واشنطن _صوت الهامش
أفادت مجلة فورين بوليسي الأمريكية أنّ ما بدأ في ديسمبر 2018 كمظاهرات عفوية في أرجاء السودان بسبب الوضع الاقتصادي المحتقن قد تحول إلى عائق حقيقي فالبشير رحل ولكنّ نظامه ما زال يقاوم. مع أنّ الزمرة العسكرية وعدت بتسليم السلطة إلى المدنيين لكن يبدو أنّها تنقلب على وعودها.
ويظهر جلياً الانقسام داخل الزمرة العسكرية، الأمر الذي يثير مخاوف المسؤولين الغربيين من أنّ الصدع قد يؤدي إلى المزيد من العنف.
وأشارت أن الأسبوع الفائت مثلاً، رأت المجلة رجالاً يرتدون زي قوات التدخل السريع يعتدون بالضرب على المتظاهرين في الاعتصام. بدا واضحاً أنّ لأحد ما في المجلس العسكري الانتقالي غاية في إلحاق الضرر بالمفاوضات.
وأضافت فورين بوليسي أنّه يوجد صدع داخل قوى الحرية والتغيير نفسها أي تحالف المجموعات المدنية. فبعد اجتماع الثلاثاء، عبّر بعض الأعضاء عن استياءهم من أنّ المفاوضات عرضت تقاسم السلطة مع المجلس العسكري.
وقالت أن في هذه الأثناء يستمر الاختلاف خارج البلاد حول مستقبل السودان إذ يوجد ثلاث دول عربية تدعم الزمرة العسكرية ولكن كل لأسباب مختلفة.
محمد حمدان “حميدتي” هو نائب رئيس المجلس العسكري في السودان وقائد قوات الدعم السريع التي أرعبت دارفور. حميدتي الرجل الثاني في الحكومة ولكنه يخبر الدبلوماسيين أنّ الإطاحة بالبشير كانت فكرته. وقد لعب دوراً مركزياً في المفاوضات مع المدنيين.
وأكملت المجلة أنّ المجلس العسكري ليس القوة الوحيدة المناهضة للثورة والساعية للتأثير على مرحلة ما بعد البشير. فقد انطلقت مسيرتين بإدارة المتعاطف مع الدولة الإسلامية محمد الجزولي والمحافظ عبد الحي يوسف وهذا بحد ذاته إنذار بتيار ديني متشدد في السودان ذات نوايا متطرفة.
ومع اشتداد الحركة المناهضة للثورة، تصدى تحالف المدنيين بالطريقة الوحيدة التي يعرفها.
لأسابيع مضت، حشد تجمع المهنيين السودانيين مجموعات عمال للانضمام إلى الاضراب العام في حال أخفق المجلس العسكري.
وأردفت المجلة أن دول الغرب منقسمة حول السودان بينما البعض في البيت الأبيض يعتقد أنّ التجمع قد يكون مرتبطاً بالإخوان المسلمين ولكن لا يوجد دليل. بالتعليق على ذلك قال مسؤول معارض أنهم لن يحضروا المزيد من الاجتماعات مع السفارة الأميركية فهي مضيعة للوقت.