الفيديو أدناه يوضح درجة من العنصرية و المصحوبة بالتعالي النابع من الشعور العميق بالسيطرة والهيمنة التي تجعل صاحبها فوق مستوى المساءلة وفي مكان يسمح له بأن يقرر لآخرين كيف عليهم أن ينظروا له ولانفسهم وللعالم.
هذا الشاب ألذي يتحدث بكل عنجهية عن ما يسميه عروبيته، لا يمكن فصله عن عنجهية السلطة التي ارتكبت أبادة جماعية والتي لا تنظر إلى من سماهم القبائل الأفريقية على أنهم بشر من الأساس. هذا الشعور المتوهج من الغبن والغضب والذي يرغب في إسكات الآخر ومنعه من أن يعبر عن ما يحدث له من ظلم وعنصرية من المجموعات المهيمنة في السودان، هو دليل صغير جدا على ما ظللنا نتحدث عنه من أن أزمة الهروب من مواجهة حقيقة وواقع العنصرية والظلم التاريخي في السودان لمجموعات على أيدي مجموعات أخرى هو الأزمة العميقة والإساسية التي يعاني منها السودان.
https://www.facebook.com/osman.naway/videos/1519324228117586/
لا يعبر هذا الشاب عن نفسه بقدر ما أنه يعبر عن تربيته وثقافته المنزلية، ثم القروية اي من القرية التي أتى ومن ثم ثقافة المجتمع الذي يعيش فيه. الجرأة والتعالي في هذا الفيديو لا تنبع من شطط شخصي بل تستند على دعم ذهنية حاكمة وثقافة مهيمنة لا ترى في تعبير الآخرين عن مظالمهم ومطالبتهم بحقوقهم سوى تهديد يستدعي ان يصمت المطالب عن التعبير عن مطالبه ولو كان ذلك الإسكات بالقوة عبر قتله وابادته. انهم يصرون على الهروب وصم آذانهم عن الحقيقة. ولا يكفون يرون صورتهم المشوهة بشكل انفصامي في الاخر، حينما يتهمون الآخرين بالعنصرية بينما هم من يمارسونها ضد هذا الآخر نفسه. يالها من حالة مستعصية من الانكار إلى أقصى حدوده والتي تجعل الشخص يعيش أو المجتمع ككل كما في حالة السودان في حالة من لانكار المستمر. وهذه حالة نفسية تسمى ب Extreme case of denial وهي بداية لكل اضطرابات الهوس التي تصيب البشر.
من المحزن أن هذا الشاب في مقتبل العمر يمثل جيل كان هناك امل في أن يستوعب الحقائق وربما يعمل على تغيرها لكن يبدو أن المرض الوراثي انتقل بسهولة عبر الأجيال وان الوعي الجمعي قد تغلب على التعليم والانفتاح على العالم لدى بعض هؤلاء الشباب الذين يتحدثون بلهجة الماضي الذي لن يعود ويقولون هذا ما وجدنا عليه آبائنا، أو لو كان ابائكم لا يفقهون شيئا؟ على كل حال أفضل مافي هذا الفيديو هو أن ما كان يحدث في المجالس الخاصة بدأ يخرج للعلن، وربما تكون هذه بداية للمواجهة وان كانت لن تكون مواجهة عقلانية وبالتأكيد لن يكون بإمكان احد السيطرة على نتائجها في ظل إصرار النخب السودانية على الهروب فإن العوام الذين تغسل ادمغتهم أجهزة إعلام النظام المبييضة والعنصرية سيتولون دفع الأمور إلى ما لا يحمد عقباه.
تعليقان
هذا الشخص لا يمثل رأي أهل السودان فهو مثله مثل الإخوان المنحرفين الذين دمروا السودان وشتتوا أهله
الجديد في الفيديو هو الكلام المنطوق المعبر والكاشف ما وراء الأقنعة، رغم أن أقنعتهم بالأصل لا تستر عوراتهم.
الأمر المهم والخطير لمستقبل أجيال السودان القادمة أو علي الأقل الجيل الحالي والذي يليه سوف يدفع فاتورة هذه البذرة الفاسدة الموروثة المورثة جينيا.