بقلم. مصعب عبدالكريم
الي الطرف المتعنت من القحت في الخرطوم!
لدينا فرصة ثمينة لاعادة هيكلة الوطن بصورة جديدة و تستوعبنا جميعا علي اساس المواطنة المتساوية و ما يسعي عليه الجبهة الثورية والحركات المسلحة من وضع الضمانات للسلام الشامل في الدستور الانتقالي هي اشياء واقعية و حقوق اساسية لكل زي حق من المتضررين و لكن ما لا تعلمونها انتم نخب المركز اذا ضاعت هذه الفرصة بالتاكيد ستضيع سنين من عمر الوطن في اتون الآهات و استمرار الصراعات و النزاعات القديمة و سيذهب مع عجلة الزمن والتاريخ عصر جيل مناوي وعقار و جبريل و الحلو وعبد الواحد وعرمان و يأتي الدور علي الجيل الجديد الذي سترفع الراية من بعدهم وهو جيل جله مولود في ظل الحرب و عاش في معسكرات الذل والهوان و ذاق مرارة الطفولة المشردة و واعي بحقوقه و وعندها ستجدون ان كل شي قد تغير و تتمنون التوقيع ورقة اليوم و سترتفع السقف المطالب ربما الي الانفصال او تطرف اكبر بكثير وحينها ستندمون يوما لا ينفع الندم كما ندمتم علي خسارة الجنوب بسبب نفس النوع من التعنت و التعالي و عقلية الوصايا والالتفاف حول مطالب المستحقة لاهل الجنوب لاكثر من خمسين عاما! و معروف بعد انفصال الجنوب و فقدان البترول انهيار الاقتصاد و الجوع وتدهور المعيشة فقط عرفتم انكم قد تماديتم في الخطاء خمسين عاما و فرطتم بالجنوب بنفس الصورة التي تجري الان مع قضايا ما تبقي من تراب الوطن
و الان الحبل علي الجرار تعيدون نفس اخطاء مؤتمر المائدة المستدير 1965و مؤتمر اديس 1971وغيرها بنفس التعنت و فرض الوصايا علي الاخرين بوهمة انكم اسياد هذا الوطن والبقية اتباع و حرمان الشعوب من حقوقهم الوجودية كمواطنين سودانيين وتكريس التهميش المناطقي التاريخي للمحافظة علي امتيازاتكم التاريخية الغير شرعية و اعتقد شعب عصر التكنولوجيا يختلف عن شعب ذاك الزمن في عهد المائدة المستديرة و غيرها و قريبا تدركون الفشل في يوم ما! السودان بلا سلام شامل في مناطق الحرب لا يتقدم خطوة بل يرجع الي الخلف و ستتعقد مشاكلها اكثر فاكثر و لا تحلموا بعالم سعيد في الخرطوم مع استمرار الغليان في الاطراف وحتما ستتسع دائرة الحرب و تتسع حيزه من الولايات الملتهبة الثمانية الحالية الي ما تبقي من تراب الوطن وتتسع حقبة المعاناة لتصل الخرطوم و تتآكل الاقتصاد و تنهار النظام المصرفي الي الازمات الاقتصادية كما سبق للبشير وغدا تجدون الصفوف مجددا و الشوارع تمتلي بالمظاهرات او انقلاب عسكري علي السيناريوهات القديمةبالسودان وسيناريو السيسي الحديث في مصر ! وفي النهاية هو الفشل البشير كان يخطوا مثلكم والعبود و النميري و المهدي والازهري وعبدالله خليل وكل السابقين كانو في نفس الرصيف الاستعلائي الاقصائي وكان القاسم المشترك بينهم جميعا هو الفشل و النهاية البائسة اما بانقلاب عسكري او بثورة شعبية الي مزبلة التاريخ
النازحين واللاجئين هم اهل الريف هم المزارعين والرعاة هم المنتجين في الارياف والمركز والحضر هو المستهلك ما لم يتم حل مشكلة النزوح واللجوء من جذوره والعودة الطوعية الي الحياة الطبيعية بفرض سلام شامل بمخاطبة جذور الازمة الحقيقية لن تتعدل معدلة انهيار الاقتصاد و فجوة الانتاج.و زيادة الاستهلاك… ستظل الوضع كما هو!