هذا الفيديو يعبر عن الفضول العميق لدى الأجيال الجديدة حول هويتهم ومحاولتهم لحسم توهان وتوهم الأجيال السابقة حول من هم السودانيون. وعبر تكنولوجيا فحص الجينات الوراثية قامت هذه الفتاة في الفيديو أدناه بما يجب أن يقوم به الكثيرون ممن يتمسكون بأنهم من ذوي اصل عربي ويفرضون على بقية البلاد أن تتمثل بهم. ومن الملاحظ أن الشباب الان يحاولون الإجابة على أسئلة الماضي بوسائل حديثة أكثر جدية وفاعلية وقطعية لحسم الجدل حول مسألة الهوية. وهم يعودون بالكرة إلى ملعب الثقافة والاجتماع والأصل الجيني بعيدا عن ملعب السياسة والذي شوه السؤال حول الذات والهوية وجعل السؤال نفسه أزمة.
فالسياسيين حولوا سؤال الهوية في السودان من سؤال من هم السودانيين.؟الي أن يصبح السؤال (من يجب أن يكون السودانيون.؟ فتمت معارك سياسية وعسكرية لازالت جارية وفصل بسببها ثلث البلاد لكي يفرض تصور القوى المهيمنة لمن يجب أن يكون السودانيون ورفض تام لما هم عليه حقا. وفي هذا الفيديو للأسف بالإنجليزية تبحث الفتاة عن نسبة الأصل العربي أو الشرق أوسطي والذي تجده لا يتعدى بضع أجزاء في المائة لا تصل إلى 3 في المائة في مقابل أكثر من 90 في المائة من اصلها كان أفريقي من دماء شرق وغرب ووسط أفريقيا جنوب الصحراء وبعض الدماء من شمال أفريقيا. وتقول الفتاة انها فوجئت بالنتيجة لأن الكثير من أهلها في السودان يعتقدون أنهم عرب و يوصفون أنفسهم كذلك. لا شك أن المفاجأة ستكون أكثر لديهم. ولكن اسلوبها سيحسم الجدل بلا شك.
عثمان نواي