نور تاور
سبعة وعشرون عاما من عمر الآنقاذ مبنية على باطل. هذا لانها جاءت بأنقلاب عسكرى على حكومة ديمقراطية منتخبة..ثم عدد الانتخابات التى خاضتها بعد الانقلاب لتمنح لنفسها الشرعية و ما منحتها اياها ولن..هذا لآن جميع أنتخابات الانقاذ مزورة وعلى رؤوس الاشهاد..وتصرف ميزانية مفتوحة من عرق الغلابة والجياع على تلك الانتخابات لتقول أنها شرعية..وفى المقابل فى فترة الانتخابات, الحكومة التى تصرف ميزانية الدولة على ناخبيها هى التى تمنع التمويل عن المعارضة, بل وحتى استلام الاموال من الخارج لاحزاب المعارضة ممنوع..ثم تتغول على الاعلام القومى وتفرد له مساحات ممتدة الى ما لا نهاية لتقول للناس ما تشاء, ولكن يّحرم ذلك على المعارضة.مثلا المرشح لرئاسة الجمهورية من أحزاب المعارضة يمنح ربع ساعة فقط ليتحدث الى الجمهور فى التلفزيون القومى ويمنح مرشح المؤتمر الوطنى كل الوقت الذى يحتاجه..
تمنع الاحزاب من اللقاءات الجماهيرية ولا يسمح لها بالوصول الى قواعدها..ويتم اعتقالهم باستمرار .. قيادات احزاب واعضاء..ثم القائهم فى السجون..وفى نفس الوقت تحمل أجهزة الآمن كل ما خف وزنه وغلا ثمنه من أجهزة كمبيوتر ولابتوب وكاميرات وموبايلات وفلوس عند تفتيش المنازل أو دور الاحزاب.ثم وبعد كل هذا تستخدم الحكومة أعلامها لتقول للناس انه لا توجد أحزاب..وأن الاحزاب ضعيفة .أى ما معناه (أنا أخير ليك).ثم تقوم بتمرير نقمة البديل منو؟ مافى بديل..
كل هذا من سمات الدولة البوليسية التى لم تصل الى درجة بوليسية الانقاذ التى تتصدى للمظاهرات السلمية بالذخيرة الحية دون أدنى حياء او وازع ضمير أو أخلاق..ثم العداء المستحكم مع الطلاب طوال مدة حكم الا نقاذ حتى دمرت المؤسسة التعليمية بالكامل .ونقرأ للطلاب فى لافتاتهم حينما يخرجون للمظاهرات ( لا تعليم فى واقع أليم)..ولا يخجل البشير حينما يكون فى حضرة قادة دول أخرى محترمة.لا يخجل من الاسلوب الذى يحاول به جاهدا تثبيت اركان دولته البوليسية..
السودانيين فى الخارج والذين يقدر عددهم بنفس العدد الموجود فى الداخل لهم نصيب و آفر من تهكم الحكومة واساءاتها والتقليل من شأنهم ومن الدور المتعاظم الذى يقومون به تجاه أهلهم فى الداخل..
فنسمع عن معارضة الفنادق والغرف المكندشة الى أخره من هذا القاموس العجيب ..وأحلم بأن يشارك عمر البشير فى مظاهرة واحدة فى كندا حينما تكون درجة الحرارة 40 تحت الصفر+سرعة الرياح..أو أن يهرب فى تنكر لورى نّساف هربا من دولة الى دولة أخرى فتقّطع أوصاله ويموت تلك الميتة البشعة التى تعلن للعالم اجمع مدى كراهية السودانيين لحكومة البشير البوليسية وفرارهم منها حتى لو كان الفرار الى القبر..
ثم ومن صفات الدولة البوليسية لعمر البشير أمر غريب, لم نقرأه فى أّى من كتب التاريخ ولا نراه فى واقعنا المعاش..وهى سياسة السب والردحى..حكومة تسب وتلعن وتردح فى المواطنين بهذا الشكل كما يصفنا عمر البشير بالحشرات, ثم الآمم المتحدة تحت جزمتى, ثم أطارد النوبة كركور كركور. أما نافع صاحب مقولة يلحسوا كوعهم وياكلوا نارهم..الخ.فهذا لديه قاموس خاص به ودسم فى سب الشعب السودانى..ثم سبونا بالجياع الذين لم يعرفوا الهوت دوق الا فى زمن البشير..
هذه حكومة ما مرت على الآولي والاخرين..
ومهما بلغت من البطش والقتل والسحل فأن الشعب السودانى لم و لن يقتنع بها حتى يدخل الجمل فى سم الخياط..الشعب السودانى غاضب..و (قرفان) ويكره اليوم الذى أتت فيه الانقاذ..
ويعرف ايضا أن المعارضة مهما كانت أخطاءها, ومهما كان ضرب الانقاذ لها لمدة سبعة وعشرين عاما ..حتى كتابة هذه السطور, لم ترفع المعارضة العلم الآبيض..كل هذا لاينبه الانقاذ الى انها مهما بلغت..فلا خيار للسودانيين غير الديمقراطية..ومهما كانت أخطاء الاحزاب او الحركات المسلحة أو المجتمع المدنى …و كل ما يتم من قبل المعارضة , هو تفاعل طبيعى وصحى حتى نصل فى يوم من الايام الى مستوى الدميقراطية فى السويد أو كندا أو أى من دول العالم الاول. بأختصار أخطاء المعارضة لا تعطى الشرعية للانقاذ…وضرب المعارضة لا يثبت أركان الانقاذ ولا يمنعها من السقوط…
و البديل الذى تتباكى عليه الانقاذ موجود. والسودان بخير….
فالتذهب الانقاذ والشعب كفيل بالباقى..