أديس أبابا : صوت الهامش
أشاد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بما وصفه بالاتساق التام بين كل من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة إيقاد، في التعامل مع مشكلات جنوب السودان ومعاناة أهله.
وقال غوتيريش، في اجتماع تشاوري حول جنوب السودان، اليوم السبت، إنه على الرغم من الإنجازات إلا أن ثمة حاجة إلى ما هو أبعد من الاتساق بين المنظمات الثلاث ككل؛ ثمة حاجة إلى ضمان الاتساق بين الدول الأعضاء بتلك المنظمات.
وأعرب غوتيريش عن “أسفه لوجود نخبة سياسية لا تولي اهتماما بالصالح العام لشعوبها”؛ ورأى الأمين العام للأمم المتحدة أن ذلك إنما “يستوجب استمرار الضغط من جانبنا جميعا لضمان اضطلاع تلك النخبة السياسية بمسؤولياتها كقادة تجاه شعوبها بدلا من التمادي في الصراعات بما يضر الشعب الجنوب سوداني أبلغ الضرر”.
ورأى غوتيريش أن أولى المهام المنوطة بمنظمة إيقاد في هذا الصدد تتمثل في ضمان ألا تُترجَم النزاعات في المصالح بين الدول المجاورة لجنوب السودان إلى نفوذ في أوضاعها الداخلية .
ولفت انه لا ينبغي أن يقتصر هذا الدور على دول منظمة إيقاد وإنما يجب أن يشمل كافة الدول المجاورة لجنوب السودان حتى من خارج إيقاد؛ بل وحتى يجب أن يمتد ليشمل الاتحاد الأفريقي وبعض الدول حول العالم التي لها آراء واستراتيجيات تتعلق بجنوب السودان.
وقال غوتيريش إنه بات “يعتقد تمام الاعتقاد أن تنفيذ القرارات الهامة التي تم التوصل إليها بفضل قيادة منظمة إيقاد قد يتطلب تدابير أكثر حدة، ولا أظن أن هذه التدابير يمكن اتخاذها من الخارج من الأمم المتحدة أو مجلس الأمن؛ أظن أنها تحتاج أن يتم اتخاذها في المنطقة وأعتقد أن قيادة إيقاد والاتحاد الأفريقي ضرورية تماما في هذا الصدد”.
وأكد غوتيريش “استعداده في الأمم المتحدة لمخاطبة مجلس الأمن لدعم أي قرارات يتم اتخاذها (في إيقاد والاتحاد الأفريقي) لضمان المساءلة بفاعلية عن أي خروقات لـوقف إطلاق النار أو للقانون الإنساني الدولي.”
وشدد غوتيريش “يمكنكم التعويل التام على التزامي بدعم مبادرتكم، كما يمكنكم الاطمئنان إلى أنني لن أتخذ أية مبادرات كفيلة بتقويض وحدة العمل الضرورية من أجل تفعيل إنهاء هذا الصراع”.
وأكد غوتيريش التزام الأمم المتحدة بالعمل بأقصى طاقتها لتذليل الصعاب التي تعترض طريق تسوية الصراع في جنوب السودان ، والتزامها بالتعاون مع القوى الإقليمية والبرامج الإنسانية الفاعلة والمجتمع الدولي لتفادي انتشار الجوع في جنوب السودان.
ويعاني جنوب السودان اضطرابات أمنية وصراعات مسلحة منذ العام 2013 عقب إعلان نائب الرئيس السابق رياك مشار تمرده علي السلطة الحاكمة في جوبا؛ وفشل عدد من اتفاقيات السلام آخرها اتفاق أغسطس 2015 في احتواء الصراع المسلح المتصاعد في الدولة الوليدة.