H.kambo19@live.com
لا احد يستطيع إنكار العزلة الكبيرة الذي يعيشه البشير داخلياً وخارجياً خاصة المجتمع الدولي بسبب قرار المحكمة الجنائية الدولية الخاصة بتوقيفه في وقت سابق بتهم جنائية تتعلق بالإبادة الجماعية و التطهير العرقي و الاغتصاب كلها تهم أحكامها الحد الأقصى الإعدام لكن يا ترى اَي من هذه التهم يتم تنفيذ الحكم عليه اذا ثبت ادانته في كل هذه التهم ، خاصة ان كل الدلائل تشير الي تورطه بالمستندات و الوقائع و شهود الاعيان بالاضافة الي أقول المجنى عليهم و اكبر دليل على ذلك عندما تم توجيه التهم ضده هرول و هاج وحضرب و ملئ الدنيا ضجيجا كاصوات البراميل الفارغة التي تصدر ضجيجا لكنها فرفرة ضبيح رافضاً هذه التهم ناسي و متناسي عدالة السماء والحديث يقول “الذنب لا يُنسى ، وَالْبِرّ لا يَبْلَى ، وَالديانُ لا يَمُوت ، فَكُن كما شِئْتَ ، فكما تَدِينُ تُدان” .
كم برئ في عهده تم محاكمته من دون توجيه تهم عليه وظل أسيراً داخل بيوت الاشباح و كم من مواطن تم اغتياله دون مرعاة حتى لحدود الدين الذي يحاول التشبس به حتى أفرغه من مضمونه ودوره الرسالي والتربوي والاخلاقي والإنساني وجعل الانقسام هي ألسمة السائدة في المجتمع تارةً بين التطرّف والإلحاد التى أصبحت ظاهرة منتشرة بكثافة خاصة وسط الشباب وتارةً اخري بين صوفي سلفي ، شيوعي إسلامي .
ما بين هذا وذاك الكل مشغول بصراعات وهمية لا يسمن ولا يغني من جوع لإثبات الذات الغرض منه صرف الناس حتى يتسنى للبشير فعل كل ما يحلوا له .
رفض قرار هذه المحكمة و التهم الموجهة ضده جملةً و تفصيلا كما معلوم للجميع و هو كذلك يعلم تماماً القاعدة القانونية التى تنص ان كل متهمٍ برئ حتى تثبت ادانته ويُؤْمِن بهذا المبدأ السؤال الذي يطرح نفسه لماذا لم يذهب البشير الي المحكمة الجنائية لإثبات برائته من التهم الموجهة ضده ؟ خاصة وهو ينادي بدولة القانون والحاكمية للقضاء والجميع يسلك درب القانون حتى ينال حقه كما يفعله الان هو وزمرته الحاكمة عندما ضاق بهم الحال عندما قدموا حلايب كبش فداء لخطئتهم الشنيعة عندما حاولو اغتيال الرئيس المصري السابق حسني مبارك في أديس أبابا ولم ينجحوا في ذلك تم تقديم حلايب كتسوية ،وأصبحوا الان ينادون باصوات خجولة بسودانية حلايب و يجب ان تعود لحضن الوطن بالطرق السلمية و القانوية و عن عريضة تم تقديمه لدي محكمة التحكيم الدولية وليس لديهم مانع للتفاوض حول المنطقة ويقبلون كل ما تصدره المحكمة .
يتحدث بلغة القانون و المحاكم و عندما يتعلق الامر به يرفض المحاكم ويكيل التهم والشتائم ضد هذه المحاكم نعيب على الادارة المصرية الحالية الاستمرار في معاقبة الشعب السوداني كما فعل “مبارك” في وقت سابق بضم حلايب وقبلت المساومة بدلا من ملاحقة الجناة الحقيقيون البشير وزمرته الحاكمة و تركهم يمرحون في الارض لكن قصة حلايب هذه لنا عودة في مساحة أوسع باْذن الله ولكن قبل ذلك يجب ترتيب الأوراق ومحاسبة الجناة الحقيقيون بدلا من الوطن لا يستقيم الظل و العود اعوج .
قصة المحاكم هذه جعل من البشير شخصاً منبوذ ومكره دوليا لا حد يطيقه أبدا الكل يحاول الابتعاد منه على قول المثل ابعد عن الشر وغنيله على قرار ما حدث مؤخرا عندما راهن “دولاند ترامن” مشاركته في القمة العربية الاسلامية الامريكية التى يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بابعاد “البشير” منها واعتبر ان البشير شخص مجرم مطلوب من القضاء الدولي لا يمكن ان يصافحة ويجتمع معه وفِي هذا دليل على ان العدالة مهما طال الزمن أو قصر سوف يأتي اليوم الذي تُرد فيه الحقوق و يأخذ كل ذِي حقٍ حقه .
مما اعتبره المراقبون انها صفعة قوية من “دولاند ترامب” للبشير بعد فشل كل محولات (الكبكبكة) و كسير التلج الذي مارسه البشير و وفده المرافق والخارجية السودانية بالاضافة الي الوساطة السعودية ولكنها باءت بالفشل وجعل البشير يعود الي ادراجه بخفي حنين الارتزاق قد تأتي بالمال و لكن لا تأتي بالمواقف والعلاقات والقيم النبيلة لا تسلم الجرة كل مرة .
بعد رفضة وابعاده من قمة “ترامب” اوكل البشير مدير مكتبه “طه الحسين” المشاركة بدلا منه دون غيره ممن لهم الكفاءة و القدرة والاعلى منه في القيادة والأقرب من هذا الملف وفي ذلك الف علامة استفهام .
وصرح وزير الاعلام والناطق الرسمي للحكومة احمد البلال الطيب ان البشير انسحب من القمة لأسباب تخص مصالحهم مع الادارة الامريكية الحالية و فضلوا ان لا يحرجوا ترامب عندما يلتقي البشير ويصافحه لانه سوف يواجه هجمة شرسة من معارضيه داخل الولايات المتحدة أو الايصافحه ومصافحة ترامب للبشير ليس شرف ولا يعني له شيئا لذلك قررا العودة مكسور الخاطر لكن الحقيقة ان ترامب منحهم خياران احلاهما مر الاعتراف بالجنائية والتمثيل امامه او عدم حضوره القمة وانه لن يجتمع به ولا يصافحه لذلك اختار العودة من حيث أتى و بذلك نال البشير صفعة قوية من “دونالد ترامب” بعدم مصافحته والتلويح له باخطر الملفات التى يثير رعب البشير وابعاده من القمة العربية الاسلامية الأميركية و السبب المحكمة الجنائية و جرائمه التى ظن انها تسقط بالتقادم .
حتى الملتقى ،،