سامح الشيخ
مصطلح أو مفهوم علماء السلطان هذا المصطلح ليس جديد وهو مرتبط بأي دولة تجعل لها عقيدة واحدة ودين واحد والأصل في العقائد والأديان التعدد والتنوع فقد خلقنا الله بشرا متعددي القبائل والألوان والالسن والطباع والامزجة.. الخ
السلطة السياسية الفاسدة تستعين بعلماء السلطان لضمان بقائها على الكراسي وضمانها للرؤساء والبطانة المقربة من الانتهازيين سواء من خارج الحزب المسيطر على الدولة او من الحزب وفي حالة الملوك والأمراء يضمنوها للأسرة الحاكمة.
علماء السلطان عادة في كل دين يكون هناك علماء سلطان لكل طائفة لكن كيف يكون الدين واحد والطوائف داخل الدين الواحد متعددة، ينشأ ذلك نتيجة لاستغلال السياسة في الدين فإذا تتبعت تاريخ كل مذهب ستجد أن المذهب الذي تتبعه هذه الطائفة قد كان مسيطر على مقاليد السلطة في وقت ما فالشى الذي لا يعلمه العامة أن ما يعرف بالمذاهب الأربعة السنية كانت في يوم من الايام تقاتل بعضها وتكفر بعضها البعض وكان الشافعية لا يتزوجون الحنفية الا بالقياس على أن الحنفية كتابية كما تقاتل الشافعية مع المالكية وأيضا تقاتل الأشاعرة ضد الحنابلة وغيرها من الفتن والكراهية بين بعضهم البعض والتي ما تزال موجودة، وكل هذا سببه السلطة وكل مذهب من المذاهب اعلى شأنه في وقت ما بحسب الخليفة الذي انتمي إليه أو قرب منه شيوخ مذهب من المذاهب ونذكر هنا أن كل الطوائف الإسلامية وسابقها من الأديان ربهم واحد ورسولهم واحد وحتى معظم العبادات والمسموح به واحد وكذلك غير المسموح به بواسطة الدين.
لكن تحالف رجال الدين والسلطة المستمر حاليآ ومنذ وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي لم يكن حاكماً أو ملكا كرست له الدول التي قامت بإسم الإسلام ناطقة بأسمه في جرائم ما حدث من انتهاكات ابان الغزو الذي حدث باسم الفتوحات الإسلامية والذي أدى لاسترقاق أهلها واتخاذ رجالها عبيد ونساءها جواري، وقد كان في العصر الحديث للدولة العثمانية التي اعتمدت الأربع مذاهب دور في زيادة الهيمنة بتوسيع قاعدة الفقهاء علماء السلطان بعد أن أنهكها صراع الحنابلة والمالكية والشافعية ضد مذهبها الرسمي وقتها وهو المذهب الحنفي لذلك اعتبرت اتفاق شيوخ وفقهاء المذاهب على كثير من المسائل الفقهية هو إجماع لعلماء المسلمين فتواصل هذا التحالف الديني المستمر والمعروف بالمذهب السني والذي توجد مذاهب كثيرة أخرى غيره لكنها لا تملك سلطة لكنها متى امتلكتها ستفرض مذهبها بالقتل والتخويف كما يرهب السنة الشيعة في مناطق الأغلبية السنية ويكون الشيعة في ازلة ومساكين يكاد أن يتخطفهم الطير من ضعفهم وهوانهم رغم ادميتهم أو كما يرهب الشيعة السنة في المناطق التي تكون فيها السلطة والغلبة للشيعة فهم ينكلون بالسنة شر منكل وبينهم ما صنع الجداد.
ظلت هناك مؤسسة دينية ترعى التخلف بالتخويف بالعبادات على حساب المعاملات فغاب جوهر الدين الروحي و صار الدين الاسلامي أقرب كأنه شكلي يظهر ذلك في التعصب للعبادات وأدائها والالتزام بها واعتبارها هي الدين الذي تراق الدماء من أجلها أما المعاملات والصدق والعدل والأمانة والمساواة فلم يقل واحد من فقهاء السلطان انها دين لذلك يقتل مانع الزكاة ويقتل تارك الصلاة وينكل بغير المحجبة عند معظم الفقهاء كما قالوا بعدم الخروج على الحاكم ما دام يقيم الصلاة ويلزم الناس بها ويعمل على مراقبة احتشامهم ومعاقبتهم بما يرى من انه سؤ سلوك، بينما لن يقتل الكذاب ولن يقتل من ترك الصدق وطاعة الحاكم الظالم واجبة طالما أنه يقيم الصلاة لأن العدل ليس ركن من اركان الاسلام بحسب كتب الفقه وتاركه يطاع وان جلد ظهرك وان كان عبدا حبشيا رأسه مثل الزبيبة.
فلا تستغرب إذن على كل من يخالف هذه المذاهب التي انتجها تحالف رجال دين وسياسيين و لماذا التعصب. ولكن تأكد أن الديانة هي واحدة ولكن اعلم انك ستواجه من العامة بالسخط والسخرية والاستهزاء إذا قلت فيهم رأي أو خالفتهم لأسباب منطقية وموضوعية بسبب آراءهم التي لا تعتبر مقدسة بل هي اجتهادات بشرية قحة يأتي السخط بسبب انسياق كثيرين وراء فقهاء المذاهب والشيوخ واعتبار أن ما يفتون به هي أوامر الله سبحانه وتعالى بينما أوامره ونواهيه واضحة في القرآن الكريم. لذلك عندما يقول مسلم أن هنالك فتاة قبيحة يجب لن يتحرش بها لأنها قبيحة لا يدري ولن يرى انه عنصري ويستهزئ بالله احسن الخالقين وقد قالها ضمنا شيخ في حلقة تلفزيونية وقالها كثيرين بعده بالواضح والمفتشر لذلك فقهاء المذاهب هم علماء السلطان وبعدهم الشيوخ الناقلين منهم إلى يومنا هذا .
توصل العالم للتعايش دون التدخل في العقائد والأديان وعبادات الطوائف من أجل التعايش والتعاقد على أن يترك كل منهم الآخر ولا يعتدي عليه كان التوصل لهذه التسوية التاريخية عن طريق مفهوم العلمانية وهي آلية لفصل الدين عن مؤسسات الدولة ولفصل الفقهاء أو ما يعرف بعلماء السلطان عن اتخاذ القرار في الدولة وذلك في معظم العالم الذي تقاتل سابقا لنفس السبب في عدم قبول الآخر وقياس إيمانه وقياس أفكاره بمذهب الدولة أو دينها الذي تعتبره دين الدولة ويكون رجال الدين هم أصحاب الحق في اتخاذ القرار ضد المخالف وإرهابه وتخويفه من مغبة مخالفة السلطة أو المجتمع الذي يعيش فيه بس بالتخويف الدنيوي أو الاخروي الغيبي لذلك الحديث عن حقوق الإنسان وصون كرامته والحديث عن المواطنة المتساوية لا يمكن أن يتحقق ومعظم أفراد المجتمع يرفضون العلمانية ويرفضون اعتبارها أو اعتمادها بهذا المعنى فسلطة رجال الدين تهيمن على العقول بفكرة انها كفر والحاد وعمالة.