الخرطوم – صوت الهامش
يشتكي مواطنو ولاية كسلا منذ نحو شهرين، من تسارع وتيرة الإصابة بأمراض حميات “الضنك، والنزفية، والشيكونغونيا، والوادي المتصدع” وسط انتشار بعوض “الأنوفليس، والزاعجة المصرية”، حتى في أوقات النهار.
واتهم الناشط عبد الرحيم أحمد لـ “صوت الهامش” السلطات الصحية، بالكتم وإخفاء الحقائق في الكشف عن عدد الموتى بسبب الامراض المذكورة، وكشف عن وفاة أكثر من 10 اشخاص جراء الإصابة تلك الامراض، خلال الاسبوعيين الماضيين.
وأردف أن أغلب المصابين بحمى الضنك وهي تعمل على تكسير الصفائح الدموية وذلك يتطلب إسعافه المرضى قبل أن يصاب بالنزيف الذي يهدد بخطر الموت.
وأوضح عبد الرحيم ان مستشفى كسلا التعليمي، يعاني من نقص “حاد” في الكادر الطبي “طبيب مقابل 200 مريض” بجانب انعدام تام لمعامل الفحص، وتتم الفحوصات خارج المستشفى، في ظل وجود حالات مرضية لا تتحمل الانتظار.
وأنه لا تتوفر أماكن كافية تتسع للمرضى وتحترم إنسانيتهم “وعادي تلقى مريض راقد في البلاط ومعلقين ليو الدرب في الشباك”، وأن المستشفيات والمراكز الطبية تشهد اكتظاظا شديدا.
مؤكدا على ان الأوضاع الاقتصادية تحول دون مقدرة الفقراء لدفع تكاليف العلاج، وتجرى لهم ثلاثة فحوصات على الأقل خارج مظلة التامين الصحي.
وعن الجهود المبذولة لمكافحة المرض وحواضنه، وأكد عبد الرحيم ان تمويل عمليات رش البعوض تتم بمساهمات شخصية من المواطنين، عبر لجان مقاومة في الأحياء، غير ان المواطن البسيط لا يستطيع فعل شيء لمكافحة الوباء، وأضاف ان الجهات الصحية لم تضح رؤيتها إزاء “الكارثة الصحية”، مطالبا الحكومة القيام برش المدينة بأكملها حتى المراعي والمزارع.
استدرك قائلا: لكن يبدو أن الحكومة لا تملك ما تقدمه للمواطن في شرق السودان، وفي الوقت الذي تملك فيه كل الأليات التي تساعد في تحجيم شكل الوباء مثل: “الرش الضبابي والرزازي”.
وقال إن أطباء كسلا يضربون عن العمل بالمستشفى لمطالبة بحقوقهم، بينما المواطنين طريحي الفراش وفي أشد الحاجة لهم.
بالرغم من تعين مدير جديد للصحة، بعد اقالة سلفه، وزيارة وزير الصحة الاتحادي لكسلا واجتماعه بالحكومة ولجان المقاومة وقوى الحرية والتغيير وممثلين المبادرات بكسلا قبل نحو اسبوعين ولم يتغير شيء على الواقع.
وأعلنت السلطات الصحية مؤخرا كسلا منطقة وباء لحمايات “الضنك، والنزفية، والشيكونغونيا، وحمى الوادي المتصدع”.