صوت الهامش/ وكالات 3 مايو 2016- شهدت جنوب السودان، اليوم الثلاثاء، مطالبات برفع “القيود” المفروضة على الصحفيين، وحرية العمل الصحفي، وذلك بالتزامن من احتفال العالم بـ”اليوم العالمي لحرية الصحافة”.
يأتي ذلك في الوقت الذي مرت بها الصحافة في جنوب السودان بـ”فترة صعبة” إبان الحرب التي امتدت في البلاد لنحو عامين بين الحكومة والمعارضة المسلحة، ووضعت أوزارها بتوقيع اتفاق للسلام الشامل في أغسطس 2015.
وخلال احتفال بمناسبة “اليوم العالمي لحرية الصحافة” أقامه “اتحاد الصحفيين” في جنوب السودان (جهة نقابية) بالتعاون مع منظمة “الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة” (يونسكو) في العاصمة جوبا، اليوم، قال “الفريد تعبان”، رئيس “منظمة تطوير الإعلام في جنوب السودان”(أمديس)، إن الصحافة في جنوب السودان “تحتاج إلى إتاحة المزيد من الفرص لتوصيل المعلومات إلى جمهور المستفيدين، وخاصة خلال الفترة الانتقالية، التي يجب أن تكون فيها الصحافة بمثابة الدليل في التعريف باتفاقية السلام، ومتطلبات الاستقرار خلال الفترة الانتقالية”.
وأضاف “تعبان”، في كلمة له: “نحن كصحفيين نحتاج إلى إزالة القيود المفروضة على الإعلام في بلادنا”، مؤكدا على أن “الصحافة لا يمكن أن تلعب دورا إيجابيا في بناء هوية وطنية وهي مقيدة ومهددة بالعديد من القيود”.
و”أمديس” هي منظمة مستقلة مهتمة ببناء وتطوير قدرات الصحفيين في جنوب السودان.
وتوجد في جنوب السودان، حاليا، 12 صحيفة يومية ناطقة بالعربية والإنجليزية.
وحسب مراقبين، واجهت الصحافة في جنوب السودان العديد من المخاطر، خلال العام الماضي، شملت قيام السلطات الأمنية بإغلاق 3 صحف اتهمتها بـ”التعاون” مع المعارضة المسلحة، وهي: “الرأي”، و”التعبير” و”ذا ستيزن”، والأخيرة ناطقة بالإنجليزية.
وجراء ذلك، أعلن “وزير مايكل لياه”، استقالته من منصبه كرئيس لتحرير صحيفة “التعبير”، واللجوء إلى مقر بعثة الأمم المتحدة في جوبا خوفا من تعرض حياته للخطر، كما اعتزل “نيال بول” رئيس تحرير صحيفة “ذا ستيزن” العمل في الصحافة، قبل أن يعلن التحاقه بالمعارضة المسلحة رسميا في فبراير الماضي.
من جهته، قال ممثل منظمة “يونسكو” في جنوب السودان، صلاح خالد، في كلمته خلال الاحتفال، إن “الوعود بتحقيق السلام تعد واحدة من واجبات الصحفيين في دولة جنوب السودان خصوصا خلال الفترة الانتقالية”، داعيا الصحفيين في هذا البلد الأفريقي حديث النشأة إلى “تجنب نشر الكراهية والالتزام بالمواثيق العالمية والوطنية من أجل حماية حق التعبير”.
وأضاف: “للصحافة دور هام في العملية الديموقراطية من خلال تقديم الحقائق لمواطني جنوب السودان”، معتبرا أن تكوين الحكومة الانتقالية “يمثل فرصة لإنهاء الضغط الممارس علي الصحفيين في جنوب السودان”.
وتشكلت حكومة وحدة انتقالية في جنوب السودان، الخميس الماضي، بموجب اتفاق السلام الذي وقعته الحكومة مع المعارضة المسلحة في أغسطس/آب الماضي، والذي يقضي بتقاسم السلطة بينهما.
وعلى هامش الاحتفال ذاته، قال “أوليفر موري بنجامين”، رئيس “اتحاد الصحفيين” في جنوب السودان، لمراسل “الأناضول”، إن احتفال جنوب السودان بـ”اليوم العالمي لحرية الصحافة” يأتي لـ”تذكير السلطات الحكومية بالتزاماتها الدستورية في حماية حرية التعبير وحقق الصحفيين في الوصول إلى المعلومات، ونشرها؛ بما يخدم المصلحة العامة، ويساعد في بناء الوطن، وتحقيق المصالحة بين أبنائه”.
واشتكي عدد من الصحفيين في جنوب السودان من تعرضهم للملاحقات الأمنية خلال فترة الحرب بتهم من بينها “التجسس والتخابر مع جهات أجنبية”، كما اشتكى آخرون من تهديدات المسؤولين الحكوميين؛ ونتيجة لذلك اضطر بعضهم إلى مغادرة البلاد خوفا علي حياتهم، ومن هؤلاء: “افندي جوزيف”، الصحفي في صحيفة “التعبير” الموقوفة، و”شان اوير”، الكاتب في صحيفة “الموقف” الناطقة بالعربية، واللذين غادرا إلى كينيا.
والشهر الماضي، قال وزير الإعلام والناطق باسم الحكومة، “مايكل مكوي”، خلال مؤتمر صحفي، إن وصول المعارضة المسلحة إلى العاصمة جوبا (تنفيذا لاتفاق السلام) لا يعني أن هناك تغييرا كبيرا سيطرأ على أوضاع الصحفيين.
وأضاف مخاطبا الصحفيين: “سنقدمكم للمحاكم هذه المرة، ولا تعتقدوا أن وصول المعارضة المسلحة ينقذ حرية التعبير والصحافة”.
وحافظ “مكوي” على منصبه في الحكومة الانتتقالية التي تشكلت الخميس الماضي.
ويحتفل العالم في الثالث من شهر مايو من كل عام بـ”اليوم العالمي لحرية الصحافة”؛ حيث يستخدم هذا اليوم كمناسبة لتعريف الجماهير بانتهاكات حق الحرية في التعبير، وكذلك كمناسبة لتذكيرهم بالعديد من الصحفيين الشجعان الذين أثروا الموت أو السجن في سبيل تزويدهم بالأخبار اليومية.