بقلم عثمان نواى
لم يعد الامام الموهوم يستحق ان يهدر في كشفه اى مداد. فقد وفر على الجميع مجهود تعريته بعد ان أصبح فرعونا عاريا من كل الطواقي الخفية التى كان يستتر خلفها. فهاهو يعلن نفسه مرة بعد أخرى العدو الأول للشعب السودانى وثورته الظافرة. وهو العدو الأول قبل المجلس الانقلابى والكيزان لانه يطعن من الخلف ومن داخل معسكر الثوار. لكن كل الاعيبه لم تعد تخيل على احد فالرجل بمواقفه المعلنة من الاعتصام والعصيان والان من المليونية قد دفن نفسه وكل طموحات أسرته فى ان يكونوا جزءا من مستقبل السودان. فالشباب السودانى الواعى لا يصدق الاوهام بعد الآن.
وما اتت فرصة ذكرى الإمام الغابرة الا لكى يكون عبرة لسواه من القادة السياسيين الحاليين او القادمين. فإن معركة الثوار مع التغييب والوصاية والنخبوية الخبيثة تتضاعف كل يوم. وما كان اصرار الشارع على مليونية ٣٠ يونيو والدعوة المكثفة لها الا جزء من هذا الاصرار على الإمساك بزمام المبادرة. ولذلك فإن كل من تسول له نفسه ان ينصب نفسه مهديا جديدا تحت اى لافتة كانت دينية ام سياسية ام فكرية فعليه ان يتنحى منذ الان. فالعالم اليوم مبنى على الانفتاح والتشاركية واتاحة المعلومات. وكل من يريدون ان يديروا امر السودان بتغييب للشعب اى كان نوعه عليهم ان يروا مصير الصادق المهدي نصب أعينهم.
ان الثورة التى تتجدد كل يوم وتكنس أمامها مخلفات الدولة السودانية النخبوية الفاشلة لن تسمح بأن يخرج من قلبها مدعون جدد لتخليص الأمة. فقد خلص السودانيون أنفسهم بانفسهم من البشير بتضحيات الشباب وثبات الشابات ولا فضل لاحد عليهم. وهزيمة المجلس العسكرى سوف تكون أيضا مكتوبة فى صدور هذا الشباب المقدام. لا يسنده سوى إيمانه بحقه فى وطن مستقر ومستقبل كريم. فاليعلم الصادق وأمثاله وكل متوهمى الحكمة والقداسة والفطنة المفرطة انهم لن يكون لهم فرصة ٧٠ عاما كالصادق بل انها مجرد ايام فقط تتساقط فيها أوراق التوت وتكشف كل العورات المستترة خلف اى ادعاءات لا يسندها عمل مساوى لها. وسوف لن يستكن الشباب السودانى الثائر حتى يخلع كل عمائم واثواب الزيف عن كل المدعين ويستلم وطنه حرا كريما.
nawayosman@gmail.com