بقلم/موسى بشرى محمود على26/09/2019
تفاجأت صبيحة الثلاثاء 24/09/19 بخبر مؤسف وحزين للغاية وهو تحطم منجم كورى للذهب بالحدود الليبية التشادية من فوق رؤوس المنقبين المحليين وقد قضى أكثر من 70 شابا” نحبهم جراء الحادثة الأليمة وذهبت أرواحهم لرب الأرواح.
الرحمة والمغفرة الواسعة من رب غفور رحيم وسعت رحمته كل شيء وأسأله ان يتقبلهم قبولا” حسنا” ويجعل مثواهم الجنة ويلهم الهم وذويهم الصبر والسلوان وحسن العزاء]انا لله وانا ايه راجعون[
نحن لانقدح فى أقدار الله ولكن دائما” هناك مسببات وأسباب هى من تؤدى الى بلورة هذه الأقدار بفعل فاعل Man made وفى الأخر ننسب كل المسائل والقضايا للقدر ولكن إذا تتبعنا الأمر بكلياته سنجد هناك أسبابا” جعلت هؤلاء الشباب عرضة للهلاك والفناء والمصير المشؤوم وهى:-
-حسب ما رشح لدى من معلومات معظم أو جل الضحايا هم من أبناء دارفور وغالبيتهم من حملة الشهادات الجامعية من الذين لم تتاح لهم فرص عمل في بلدهم نسبة لسياسات التمييز والتهميش والاقصاء التي انتهجتها حكومة المؤتمر الوطنى ومن قبلهم الحكومات المتعاقبة ضد أهل الهامش في دارفور
-سياسات الافقار المتبعة بواسطة حكومة المركز ضد هؤلاء الشباب وذويهم منذ فجر ميلاد استقلال السودان الى يومنا هذا
-المحاصصة والمحسوبية وعدم تساوى فرص العمل inequalityوالظلم injustice بشتى أنواعه وأساليبه المتعددة.
-سياسة التمايز الطبقى على أساس اثني وعرقى وجغرافى أو مناطقى ضد كل القادمين من الهامش
-فرض الضرائب والجمارك الباهظة لكل من يود العمل فى مجال الBusiness
-عدم أعتماد توظيفهم فى أيا” من القطاعين العام أو الخاص
-انعدام الأمن لكل من يود الزراعة أو العمل فى مجال الثروة الحيوانية
-عمل مضايقات ممنهجة ومدروسة ضد كل من يحاول كسب لقمة العيش الشريفة داخل وطنه مما يجعله يضطر ويركب الصعاب اما الى البحر ليلتقمه الحوت او العمل فى انعدام الأمن لتداس كرامته ويهان ويذل ويعيش زليلا” صاغرا” او الى مناجم الذهب لتبتلعه ابار الذهب التى تتحطم من حين لأخر وياسبحان الله لسخرية الأقدار!
فى كل ما ذكر من أسباب نجد حكومة المؤتمر الوطنى هى صاحبة نصيب الأسد وستكون مسؤولة أمام الله ومن ثم أمام الشعب لكل بذره شر زرعوها من أجل أن يهان هؤلاء الشباب الضحايا
برغم ما أوردنا من أسباب منطقية لابد لنا أيضا” أن نشير الى إيجاد حلول تخرجنا من هذا النفق المظلم الى نفق أخر ينفذ من خلاله ضوء ينير عتمه الطريق يمكن حصرها فى نقاط مهمة:
-لابد من الوقوف على هذه المشكلة من جذورها الرئيسة ومعرفة الدوافع وراء ذلك
-الاهتمام بالكفاءات المهرة من الشباب وفتح فرص العمل لهم فى كل القطاعات المختلفة في الدولة من دون تجريم لأحد على أساس الدين او العرق او المنطقة الجغرافية التى ينحدر منها
-على الحكومة التخلي من سياسات الأمس واستيعاب سياسة المواطنة المتساوية لكل مواطنيها على حد سواء
-تذليل الصعاب وتبسيط الإجراءات لكل من يريد العمل فى المجالات التجارية والزراعية والثروة الحيوانية وغيرها من الأعمال الأخرى
-الوقوف مع المواطن على مسافة واحدة مع كل المنحدرين من أقاليم السودان المختلفة
-ايقاف سياسة المحاصصة الحزبية واحترام كل مواطني بلادها على حد سواء
-تقنين عملية التعدين الأهلى ومساعدة هؤلاء الشباب ياليات وتقنيات حديثة يقيهم شر الحفر بالأيادى والدخول في أنفاق الأبار وتقديم النصح اللازم لهم ما أمكن