أن قضية المرأة هي واحدة من القضايا الأكثر عمقاً في التاريخ البشري ، وأشد إلحاحاً لفك طلاسمها تاريخياً وحضارياً وثقافياً . وقضيتها هي من أنبل الحروب التي من المفترض خوضها ضد جلاديها على مُر التاريخ البشري . وبالتالي هي قضية نضالية وثورية معقدة تراكمت حلقاتها المظلمة عبر حقب تاريخية وحضارية وثقافية في صوب مجاهل الإجتماع البشري . لذلك نجدها هي من وقع عليها ظلامات كبرى ومتعددة ومتنوعة ، مرّة ناقصة عقل وعورة ومؤقظة شهوات ومرات عبدة مطيعة ملبية فقط لامتيازات الرجال وشهواتهم وحفظ النوع من الزوال على وجه الأرض فقط .. فقط لا غير ..
وهنالك ملاييين الحروب تم خوضها ومازالت في سبيل الحصول على جسدها أو الاستحواذ والاستمتاع والتلذذ والتحكم به وفيه وعليه ..
ومرات يتم حجب كامل لجسدها وجعله ليلاً أشد حلكةً من اللّيل نفسه . وعطفاً على ذلك الجسد الأنثوي قد قدمت القرابين والطقوس الجنسية إرضاءاً للإله أو الرب و أو الله ، وذلك في شتى الثقافات والحضارات والأديان عبر التاريخ ومازالت المرأة تقدم القرابين للآلهة ومن الممكن بأن يكون الإله رجلاً ..
وما أنفك حارسو بوابات الجنة و أقتصاد السوق ( الإقتصاد الجنسي ) .. وحارسو بوابة الجنة الإسلامية يشنون الحروب تلو الحروب على جسد المرأة المسلمة عبر اللوائح والقوانين المستمدة من القرآن الكريم والسنة النبويّة ، ويفصلون الشريعة على حوجة دولتهم المبنية على الإقتصاد الجنسي السياسي عبر تاريخ الإسلام بذات نفسه .. وفي كل منعطف إقتصادي سياسي يبرز جسد المرأة المسلمة ك( مكنيزم ) محرك للاقتصاد السياسي للدولة الدينية ..
حسناً ،، دار جدل باليومين الماضيين ومازال حول مساواة المرأة بالرجل وحقها في تزويج نفسها على مَن تريد ..! وربما في مساواتها في الميراث .. وكل هذا دار بين تشكيلات الإسلاميين الحاكمين والقابطين على سلطة جسد المرأة السودانية والرجل حيناً ، وعلى موارد السودان منذ ثلاثة عقود إلا ..
أن المرأة السودانية منذ مجىء الإخوان المسلمين وتشكيلاتهم مغتصبيين للسلطة وموارد السودان فكانت المرأة هي أول من خاضوا حروبهم التي لا تنتهي ضد جسدها وعقلها بقوانين الأحوال الشخصية والنظام العام الذي أطال الرجل ايضاً .. والمرأة هي من أهدر جسدها وجعلها كأنها ( مملوكة ) للرجل ..
ومعطوفاً على جسد المرأة ( المحرم ) كنت أمني نفسي بأن تثور المرأة السودانية على اغتصابها من قبل تشكيلات الإخوان المسلمين وإن تعلن الإحتجاجات السلمية ورفع المذكرات في الخرطوم والمراكز الحضرية الأخرى للمدن السودانية .. وأنا هنا أوجه رسالتي للمرأة السودانية عموماً وبالخصوص المرأة السياسية والناشطة المدنية والحقوقية التي ظلت تدافع عن حقوق المرأة التي تشكل وعيها عبر الأحزاب السياسية والمنظمات المدنية والأتحادات المهنية والحقوقية منذ ستينيات القرن الماضي ..
إذن كيف قضيتها الأزلية لهولاء الجلادين ..؟!
وأين الأحزاب المدنية والمسلحة والمنظمات المدنية والأتحادات من هذا العبث الحقوقي بقضية المرأة السودانية ..؟!
.. المحير .. كل ذلك لم يحدث ..!
إذن لماذا نترك تشكيلات الاخوان المسلمين هم يقررون ويصادقون على القوانين التي تتحكم وتتملك أجسادنا وعقولنا ومعنى حياتنا ..؟!
وبما أن نساء الأحزاب المدنية والناشطات السياسيات والحقوقيات والمثقفات إذ تركن حق جسدهن وعقلهن وحياتهن بأن يقرره الجلاد فعلى نضالكن وثقافتكن السّلام ..!
وعلى ما أعتقد يجب ومن قدسية الحياة ذاتها وأنوثتها أن لا تترك المرأة السودانية بأن يصير / يسيطر / يتحكم الرجال على قدرها ومصيرها وحياتها الرجال وخاصةً هؤلاء الاخوان المسلمين وتشكيلاتهم ، ببساطة لأن قوانينهم تجعل المرأة كسيحة ومملوكة وعبدة ومشلولة العقل والإرادة ..
وفي رأيي من الأجدر للمرأة السودانية بأن تتسنم وتتصدر وتلهم جذوة جذور قضّيتها هي بذات نفسها ، وإن تتصدى بقوة وصلابة وبجسارتها التي منحتها لها الطبيعة .. لذا فالمرأة طبيعة و الحضارة والحياة أنوثة ، والمرأة مانحة للحياة لا ممنوحة لأي شكل من أشكال الحياة ، هي التي تشكل الحياة وتجملها وتجعلها اكثر رقياًو وتهديباً وترتيباً يليق بِنَا وبي حياتنا ..
والناظر مثلاً لما تسمى نفسها بالقوى التقدمية والحداثوية تجد على ديباجات دساتيرها ( يقول ليك أديناها 25% إلى 30% على مستوى هياكل الحزب أو نفس النسبة على مستوى الجهاز التنفيذي للدولة التي يتطلعون إليها في القريب العاجل ) ..
هذا استهبال ولعب على حقوق المرأة السودانية كافة المستويات من شخصيتها الاعتبارية كفرد وإلى تكوين الأسرة وإلى المستوى الحزبي والمستوى التنفيذي للدولة السودانية ..
شخصي ضد القوانين التي يصدرها الرجال لتقرير مصير المرأة السودانية وأيناً كانوا ذالكم الرجال وخاصة هؤلاء الإسلاميين وتشكيلاتهم ، وضد الرجال الذين يتناطحون ويتشدقون بقضيتها لأنهم كاذبون ومدلسون .. لأنو حينما يمنحهها مواداً في صالحهها بغتةً يأخذونه باليد الأخرى على وزن ( السيستيم ) ..
وإضافةً على ذلك يجب أن تنهض المرأة السودانية وتقود قضيتها بذات نفسها وتذهب بها إلى أبعد مراحل النهضة وإن لا تركن وتترك قدرها وقدراتها العقلية والجسدية بأن تتحكم بها قوانين الأحوال الشخصية والنظام العام .. ليس لها من نصير إلى ذاتها وإن تنهض ببنات جنسها وحتى كن من أمثال بدرية سليمان ..
عادل أرسطو
إيميل/ adilatisto 2000@gmail.com