الخرطوم:صوت الهامش
بعد أشهر من الخلاف والتباين واحتداد وجهات النظر، تعقد (الحركة الشعبية –شمال) مؤتمرها الأول الاستثنائي منذ انفصال الجنوب لوضع حد للخلافات التي ضربتها منذ مطلع العام الجاري.
المؤتمر الذي ينعقد غداً (الجمعة) يأتي في ظل خلافات حادة عانت منها (الحركة الشعبية– شمال) منذ استقالة نائب الرئيس السابق عبد العزيز الحلو في مارس الماضي وما تبع ذلك من قرارات وتوصيات قدمها مجلس تحرير إقليم جبال النوبة أفضت إلى عزل القيادة السابقة (عرمان – عقار) وتنصيب عبد العزيز الحلو رئيساً للحركة الشعبية.
وثمة مخاوف من أن تحدث بعض الاعتراضات والخلافات من شأنها أن تعطل انعقاد المؤتمر، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: “هل تنجح الحركة الشعبية في تجاوز الأمر؟ أم أن لعنة الخلافات ستظل ملازمة لها؟!”
مخاطر المؤتمر
إلا أن الأخطر في المؤتمر الحالي، الذي أعدت منسوبي الحركة بقيادةً الحلو العدة له، هو اعتراض وعدم قبول القيادة السابقة (عرمان – عقار) لقيامه إذ تصف تلك المجموعة ما قام به عبد العزيز الحلو ومناصروه بالانقلاب على الشرعية. ومضت الحركة بقيادة عقار في ترتيب صفوفها واختارت يناير المقبل موعداً لعقد الاجتماع الموسع للتنظيم لاختيار قيادة جديدة مؤقتة للحركة الشعبية ترتب لعقد مؤتمرها العام.
وبحسب ما نما إلى (صوت الهامش)، فإن مجموعة الحلو لم توجه الدعوة لعرمان وعقار لحضور المؤتمر بل شددت على ضرورة منعهم الدخول للأراضي التي تُسيطر عليها في جبال النوبة كإجراء احترازي خوفًا من أن تقوم مجموعة عقار بنسف المؤتمر العام.
سياج من السرية
ضربت (الحركة الشعبية– شمال) سياجًا من السرية على جدولة أعمالها، ولجان المؤتمر التي انتظمت في اجتماعات وورش مكثفة منذ أغسطس الماضي للترتيب لقيامه. كما ابتعدت القيادات الرفيعة (التي لبت النداء ووصلت “كادوا”) عن وسائل الإعلام ربما لتعقيدات وطبيعة المنطقة؛ فضلا عن أن هناك تعليمات صدرت بمنع التصريح لأجهزة الإعلام باستثناء بعض المكلفين وينشط في مواقع التواصل الاجتماعي قليل منهم يروجون لفكرة المؤتمر ويجابهون في بعض الأحيان مناوئيهم على الطرف الآخر.
وتقول قيادات رفيعة في الحركة الشعبية إن الهدف الأسمى من المؤتمر هو ترسيخ الممارسة الديمقراطية داخل مؤسسات تنظيم الحركة الشعبية لتحرير السودان من خلال تحقيق التمثيل الإثني والجغرافي والفئوي والنوعي، وإتاحة الفرصة للكادر الشبابي المؤهل ليبدع ويطور التنظيم وكذلك تسهيل عمليه إشراك المرأة في قيادة الثورة باعتبارها المناضلة الجسورة وليس كمجرد أنثى.
أبرز الوثائق
وينتظر أن يُمرّر المؤتمر أوراقا عدة منها الوثائق الأساسية المتمثلة في (المانيفستو، الدستور واللائحة التنظيمية) بما في ذلك الهياكل والأجهزة اللازمة لإدارة التنظيم حاضراً ومستقبلا، ومن ثم انتخاب أعضاء مجلس التحرير القومي ورئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان والمجلس القيادي والأمين العام للحركة الشعبية. وينتظر كذلك أن يخرج المؤتمر بقرارات تاريخية تستهدف الحركة الشعبية ورؤيتها خلال الفترة المقبلة. وترى قيادات في الشعبية أن المؤتمر سيتمسك بعلمانية الدولة وديمقراطيتها.
السؤال عن التمويل
كثيرون يتساءلون من أين للحركة الشعبية بالتمويل اللازم لعقد مؤتمرها في ظل ظروف عصيبة تمر بها؟ إلا أن تصريحات نقلت عن عضو المؤتمر العام ورئيس اللجنة التنظيمية لمؤتمر الحركة الشعبية بإقليم جبال النوبة، جاتيكا أموجا دلمان، أن الحركة تجاوزت عقبة تمويل المؤتمر العام الذي تبدأ فعالياته في السادس من أكتوبر الجاري باشتراكات أعضاء الحركة بداخل وخارج البلاد.
وأكد دلمان أن بعضا من قيادات المعارضة ستشارك في مؤتمر الحركة الشعبية. وأكد أن مؤتمر إقليم جبال النوبة بدأ بالأمس وانتخب الرئيس لكي يصعد أعضاؤه للمشاركة في المؤتمر العام. وقال (بالرغم من صعوبة الظروف ووعورة الطرق سيقام المؤتمر في الموعد المحدد له).
وذكر دلمان أن المؤتمر سيناقش مسودات الدستور والمانيفستو وتقرير المصير وبقاء الجيش الشعبي. وفي حديثه عن مشاركة قيادات الحركة التي رفضت قرارات مجلس جبال النوبة الخاصة بتعيين عبد العزيز الحلو رئيساً للحركة الشعبية، قال إن “القائد أرسل لهم خطابات لحضور المؤتمر باعتبارهم قيادات سابقة، لكنهم أنشأوا كيانات موازية وبدأوا يرتبون لعقد مؤتمر، لذلك سقطت عضويتهم”.
وأشار دلمان إلى أن وفد الحركة الشعبية الذي التقى الوساطة الأفريقية أكد التزام الحركة بخارطة الطريق، وقال إن “الوساطة (الأفريقية) حسمت الأمر وستتعامل معنا لأننا نسيطر على الأرض في جبال النوبة والنيل الأزرق”.
وفي رده على سؤال عن قوات مالك عقار، قال دلمان إن “كل مناطق الحركة في النيل الأزرق تحت سيطرة جوزف تكا، وهو معنا، أما أحمد العمدة التابع لعقار فهو لا يسيطر على أية منطقة ويسكن في معسكر لاجئين”.
محك تقرير المصير
أخطر ما في الأوراق والتساؤلات التي يُجيب عنها المؤتمر العام الاستثنائي للـ(حركة الشعبية قطاع الشمال) هو فكرة تقرير المصير – التي نادى بها الحلو في خطاب استقالته المطول.
إن حق تقرير المصير الذي ينادي به البعض في المؤتمر العام تنقسم الآراء حوله، كما تكشّف ذلك في اجتماعات مجلس التحرير أثناء تنصيب الحلو حيث أن المجلس لم يستطع أن يخرج بإجماع المجتمعين للتوافق على حق تقرير المصير بما يؤكد أن هناك خلافاً حوله.
ويقول القيادي في الحركة الشعبية جناح السلام فليب عبد المسيح إن حق تقرير المصير الذي تطالب به الحركة الشعبية في مؤتمرها العام إنما هو مزايدة سياسية ليس إلا.
وقال فيليب عبد المسيح لـ(صوت الهامش ) إن وحدة السودان مطلب استراتيجي، مؤكدا أن ذلك يعدّ من أعمدة مانيفستو الحركة الشعبية لتحرير السودان، فضلاً عن أن للحركة تحالفات إقليمية ودولية لها مصالحها في وحدة التراب السوداني بعد فشل مخطط انفصال الجنوب وما ترتب عليه من إرهاق لخزينة الأمم المتحدة وتهديد للسلام والأمن الإقليمي.
جدل الخلافات
وقال المحلل السياسي، حافظ إبراهيم، إنه لا يعتقد أن المؤتمر سوف يعالج الخلافات لأن هناك شخصيات أساسية في الحركة أمثال أحمد بلقة ورمضان حسن و بقية مجموعة مذكرة الإصلاح لم يشاركوا في المؤتمر.
وقال حافظ إبراهيم: “نحن لا نعرف ماذا سيعالج المؤتمر، ونخاف أن يعمّق الأزمة و هذا له تأثير كبير على مناطق النزاعات و المتضررين”. وأكد إبراهيم أنه لابد من أن يكون “عبد العزيز الحلو هو الشخص الأمثل لما وجده من دعم من قطاعات واسعة نأمل أن يوظفها بشكل جيد وأن يكون قد استفاد من تجربة الست سنوات السابقة.
وأضاف حافظ إبراهيم قائلا إنه “من المؤسف حقا أن هياكل الحركة لم تسمح لمجموعة من المستنيرين في الصف الثاني حتى يتدرجوا للقيادة و يكونوا بمثابة بديل ذي جدوى. ولفت إلى أن غياب مالك عقار وياسر عرمان يمكن أن يساهم بشكل إيجابي؛ ذلك أنهما (عقار وعرمان) كانا يديران الحركة بديكتاتورية مفرطة ويستبعدان كل القيادات المستنيرة و يجمعان حولهما مجموعة من “ضاربى الطار والمطبلاتية” وهو ما عطل مسيرة التطور داخل الحركة.
ربكة نمر
قبل أيام قلائل من عقد المؤتمر العام للشعبية، فاجأ القيادي في الحركة -رمضان نمر- فأجا المؤتمرين بإعلانه عن أن مشاركتهم رفقته أحمد بلقة والسنهوري رهينة بالجلوس مع عبد العزيز الحلو ومُعالجة كثير من القضايا المطروحة.
أثار تصريح نمر نقاشات مستفيضة ونقاشات عميقة؛ حيث أن الرجل ذو تأثير وكان من مهندسي الجبهة الثورية قبل أن يتم فصله وتجريده من رتبته العسكرية. وقال رمضان حسن نمر، في تدوينة له عبر صفحته على (الفيسبوك) ‘ن مشاركتهما (بلقة والسنهوري) في المؤتمر رهينة بالجلوس مع الحلو لمعالجة كثير من القضايا.
مُشاركة ومنع
وأعلن عدد من الأحزاب والحركات المُسلحة مُشاركتها في المؤتمر العام للشعبية. ويعتبر الحزب الشيوعي السُوداني من أول الأحزاب التي أعلنت عن مشاركتها في وقت مبكر. وكشف حزب المؤتمر السُوداني عن مشاركته أيضاً في المؤتمر ممثلا في وفد قيادي حسب ما قاله الحزب.
ورغم إعلان مُشاركة الأحزاب في مؤتمر الشعبية، إلا أن سفارة جمهورية جنوب السودان رفضت منحهم تأشيرات لدخول لجوبا ومن ثم العبور إلى “كاودا”.
وقال بيان صادر عن حزب الأمة، تلقته (صوت الهامش)، إن رفض السفارة حال دون مشاركتهم. وتمنى الحزب أن يخرج المؤتمر بقرارات تسهم في دعم مسيرة النضال، ووحدة القوى السياسية.
وصول المؤتمرين
فيما أعلن حزب المؤتمر السُوداني عن مُشاركته في المؤتمر ممثلا في وفد رفيع المستوى. وقال خالد عمر في تصريح مقتضب لـ(صوت الهامش ) إن حزبهم سيشارك في المؤتمر بوفد قيادي، إلا أنه لم يفصح عن أسماء أعضاء هذا الوفد ولا الطريقة التي عبروا بها إلى “كادوا”. وقال خالد عمر: “دخلنا بطريقتنا ولم نجد أية صعوبات”. هذا، وأعلنت (حركة تحرير السُودان مناوي) هي الأخرى عن وصول وفدها إلى “كاودا”.
تعليق واحد
معكم قلبا وغالبا.ِ
وللحريه الحمراء باب. بكل يد مضرجه يدق.
التحيه الثوريه لكل المناضلين الصامدين القابضين علي جمر القضيه وهم رجال تهتز الارض تحت اقدامهم صدقو في وعدهم وحرصو علي مبادئهم.
وثوره حتي النصر.
د.ودالشيخ