الخُرطوم _ عبدالعزيز يعقوب
سادت موجة من الغضب والرفض وسط الشارع السُوداني،للقرارات المُحتمل أن تصدرها الحِكومة الإنتقالية، ترفع بموجبها الدعم عن سِلعة الوقود.
وكانت وزارة الطاقة والتعدين السودانية كشفت عن خطوات الحكومة لتطبيق قرار تحرير أسعار الوقود، والذي اتخذته منذ فترة طويلة ولم يطبق.
وتمضي حكومة السودان الانتقالية في برنامج إصلاح متفق عليه مع صندوق النقد الدولي، يتضمن رفع الدعم الحكومي عن البنزين والجازولين.
ونقلت وكالة الأنباء السودانية عن وزير الطاقة والتعدين المكلف المهندس خيري عبدالرحمن قوله “إن تنفيذ خطوة تحرير أسعار الوقود -الجازولين والبنزين- كان ينتظر ترتيبات قامت بها وزارته، من بينها حصر وتأهيل الشركات التي ستدخل في عملية الاستيراد والبيع، بخلاف إعداد وفتح العطاءات العالمية للمنافسة الحرة والشفافة.
وتأتي هذه القرارت المُحتملة في ظِل ندرة في سلعتي الوقود، حيث تشهد محطات التعبئة بالوقود في مدن العاصِمة الخرطوم إكتظاظ مئات السيارات، بينما خرجت بعض المحطات من الخدمة لإنعدام الوقود.
وعادت طوابير السيارات بصورة مخيفة أمام محطات التعبئة في كل مدن العاصِمة، وقال الموا مصطفى الجيلي ل”صوت الهامش” “ظللت هنا في صف الوقود منذ مساء أمس، ولم اتحصل حتى الآن على البنزين”، ووصف الوضع في محطات التعبئة بالكارثي، وحول الآثار المُحتملة على رفع الدعم عن الوقود أجاب بقوله بأنه يتوقع أن يتسبب الرفع في إرتفاع السلع الضرورية لإرتباط الوقود بحركة المواصلات فضلاً، عن شاحنات الغذاء.
بينما يقول موسى جودة ل” صوت الهامش “أن ما يجري في سوق الوقود كارثي، مبيناً أن الحكومة الإنتقالية تريد تمويل ميزانيتها من خلال فرض مزيد من الجبايات، والضغط على الشعب السوداني وأضاف بقوله “يبدو أن الحكومة الإنتقالية، نست أو تغافلت أن واحدة من أسباب إسقاط المخلوع عمر البشير، هو قرار رفع الدّعم عن الوِقود، الذي إنعكس على بقية السلع الضرورية”.
ويشهد السودان أزمة خانقة في الخبز والوقود، تجلت في اصطفاف عدد كبير من المواطنين أمام المخابز ومحطات تعبيئة الوقود بسبب عدم توفر السلعتين،فيما تضاءلت العملة الوطنية، وسجلت إنخفاضاََ أمام العملات الأجنبية الأخرى لا سيما الدولار الأمريكي، فيما إرتفعت معّدلات التضخم ووصلت لأرقام قياسية.
ويحذر خبراء إقتصادييين من تأثيرات كبيرة على قرار رفع الدّعم عن الوقود على الحكومة الانتقالية، من بينها تأثيرات سياسية، وتوقع البعض خروج تظاهرات تناهض قرارات رفع الدعم .
ويصف الخبير الاقتصادي محجوب جالي في تعليق ل “صوت الهامش” عزم الحكومة على رفع الدعم بالكارثة التي من شأنها زيادة التضخم، أكثر من معدلاته الحالية، التي وصلت لأرقام قياسية فضلاً عن خلق خلل في الميزان التجاري وتخفض الإنتاج .
وتوقع في ذات الوقت إرتفاع معدل الفقر وسط الشعب السوداني، لجهة أن هذه القرارات المتضرر الأول منها هو المواطن الذي يعيش على هامش الحياة.