لا شيئ يعادل العيد في السودان فله نكهة في أحضان الاهل الاصدقاء وله مذاق مختلف لا يشعر بقيمته إلا من غادر السودان ، تستقبل العيد وتشعر بأنه ضيف مهم يصافح حياتك بالفرح والسعادة تفتقدها في الغربة ، عيد الأضحى له طعم خاص في بلادي حيث الاسرة والاصدقاء لكن الظلم والقهر الذي لحق بي من قبل حكومة السفاح الأمر الذي جعلني نترك ارض الوطن ونهاجر الي الغرب الذي يحترم حقوق الإنسان ولكن العيد فيه كأن تصحب أعمى إلى مهرجان ألوان يسمع البهجة ولا يراها.. يحسّ بفرح كل من حوله لكنه لا يجرّبه يبتسم كلما سمع ضحكة مجلجلة لكي لا ينتبه الآخر لوجعه وفي آخر النهار يعود و لم ير سوى ستارة جفنه السمراء . هنا في فرنسا يكون العيد كالآتي حيث البس ثيابي في صبيحة أول أيام العيد وأتوجه إلى المسجد لكي أصلّى صلاة العيد وبمجرد انتهاء الأمام من الصلاة نتبادل التهاني في ما بيننا وبلهجات متفرقة وبسمة واحدة ، الا حنين الوطن ووحشة الاهل والاصدقاء تكون ظاهرة في عيوننا ، و في منتصف النهار قد يكون جهاز التلفاز هو المؤنس الوحيد الذي يشق صمت المكان لا أطفال في الخارج لا أحد يطرق بابك ليهنئك بالعيد لا رائحة قهوة لا صوت فلانة بت جيرانا تنده لي تعال اضبح لينا الخروف لا شية بمرين لا أحد سوى الذكريات التي تأخذ يوماً من عمرك وترميه في سلة الأيام المستعملة.عيدنا في الغربة هو عيد الواتساب والفيس بوك والماسنجر والايمو ومن سوء حظنا في هذا اليوم قد تكون شبكة الإنترنت في وطننا السودان سيئة جدا مما تزيد الحسرة في عيوننا .
الطيب محمد جاده / فرنسا