واهم من ظن وصدّق أوهام إعلام النظام وأحلامه بأنهم إنتصروا في المعارك الأخيرة في ولايات دارفور ضد حركة جيش تحرير السودان “مناوي” وحليفها المجلس الإنتقالي، فالكل يُدرك أن النظام ظل يتحدث عن أن مشكلة التمرد قد تم حسمها في دارفور منذ أكثر من عامين، وأن دارفور قد أصبحت خاليةً من التمرد، وعندما أسفر الصبح عن غير ما كانوا يحدثون الشعب السوداني به وظهرت لهم الحقيقة البائنة مثل الشمس في كبد السماء فاصطدموا بأبطال حركة تحرير السودان بُهتوا وخسئوا، ليبلعوا كذبتهم الأولى بأن التمرد قد إنتهى( طبعاً لن نستطيع أن نحصي عدداً أكاذيب النظام) فاتبعوها بكذبةٍ ثانية أن حركة تحرير السودان”مناوي” قد إعتدت على قواتهم فتصدت لها وأحدثت خسائر في صفوفها وانتصرت على فلولهم ونحن نسألهم أين هي تلك الإنتصارات التي تتحدثون عنها ونائب رئيس الجمهورية ووزير الدفاع وقائد مليشيا الدعم السريع يضطرون إلى التجول بين عواصم ثلاث ولايات في دارفور لتقديم واجب العزاء في صيوانات العزاء التي انتشرت هناك بصورة غير مسبوقة؟.
إن أكبر هزيمة للنظام أنه، وبالرغم من إستقوائه بأموال السودان ومقدراته وإستخدام علاقات السودان الدولية وتطويعها من أجل محاربة الثورة والتمرد، إلا أن هذا التمرد ظل باقياً فالثورة وُلدت لتبقى طالما بقيت المشكلة، وعلى السُّذج الذين يقيسون الأمر بالخسارة والربح وكأن الموضوع هو مباراة بين الهلال والمريخ أن يستفيقوا من غفلتهم وغبائهم اللذان يستحكمان على عقولهم، فجزء كبير من الحل يكمن في تفهمهم وإستيعابهم، هم والآخرون، من أهل السودان لطبيعة الصراع وينأوا به عن تفسيرات النظام وأجهزته الإعلامية التي تبيع لهم الوهم، فالحرب لن تضع أوزارها في سائر أنحاء السودان إلا عن طريق إيجاد حل لقضية الإقاليم التاريخية والمتمثلة في رسوخ التهميش والنسيان والتخلف وتناول الأزمة بالحل من جذورها، وهو حلٌ سهلٌ لكن العقبة الكأداء لهذا الحل تكمن في أن إستحقاقاته تتعارض تماماً مع طريقة إدارة نظام الإنقاذ للبلاد وبقائه في سدة السلطة، فهو نظام مفلس وفاسد وفاقد للأهلية والشرعية ويحلم بأن يبقي في السلطة إرضاءً لنزواته وشهواته في التسلط والفساد وهي جملة خصال تتصادم تماماً مع أمنيات وآمال تتعلق بحل قضايا التنمية المستدامة والمشاركة الحقيقية في صنع القرار في البلاد وعدم إستفراد فئة دون أخرى به والآخرون مجرد متفرجين على ما يدور في بلادهم.
ربما يقفز متذاكٍ ليقول لنا إن إقليم دارفور قد نال نصيب الأسد من الوزراء في السلطة في تشكيل حكومة مخرجات حوار البشير الأخيرة ونحن بدورنا نرد عليه بسؤال هل يستطيع أحدٌ من هذا الكم الهائل من الوزراء أن يعترض على المشاركة في حرب اليمن ويجد رأيه هذا الإحترام في إجتماعات مجلس الوزراء؟ أم يستطيع أحد منهم أن يتحدث أو يطالب بإتخاذ قرار فوري بتحرير حلايب أو الفشقة أو يطالب بتنمية متوازنة وحقيقية في دارفور؟ نحن مثل هذه السلطة لا تعنينا في شئ فهي تعني نظام المؤتمر الوطني الذي إبتدعها لذر الرماد على العيون فوزراؤه من أبناء دارفورهم مجرد كومبارس يزينون قبح وجه النظام الذي يصر على الإنفراد بحكم البلاد وإقصاء باقي أهل السودان عن مركز إتخاذ القرار في قضايا تهمهم ويتأثرون بها سلباً وإيجاباً والقيام بإصرار بدور الوصاية عليهم، وإن رفضوا هذه الهيمنة فهم عملاء وخونة لتُسخِّر كل قدرات الدولة السودانية لمحاربتهم ودمغهم بكل ما هو مشين.
فعلى الجميع أن يعلم أن الحرب لن تضع أوزارها ولن يحل السلام إلا بعد سقوط هذا النظام وإرساء دعائم دولة العدالة والقانون ومشاركة جميع أهل السودان في إتخاذ القرار في بلادهم عبر آليات يتفقون عليها مسبقاً وإتاحة الحريات وكتابة دستور دائم متفق عليه ومهما تشدق النظام بقوته الزائفة وإنتصارته المزيفة ففي آخر المطاف سيسقط تحت ضربات الثوار المنادين بالحرية والإنعتاق من ربقة قيود هذا النظام البغيض.
لقد حاول إعلام المؤتمر الوطني تحويل الأنظارعن خسارته للمعارك بتوجيه الإتهام لدول بعينها بأنها دعمت الحركة مثل مصر وليبيا ودولة جنوب السودان، حتى ولو صح ذلك فحكومة البشير هي أيضاً ظلت تستعين بدولٍ بعينها في الحروبات التي أشعلتها في الهامش بسبب سوء إدارة البلاد، وليس بخافٍ على مراقب الدور القطري والإيراني والروسي في دعم النظام في حروباته الداخلية في الجبهات الثلاث ولا جديد في هذا الشأن وليس مهماً بمن يستعين الثوار من أجل إسقاطه، ففي ظل تعنته وإصراره على المضي في ذات منهجه في إدارة شئون البلاد يحق للثوار والذين يحلمون بالتغيير أن يتخذوا كل الوسال المتاحة لإسقاطه.
ومهما طال ليل الظلم فحتماً سيشرق فجر الخلاص.
Almotwakel_m@yahoo.com
تعليقان
Bravo, you know why the vice president Hassabu Mohammed Abdul Rahman has gone and participated here in condolences occation for over (760) perished Janjaweet, because he is the real commander of the Janjaweet since 1984, while he was taking the role of HAC, while it was just Commission for Relief and Rehabilitation up to becoming HAC first responsible ,man and the Minister of Humanitarian Affairs before being taken to this post, not at all because he is from Darfur. That is the fact whether all believe it or not.