثاقنا لهذا الشعب … نسير معه كتفاً بكتف .. وموعدنا الفجر الذي يطرد عتمة الشمولية والإبادة والفساد.
قوى نداء السودان
باريس – ٢٠ يناير ٢٠١٧