سامح الشيخ
أن ما حدث للمواطن السوداني الأمريكي بشارة ، يوضح بصورة جلية أزمة العقل السوداني في موضوع الأمن ، حيث صار القمع والإرهاب والتنكيل سمة مرتبطة بالأمن لدينا وهذا شيء متناقض يتنافى مع العصر . خصوصاً وأن السلم والأمن مرتبطان بالتامين من الخوف .والطعام من جوع وهذا ما تفعل الحكومات عكسه تماما.
متى ما وجدت المجتمع يعلي من شأن العنف ويعتبره وسيلة لحفظ الأمن العام وحق من حقوق الدولة ينفذه أفرادها الرسميون من القوات النظامية. اعلم ان هذا المجتمع غير آمن وان أفراده في قرارة أنفسهم غير مطمئنين . لان العنف فطرة الله التي جعل في مخلوقاته عندما تخاف . وهذا ما تم ملاحظته على الوحوش والهوام من قبل العلماء
كرست ايدلوجيا الاسلام السياسي في العقل الجمعي لشعوبها أن السياسة دين دولة لذلك الدول التي نراها كدول وهي ليست كذلك لأنها مازالت تعيش بعقلية الخلافة وتعتقد أن الدولة تتمثل في السلطة التنفيذية فقط لذلك تجد أن الرئيس أو الملك يعتبر كالخليفة أو الامبراطور وان جنده وكل المؤسسات التي في مستوى سلطته اي الحكومة هي الآمرة والناهية ولا عزاء للسلطتين الاخريتين القضائية والتشريعية . لذلك القمع الذي تمارسه القوات النظامية والأجهزة الأمنية والشرطة من ضرب وسحل وغيره للمواطنين يعتبرونه حق مستحق لأنها تتبع للسلطة التنفيذية التي تتغول على نظيراتها القضائية والتشريعية ولا يتم مساءلتهم من قبلهما لذلك يستخف الأفراد الذين يتبعون للاجهزه الامنيه ب الإجراءات العدلية والقانونية دائما يطبق فيك الرسميون هولاء العقوبة التي يقررونها عليك والتي غالبا هي الضرب دون اعتبار للقضاء والنيابة ويضعون العراقيل في الوصول للإجراءات القانونية كاورنيك ٨ أو غيره . ايضا المواطنين ليسوا ببراءة في كثير من الأحيان خصوصاً في تعاملهم مع لصوص السرقات غير العامة في الاماكن العامه والاحياء ففي بعض الأحيان يفوقون الأجهزة الأمنية عنفا وتعذيبا .
والسبب في ذلك خنوع البرلمانيين والقضاة ووكلاء النيابة للسلطة التنفيذية ففي السودان يسعى القضاة والبرلمانيين لكسب ود رئيس الجمهورية بمناشدته التدخل في شؤونهم أما بأن يستجيبوا له عندما يقوم بإلغاء حكم قضائي أو عندما يفصل البرلمانيون القوانين التي تتناسب معه.
بينما أمن المجتمع في العالم هو مؤسسات الضمان الاجتماعي والمعاشات والتأمين الصحي والطبي امن المجتمع بالسودان إدارية شرطية تخصصت في قمع وإرهاب ومراقبة سلوك المواطنين..تسير المعارضة بخطى حثيثة في نفس الإتجاه وهو الاهتمام بالسلطة التنفيذية بسبب ما يسيطر على العقل الجمعي من أفكار الاسلاموية والباور الذي يتمتع به رئيس الجمهورية لذلك يريدون دخول الانتخابات التي تتيح الترشح للرئاسه و ذلك بكل حالمية دون أن يهتموا للسيطرة الحزب الحاكم على الدولة واستقلال كل إمكانية الدولة لصالح الحزب الحاكم في الانتخابات في حين أنهم إذا أرادوا الدخول كنواب في البرلمان لكان الأمر افضل فشتان بين أن تكون انت الحكومة أو الرئيس القادم في دولة يجب إعادة هيكلتها اولا وبين تكون معارضا في البرلمان لربما استطعت الدفاع عن بعض الحقوق ولو برايك ومقاطعة جلسات البرلمان الذي يمكن أن يعد مقاومة