بقلم عثمان نواى
مما يشعل بوارق الأمل ويهب المرء طاقة إيجابية للمضي قدما في التفكير والعمل من أجل سودان الغد، هي أصوات شجاعة قوية خارجة من عمق ظلمات وظلامات النسيج السياسي الاجتماعي السوداني المتشابك والمعقد. أصوات تجاوزت الكثير من العقبات التي تعيق صدقها والمخاوف والمخاطر التي حجبت أصوات كثيرة مماثلة من أجيال سابقة وحالية من التعبير عن ارائها بوضوح في إشكاليات التركيب المشوه للكيان السوداني وعلى رأسه دولة المركز المهيمنة والفاشلة بلا حاجة إلى دليل. احد اهم هذه الأصوات التي تتفوق كل يوم علي تحديات جديدة وتفتح نوافذ مشرعة جديدة للأمل، صوت الصديق المقدام الأستاذ فارس موسي. ومن أكثر مما يسرني حول علاقتي بالاستاذ فارس، هي أنها علاقة تشبه أيضا منصات التحول الجديدة التي فرضها العصر. حيث انه لم تجمعني به أي من مربعات الالتقاء التقليدية للنخب المثقفة في السودان، فنحن لسنا أبناء حلة واحدة ولا طائفة واحدة ولا قبيلة ولا مدينة واحدة، ولم تجمعنا داخليات الثانويات العريقة التي خرجت معظم النخب التي صنعت ازمتنا من خور طقت و”حنتوب الجميلة” ، ولم نلتقي في دفعات الجيش ولا الشرطة ولا شلليات الصوالين المغلقة التي طبخت فيها كل المؤامرات التي أودت بالسودان الي المهالك. لقد التقينا والصديق فارس علي منصات هذه التكنلوجيا المفتوحة للتواصل عبر إعجاب وتلاقح مشترك للأفكار والتقاء في المقاصد التي نتفق انها رؤية وطن سوداني معافي يجمعنا جميعا عبر صناعة تحول جذرى من خلال مواجهات صريحة مع تاريخنا وحاضرنا بلا مواربة. وقد كان ولازال الصديق فارس ومنذ أن عرفته والي الان في تقدم مستمر لفتح مساحات جديدة لهذه الرؤية وهذا التلاقي، والذي نتمنى أن يمتد لأن يكون تلاقيا لكل مكونات سوداننا في مسيرة نحو نقلة نوعية جذرية للسودانيين من الصراع المستدام الي السلام والتعايش المستدام بخيارات حرة لكل الأطراف لكي يكون السودان وطننا الذي نصنعه معا ونعيش فيه معا خيارا لا قسرا ولا اجبارا أحرارا ومتساوين.
وقد تابعت بشغف وإعجاب الأستاذ فارس وهو يقوم مؤخرا بنشر سلسلة من التسجيلات التي تحمل تحليل دقيق ورسائل ونداءات واضحة من داخل المكونات السودانية التي لها إسهامات في صناعة الأزمة السودانية. فارس ينحدر من إحدى أهم القبائل الرعوية العربية في دارفور وكردفان والتي لها ارتباط وثيق بحزب الأمة كداعم اساسي لكيان الأنصار منذ المهدية والي الان وقوة عسكرية وقوة اقتصادية واجتماعية وسياسية لها وزنها المعروف في تاريخ السياسة السودانية. وفي التسجيلات المصاحبة لهذا المقال يطرح فارس الأسئلة الصعبة ويفتح الكثير من تابوهات المسكوت عنه في تاريخ السودان المرتبط بمجموعات الرعاة في غرب السودان وما تعرضوا له من استغلال من القوى المركزية الحاكمة في صراعها من أجل السلطة. صوت فارس يعبر عن بحث عميق في جذور الأزمات السودانية، حيث أن هناك كارثة حقيقية في الصراعات القبلية والاثنية السودانية، هذه الكارثة تتمثل في الالتباس الكبير في خطوط التحالفات المصيرية بين الكيانات القبلية والاثنية خاصة في الهامش الجغرافي في غرب السودان المتمثل في كردفان ودارفور. حيث أن المركز العروبي النخبوي تمكن من صناعة وهم الهوية العربية الإسلامية واستخدام خطاب تجييش وتحريض تم من خلاله استغلال القبائل العربية في خطوط التماس مع المجموعات الاثنية الغير عربية وغير مسلمة، وتم شحنها بأنها خط الدفاع عن الإسلام والعروبة وأيضا استغلال المصالح الاقتصادية والنزاعات التاريخية علي الارض ومسارات الرعي وحقوق الملكية إضافة إلى تاريخ الرق الطويل من أجل تعميق الشقة بين مكونات تلك المناطق. ولكن ما يتضح الان من التخلف والفقر المدقع في مناطق الهامش كلها وتحويل شباب القبائل العربية الي مجرد مرتزقة حرب يحاربون من دارفور حتي اليمن، من الواضح أن الهدف لم يكن الدفاع عن العروبة ولا الاسلام ولكن الهدف كان حماية المركز المهيمن على مقاليد الحكم في الدولة في الخرطوم والحيلولة دون أن يقوم وعي مشترك بالمظالم والاستغلال من هذا المركز لكل مكونات أقاليم غرب السودان وغيرها من الأقاليم المهمشة، وان يقوم هذا الوعي بالعمل معا لصناعة دولة مواطنة وديمقراطية تحمي مصالح الجميع وليس تلك النخبة المسيطرة في الخرطوم.
العدو المشترك وسؤال الهوية:
ان العدو المشترك الذي تحدث عنه الاخ فارس والذي اتفق معه علي تعريفه هو إلغاء الآخر و هو الداء الرئيسي الذي ابتلي به السودان، ومسالة الاحادية في طرح هوية السودان ارتبطت بمصالح القوى النخبوية المركزية في الخرطوم والمتحكمة والمسيطرة في الدولة منذ الاستقلال والتي صنعت استقطابا حادا عبر احاديتها المعززة بقوة وبطش الدولة والسلطة الحاكمة. بالنتيجة فإن الاستقطاب أدى إلى هذا التجاذب حول ما يسمى بصراع الهوية الذي شغل كل مكونات السودان عقودا طويلة، في حين أن الصراع الحقيقي الواضح والخافي خلف صراع الهوية هو الصراع علي السلطة والهيمنة علي الدولة السودانية. لأن السؤال الذي يفرض نفسه هو لماذا تحتاج القوى النخبوية المتمسكة بعروبة السودان الي إلغاء وجود آخر غيرها غير عربي شريك في الوطن، الإجابة الواضحة هي أن عملية فرض هوية معينة تعني هيمنة ميكانيكية لمن تنطبق عليهم مواصفات هوية الدولة المفترضة علي السلطة والثروة. في المقابل فإن الذين ياخذون من الهوية الأفريقية مرجعية لهم هم اولا في موقع الدفاع عن النفس في وجه أحادية مفروضة عليهم تاريخيا من القوي المسيطرة على الحكم، وبالتالي هم يبحثون عن الاعتراف بوجودهم كشريك في الوطن له الحق أيضا بشكل متساوى في الشراكة في السلطة وفي كل مميزات وامتيازات المواطنة في السودان. لذلك الهوية يجب أن لا يشغلنا ابدا ماهيتها ولكن يجب أن ننشغل اكثر بالمستفيدين منها والمصالح التي تخدمها. في ظل الدول المستقرة الهوية هي عامل توحيد وطني لكي يتم صناعة وجدان وطني وليست محل صراع بل محل اتفاق لأنها تعني ببساطة وجود الشعب المعين الذي ينتمي للأرض المعينة الذي يتشارك المواطنة والانتماء لتلك الأرض مهما كانت الاختلافات الموجودة في داخلها تلك الأرض أو تنوع ثقافات البشر الذين يعيشون على سطحها. لذلك يجب أن ندخل في صلب الموضوع، فنحن في السودان ليس مشكلتنا في عروبة أو افريقية، مشكلتنا في مواطنة غير متساوية حيث يتمتع البعض بامتيازات المواطنة الكاملة على حساب البعض الآخر من السودانيين، هذه هي الأزمة. حينما نتساوى كمواطنين فإن عروبة أو افريقية احدنا لن تجعله أكثر أحقية في الوصول إلى حقوقه بما في ذلك حكم البلد. ولذلك فإن التلاقي بين كل المكونات القبلية لا يحتاج إلى هوية مشتركة بل الي إدراك إلى مصالح البقاء المشترك الذي فرضه الوجود علي أرض واحدة إذا اخترنا التعايش فيها بسلام ومساواة يمكن أن نتفق وقتها على أنها وطننا المشترك جميعا. فكيف يكون الجار الذي يجمعك به نفس سكة القطار ونفس شارع الأسفلت “أن وجد” ونفس خور المياه ابعد عنك ويصبح عدوا فيما يكون البعيد هناك في الخرطوم أو في غيرها أو حتي الجزيرة العربية أقرب إليك من شريك الوطن والإقليم والأرض؟ .
للاسف ان النخب المركزية التي حكمت السودان منذ الاستقلال قامت علي سياسية استغلال اقتصادى سياسي واجتماعي واضح للسودانيين ككل وخاصة المناطق المهمشة. فكل الأحزاب المركزية خاصة التي صنعت الاستقلال من الطائفيين وتوابعهم وحتي الأحزاب التقدمية ، نظرت دوما إلى الريف السوداني رعوي أو زراعي ككل علي انه مجرد رعاع ومجموعة من الجهلة الاتباع. فبالنسبة للأحزاب الطائفية، فإن الاستثمار في الحفاظ علي تبعية وتجهيل هؤلاء الرعاع الريفيين البسطاء بشكل منظم وممنهج، كان الضمانة لكي يبقي السيد سيدا علي حزب وطائفة يورث أبنائه رئاسة ما يسمي أحزاب سياسية كذبا وافتراء وتشويها للديمقراطية. فأي ديمقراطية تلك التي يكون فيها رئاسة حزب بالوراثة وكل المناصب داخل أسرة حاكمة واحدة وهذا ما يحدث في كل من حزب الأمة وكذلك أحزاب الفكة التابعة إلى الطريقة الختمية. وعلي ذات المنوال نجد حتي الأحزاب التقدمية تجاهلت مظالم الريف المهمش الذي يتم تجهيله باستمرار على حساب قوى المركز المتعلمة والمثقفة سهلة القيادة، حيث لجأت الاحزاب اليسارية الي الخريجين والمهنيين والعمال في المدن رغم قلة عددهم وحتي الإخوان المسلمين لجأوا لذات الفئات . فلم يبذل اليسار التقدمي في السودان اي مجهود يذكر في معركة التوعية وقيادة البوليتاريا المستغلة في الريف السوداني. ويعتبر أكثر من 80 في المائة من سكان السودان كانوا يعيشون في كرعاة ومزارعين حتي قبل الإنقاذ التي نزحت الملايين بالحروب وتخريب الزراعة والرعي وهي مصادر العيش الأساسية لمعظم السودانيين. وبالتالي فشلت الأحزاب اليسارية أو الغير طائفية في صناعة تحالفاتها الطبيعية مع الطبقات الكادحة وغرقت هي نفسها في صراع نخبوى جزافي حول أفكار بعيدة عن الواقع دون النزول إلى حوار حقيقي مع سكان الريف المهمشين واستيعاب تاريخ الرق ومخلفاته التي أنتجت ضحايا الارستقراطية الاقطاعية الطائفية والمتحالفة مع القيادات القبلية والنخب المتعلمة من الافندية والعسكر والتجار في المركز السلطوى الحاكم. وبالتالي لم يتم اي عمل حقيقي لرفع الوعي السياسي وتحرير الكادحين من الفلاحين والرعاة من قيود القيادات الطائفية التي تستغل عقولهم وتبيع وتشترى في أرواحهم ومعتقداتهم لتكسب السلطة والثروة بمساعدة القيادات القبلية والدينية المتحالفة معهم. وبالتالي فإن قوى المركز النخبوية التي حكمت السودان في السلطة أو المعارضة هي في الحقيقة العدو المشترك الذي استغل مكونات السودان المتناقضة أو المعقدة احيانا للحفاظ على مصلحته حاكما ومحتكرا السلطة. فقد صنع هوية أحادية عربية إسلامية لكي يتمكن من استبعاد كل المكونات غير العربية من مشاركته في السلطة عبر القمع العنصرى، وعندما تمت مقاومة هذا القمع من قبل الشعوب المهمشة قامت هذه النخبة المهيمنة الشيطانية باستغلال القبائل الشريكة في الأرض والقريبة من المكونات الأفريقية في الحرب وتحميلها الخسائر البشرية والمادية واستبعاد هذه القبائل أيضا عبر تحويل شبابها الي جنحويد أو دبابين وتحويل مناطقهم اتوماتيكيا الي مناطق نزاعات أو تماس مع مناطق نزاعات وبالتالي تقل التنمية وبالتأكيد تنحسر فرص التعليم والوعي وبذلك تصبح هذه المناطق هي مصدر دائم المليشيات التي تحارب بابخس الأثمان ببساطة لأن الشباب الجاهل الذي ليس لديه أي فرص ترقى أخرى ليس له أي خيارات أخرى سوى أن يقتل لكي يعيش، دون أن تحدث أي نقلة عبر التعليم الذي كان سيفتح آفاق أكبر الآلاف الذين ماتوا نسوق يموتون لأجل حفنة من الجنيهات. وبالتالي يكون المركز النخبوى المهيمن قد تمكن من استبعاد ثلثي السودانيين من أي مشاركة حقيقية معهم في حكم السودان. وبذلك بقيت هذه النخب في سدة الحكم تتصارع فيما بينها بينما يحترق بقية السودان متوهما صراعا في الهوية صنعه هؤلاء النخب لشغلنا جميعا عن حقيقة مصالحنا في التعايش المشترك. وقد احسن الاخ فارس إذ لم يقع في فخ الحديث عن نظام الإنقاذ بل تحدث عن تلك الأحزاب السياسية التي تريد أن تعتاش علي أزمات هي التي صنعتها، مثل حزب الأمة الذي يجب أن يحاسب اولا على طفريته في الديمقراطية الصالة قبل أن يدعي أنه سيكون منقذ السودان من الكيزان الذين ما كانوا ليصبحوا أقوى لولا زعيم حزبهم وحكوماته الضعيفة. إضافة الا ان هذه حزب الأمة نفسه هو أزمة حقيقة تحتاج الي تفكيك لأنه حزب يمثل تماما احتكار السلطة ووهم الديمقراطية الحزبية المزيفة ولذلك تركيبة هذا الحزب وقيادته الأسرية المحتكرة هو سبب رئيسي في أزمات البلاد. ودون تغيير حقيقي ينهي مثل هذا الاحتكار لن تكون الإنقاذ سوي مرحلة لن يكون ما بعدها أفضل منها إذا كان هؤلاء هم البديل.
لماذا خطاب التحول وليس التغيير؟
جرى الحديث طويلا خلال السنوات السبع الماضية منذ الربيع العربي عن التغيير واصبح مصطلحا مستهلكا. ولكن تجارب التغيبر أثبتت أن هناك فارق كبير بين التغيير الذي قد يشكل مجرد استبدال وجوه باخرى فيما يبقي النظام قائما أو مايسمى بالدول العميقة موجودا،كما حدث في بعض دول الربيع العربى. أما التحول أو Transformation فهو عملية يتم فيها إحلال واستبدال لكامل البنية الهيكلية بحيث تحدث نقلة نوعية كاملة تجعل ما بعد التحول لا يشبه ابدا ما قبله وان كان وليد له. مثل عمليات التحول الجيني التي تصنع طفرات ربما تصنع كائنات جديدة تبدو شديدة الاختلاف عن سابقها، اي التحول هي طفرات نحو المستقبل تصنع قطيعة كاملة مع الماضي. وهذا الخطاب الذي يقوده الاخ فارس هو في الحقيقة ما كنا نتحدث عنه كثيرا مع الإخوة والأصدقاء من المعسكر الآخر، اي من القوى التي تنتمي الي المركز المسيطر سواء كنخب مركزية ساعية للتغيير أو كاصوات وعي واستنارة من المركز. هذا النقد الواضح للذات يستلزم قدرا كبيرا من الشجاعة وهذه المواجهة للمجتمعات والقبائل والأحزاب والكيانات التي ساهمت في صناعة الأزمة السودانية من داخلها ومن أصوات تمثل قلب تلك الكيانات هو القدر من التقدم نحو التحول المنشود. رغم علمنا التام أن هكذا خطوات لها اثمان غالية يدفعها أمثال فارس من المقدامين من أصوات الحق والوطنية الصادقة، إلا أنهم لهم إيمان بأن هذا هو الطريق الوحيد لانقاذ السودان وأيضا إنقاذ أنفسهم من النفق المظلم. حيث أن خطاب الهوية المزيفة التي تخدم مصالح نخب جشعة ومتحكمة وموهومة يصل إلى نهايته. حيث أن الوعي الذي حاولت القوى المهيمنة النخبوية من كبته، وعملية احتكار الخطاب وصناعة تصورات و وصاية مفروضة علي رؤية الآخرين لمصالحهم هذا الزمن قد انتهى. فالقداسة التي المتوهمة التي ارتكب كثير من النخب خطيئة منحها الي الشيوخ والسادة وغيرهم والاختباء خلف هذه العباءات والعمائم كل هذه التكتيكات لم تعد تجدى. فالحروب والصراعات والتشريد لم يكن ابدا بلا ثمن. فقد صنع وعيا كبيرا وفرض علي المشردين والمنزحين الاحتكاك وجعل التعليم خيارا أساسيا واصبح الخطاب والقلم في يد الجميع مع وسائل التواصل الجديدة التي منحت كل إنسان صوتا حرا في ديمقراطية حقيقية وليست ديمقراطية الخم والتصويت للإمام بالتخويف بالجنة والنار.
ان صوت الصديق فارس موسي، هو نموذج للخطاب الذي يسعى إلى دق اسفين اخير في نعوش التجهيل والاستغلال. والي النداء إلى كل مكونات أقاليم الهامش لقراءات حقيقية أكثر واقعية واستدامة لمصالحها المشتركة مع جيران الأرض والماء والكلأ. حيث أن ثروات النهب والسلب السريع والتمييز ضد الاخر والعيش في ذاكرة الماضي الذي لم يعد موجودا حيث لم يعد هناك لا عبيد ولا سادة ولا اتباع، كل هذا الفكر والعقلية المشوهة لن توصل أصحابها الي مصالحهم الحقيقية. فهذا المركز النخبوي الفاسد هو نفسه يعلم أن نظام الإنقاذ الهالك هو آخر المعبرين عنه وأنه آخر محاولاته للتحكم في كل السودان وعزل بقية السودانيين. ولذلك فإن الخيار المستقبلي يستدعي وقفة كالتي دعا لها الاخ فارس لكل الكيانات في مناطق دارفور وكردفان وغيرها لإعادة النظر فى موقعهم من خارطة سودان الغد. وكذلك الصديق فارس بشجاعته الفريدة يصنع خطابا وخطا جديدا لبناء جسور التواصل والمواجهة الصادقة مع الماضي وقراءة التحالفات الحقيقية التى يمكن أن تصنع النقلة النوعية للسودان نحو تحول جذري يضع السلطة في يد الشعب وليس في يد الطائفية ولا الأحزاب والكيانات النخبوية الفاشلة، حيث يجد السودانيون خياراتهم واضحة و يمكنهم التواضع علي شروط مواطنة مشتركة متساوية يتم خلالها محاسبة علي جرائم الماضي يحمل داخله تطلع لسلام وتعايش مستدام. حيث أن الاستدامة هي يجب أن تكون الهدف الرئيس لأي حلول جزئية أو كلية لأزمات السودان لأن أي حلول مؤقتة وتكتيكية سوف تخلق مزيد من الكوارث التي سوف تنهي كل أمل في سودان الغد الأفضل.
nawayosman@gmail.com