تَسَبَّبَ في كثيرٍ من الأحداث الدَمَوِيَّة كأحداث بورتسودان 2019 وغيرها. بخلاف الإقرار المُوثَّق والصريح للمدعو/أركو مناوي، حول (بيع) ما يُسمَّى مسار الشرق لأحد أصدقائه، وهي في مُجملها أسباب تفرض رفض هذا المسار، والقائمون عليه يعلمون هذه الحقيقة، لذلك يواصلون (التحايل) والتسويف بالاجتماعات والمُلتقيات وورش العمل، ريثما تتهيأ الظروف لتحقيق أطماعهم دون اعتبارٍ لسيادة السودان وأمنه!
أمَّا إشادة ممثل الأمم المتحدة (فولكر) بنتائج وتوصيات الورشة المزعومة، فيفضحها عرضنا السابق عن (كارِثِيَّة) واختلال تلك التوصيات، وخطورتها على وحدة وسلامة السُّودان بكامله وليس الشرق وحده، ومن الاستحالة تصديق جَهل (فولكر) بذلك، مما يعني (تآمره) في تمرير هذه الكوارث، التي سندفع تكلفتها الغالية نحن السُّودانيين وحدنا. ويجب ألا ننخدع بأكاذيب ما يُسمَّى لجنة رُباعِيَّة وترويكا وغيرهم، والتزاماتهم الوَهمِيَّة بدعم السودان (سياسياً وتنموياً)، خاصَّةً مع أوضاع الاقتصادِ العالمِي (المأزومة)، وعجز الكثير من الدول والتكتُّلات عن تغطية حاجات شعوبها، ناهيك مُساعدة الآخرين، ولنَتَّعِظ من أوكرانيا التي (وَرَّطوها) في الحرب مع روسيا، عقب وعودٍ ضخمةٍ بالدعم، ثُمَّ تركوا الأوكرانيين وحدهم في مُجابهة الأزمة، والعاقل من يتَّعظ بغيره.
من المُدهش أنَّنا ما نزال نتعامل مع (تهديدات) الإريتريين بتساهلٍ مُخِل، تَأثُّراً بأكاذيبهم المدعومة بإعلامهم المأجور. والواقع أنَّ أزمات الشرق لا يُمكن حَسمها في ورشةٍ أو مُلتقىً يؤُمُّه الغُرباء والخونة، وهي أكبر وأخطر بكثير من حصرها في شخصٍ أو مجموعة سُودانِيَّة بعينها، لأنَّها تهديداتٌ (سياديَّة/وُجُوديَّة) لكل السُّودان (الأرض والشعب)، وتُعيق أمنه وتقدُّمه المُسْتَدام. ويُمكن القول، بأنَّ بلادنا الآن مُختطفة تماماً من المُجنَّسين شرقاً وغرباً، وتهديداتُ الإريتريّين هو الأكثر خطورة، لأنَّ شرق السُودان هو (الرئة) والمُتَنَفَّس للعالم الخارجي، وكل ما يحدث سيُلقي بظلاله المُفزعة على كافة أرجاء البلاد، فضلاً عن احتواء الشرق على جميع القوميات السودانِيَّة الأصيلة، وبالتالي فإنَّ الخطر سيطالُنا جميعاً، وليس فقط أهلنا البجا، الذين استبسلوا في الدفاع عن البلاد والعباد، وآن الأوان لنُدرك تضحياتهم ونُؤازرهم ونقف معهم في خندقٍ واحد!
لقد اتضحت كراهِيَّة المُجنَّسين الإريتريين الخرافِيَّة للسُّودان وأهله، واستناداً لجرائمهم وإساءاتهم المُتواصلة والمُوثَّقة، والتي ذكرناها مراراً وتكراراً، وسنظل نُذكِّر بها لأنَّها أمانة ورسالة، يجب أداؤها بتجرُّدٍ ودون مواربةٍ أو تجميل، حفاظاً على سيادتنا وأمننا المُسْتَدَام.