باريس ـ القدس العربي
عبد الواحد محمد أحمد نور مؤسس ورئيس حركة تحرير جيش السودان في حوار خاص مع «القدس العربي «في باريس.
٭ زرتم دولا أوروبية عديدة بينها فرنسا والتقيتم بمجموعة من المسؤولين الأوروبيين، ماذا رشح عن هذه اللقاءات؟
٭ زياراتنا ولقاءاتنا مع المسؤولين الأروربيين تهدف أساسا إلى التعريف بقضيتنا العادلة وما يعانيه شعبنا من ظلم وقهر وتقتيل على يد نظام البشير الفاسد الذي يجثم على صدورنا منذ عقود.
حركة جيش تحرير السودان عبرت للمسؤولين الدوليين بينهم المبعوث الأمريكي دونالد توس عن رغبتها بتغيير وإسقاط نظام البشير وليس التفاوض معه. وطالبنا المجتمع الدولي وعدة عواصم أوروبية بدعمنا سياسيا وديبلوماسيا من أجل الوصول إلى هدفنا.
٭ لماذا تصرون على عدم التفاوض، في حين هناك فصائل وحركات مسلحة اقتنعت بضرورة الجلوس لطاولة الحوار؟
٭ التفاوض مع البشير أمر مرفوض بل ومستحيل. لن نتفاوض مع نظام ارتكب فظائع وجرائم ضد الإنسانية ومارس تطهيرا عرقيا ضد شعبنا في دارفور والنيل الأزرق وكردفان.
كما رفضنا اتفاقيات أبوجا واتفاق الدوحة لأنها لا تحمل أمنا للمواطنين، ولم توقف حملة التطهيرالعرقي المتواصلة. السلام بالنسبة لنا يكون سلاما شاملا وليس جزئيا يفضي إلى التغيير. نظام البشير وقع على 45 اتفاقية كما صدر أكثر من 70 قرار دولي حول الأزمة السودانية، لم يطبق أيا منها حزب المؤتمر الحاكم بقيادة الرئيس البشير.
٭ هل توجد هناك قنوات اتصال بينكم وبين الخرطوم؟
٭ لا توجد أية قنوات اتصال بيننا. لن نقبل بأية خطوة في هذا الصدد لأن هذا يعني أننا سندخل في اللعبة السياسية. لا نبحث عن مناصب نحن نريد الإطاحة بنظام البشير ولن نتراجع قيد أنملة عن مشروعنا التحرري الذي يساندنا ويدعمنا فيه الملايين من السودانيين.
٭ ما هي شروطكم للحوار؟
٭ نريد حلا شاملا وتغييرا للنظام الحاكم في السودان، وذلك عبر رحيل البشير. كما أننا نرغب بتشكيل حكومة وطنية تعمل من أجل إطلاق الحريات كحرية التعبير وحرية الاعتقاد والمساواة بين كل المواطنين، إضافة إلى السماح بممارسة النشاط السياسي والحزبي.
ونرغب أن يتم توزيع الثروات بشكل عادل على المواطنين في كل المناطق بغض النظر على قبيلتهم وعرقهم وديانتهم. ببساطة نريد إعادة بناء السودان على أسس جديدة ومتينة تكون الديمقراطية ركيزتها الأساسية.
٭ ألا ترون أنكم تدفعون في اتجاه تقسيم المقسم، وهناك من يتهمكم بالدعوة لاستقلال دارفور؟
٭ غير صحيح على الإطلاق. نحن نرفض فكرة تقسيم السودان، ولم نطالب قط بالانفصال واستقلال دارفور. كما كنا من قبل ضد انفصال جنوب السودان فنحن ضد انفصال أي جزء من السودان لأن هذا لا يخدم شعبنا وقضيتنا.
نظام البشير الذي يدعي أننا نسعى للانفصال ويدعي أننا ضد العروبة وهذا محض هراء. قبيلتي كلها من المسلمين. مطالبنا ليست عرقية أو إثنية بل نريد بناء السودان على أسس المواطنة والمساواة الحقة، ونريد أن يكون السودان ممثلا بكل أطيافه وأعراقه ـ دون تمييز.
٭ من أين تحصلون على التمويل والتسليح، وهل هناك دول أجنبية أو إقليمية تمدكم بالسلاح؟
٭ نعتمد في تمويلنا وتسليحنا على الغنائم التي نحصل عليها من المعارك التي نخوضها ضد الجيش السوداني.هذه الاتهامات محض مزاعم من طرف نظام البشير ولا أساس لها من الصحة. من يزعم أننا نتلقى السلاح من دولة جنوب السودان وبعض الدول الإقليمية فحركتنا موجودة وتقاتل حكومة الخرطوم منذ سنوات وقبل قيام دولة جنوب السودان.
لدينا جيش من المقاتلين في كردفان ودارفور وجبال النوبة يخوضون معارك ضارية وشرسة ويغنمون كل أشكال العتاد والذخيرة من الجيش السوداني الذي نكبده خسائر كبيرة.
وفي قتالنا نلتزم بالمواثيق والأعراف الدولية ولا ننتهك حقوق المدنيين ولا نعتدي على العزل. نقاتل من يقاتلنا فقط ونسعى لإسقاط نظام البشير. لقد أطلقنا في الفترة الأخيرة سراح عشرات الأسرى من الجيش السوداني من دون مقابل، نحن أصحاب قضية ولسنا قطاع طرق.
٭ ما هي علاقتكم بإسرائيل؟
٭ زرت إسرائيل عدة مرات، كما زرت دولا أجنبية عديدة، وهذا الأمر لم أنكره يوما. أزور أهلنا ومواطنينا السودانيين الذين دفعهم شظف العيش والمعاناة والقهر والتجويع من طرف نظام الخرطوم للهجرة والاستقرار والعمل في إسرائيل من أجل العمل وتوفير مستقبل لهم ولأبنائهم.
إذا تمكنا من الإطاحة بالبشير ووصلنا للسلطة فنحن مستعدون لتطبيع العلاقات مع إسرائيل. الدولة العبرية لا تشكل تهديدا لنا وليست عدوة لنا.
نحن نؤمن بضرورة حل الدولتين، كما اننا ندافع عن القضية الفلسطينية كونها قضية تحرر من الاضطهاد والاحتلال. وفي المقابل نقول إن لإسرائيل الحق في الوجود والعيش في سلام إلى جانب الدولة الفلسطينية.
٭ اتهمت منظمة «امنستي» الأسبوع الماضي نظام الخرطوم باستعمال الغاز الكيميائي، ما رأيكم؟
٭ نشيد بشجاعة امنستي ونشكرها على نزاهتها وعملها الاستقصائي. نظام البشير يبيد أهلنا منذ 2002. لقد قتل أكثر من نصف مليون شخص أغلبهم من الأطفال والنساء وهناك أربعة ملايين نازح في معسكرات يعيشون أوضاعا إنسانية كارثية، ونقصا حاد في المواد الغذائية والطبية. لقد ارتكب نظام البشير فظائع كبيرة ودمر نحو 20 ألف قرية كما قام بمصادرة آلاف الهكتارات من أراضي شعبنا في كردفان ودارفور.
الإحصاءات التي توصلنا بها في الأسابيع الماضية تفيد بمقتل أكثر من 500 طفل ونحو ألف امرأة بسبب هذه الأسلحة المحرمة. نطالب المجتمع الدولي بالتدخل العاجل من أجل وضع حد لهذه المجازر.
كما أننا نطالب دولا عربية وإسلامية شقيقة مثل السعودية وقطر وتركيا بالكف عن مساندتها نظام البشير الذي يقتل شعبنا بالسلاح الكيميائي لأنه أمر غير مقبول أخلاقيا ودينيا.