الطيب محمد جاده
ما يعيشه السودان اليوم لا يسرّ بطبيعة الحال لقد اختطفوا القحاتة الثورة وشرعوا في تصفية الحسابات القديمة بينهم وبين الإسلاميين تاركين مشاكل الشعب الحقيقية ، وكل من يقول هذه الحقيقة يتعرض للأقصاء من الذين يدعون الحرية ، ما أراه اليوم من حكومة قحت يقودنا ألي الفوضى والانتقام وتصفية الحسابات ، وهذا بطبيعة الحال سيخدم أطرافا أخرى خفيّة ومستترة وأخرى معروفة . لقد انتفض الشعب ضدحكومة السفاح البشير التي اشتهرت بالظلم والفساد والقمع والديكتاتورية لمدة ثلاثين عاما ، لكن ثورته سرقت من احزاب التيار اليساري ، ما يحدث الأن في عهد القحاتة الذين عادوا من بعيد لتصفية حساباتهم ، فاقتسموا السلطة مع العسكر ومليشيات الدعم السريع .
عندما تمتدّ الأزمة إلى أزمة قوت ، وتصبح عمليات تصفية الحسابات بين اليسار والإسلاميين أولي من توفير مقومات الحياة اليومية فمن الطبيعي أن يتحوّل السودان إلى برميل بارود قابل للانفجار في أيّة لحظة خاصة مع انتشار السلاح ورصد دخول مجموعات إرهابية من بوكو حرام ! لقد فشل الإسلاميون في حكم الدولة السودانية لمدة ثلاثون عاما فاحتضنها اليسارييون الذين سرقوا الثورة نهارا جهارا وخدعوا الشعب بأنهم البديل الناجح لإخراج السودان من عنق الزجاجة بالحلول والمفاتيح المتاحة بدل التنظير وتسييس ما لا يسيّس ! للأسف، نجاح الثورة توقف عند عتبة بوابة القيادة العامة للجيش ، ولذلك انتقل القحاتة من محاولة إرضاء السودانيين ، إلى محاولة إقناع الإتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بدعم الحكومة الانتقالية ورفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب !