رسالة عاجلة إلى السيد رئيس الوزراء السوداني المحترم د. عبدالله حمدوك .
أكتب إليك هذه الكلمات وكلي أمل في أن تحظى بإلتفاتة من سيادتكم تضع حداً لمطلبي الملحاح الذي ما عتم يقض مضجعي و يكدر علي صفاء عيشي ، وبسببه تغربت ، وقاسيت ذل الغربة وشظف العيش، ولا أحسب أنه عليكم بكبير .
*أخي رئيس وزراءنا المبجل ، لا يخفى على سيادتكم أن أرض وطننا الحبيب قد كفت ذويها ال40 مليون نسمة وتبقت منها الشيئ الكثير .. ولقد علمت مؤخراً من فم وزيرة خارجتينا المحترمة الإمامة ابنة الإمام الأسبوع الماضي أنها عرضت على دول الجوار المجيئ لإعمار أراضينا الفائضة عن الحاجة ، وإنها وأيم الله لكرم عرفنا بها بين الأمم منذ قرون .
* كيف لا ، وقد فتح الرئيس السوداني الأسبق الفريق ابراهيم عبود أبواب مخازن أرض البلاد بكرمه الفياضة بملايين من الفدادين للأشقاء بشمال الوادي لإقامة السد العالي في مطلع ستينيات القرن الماضي ، رغم ما تحتويها تلك المساحات الشاسعة من بشر وبساتين ومدن أثرية ترجع عمرها إلى ما قبل التاريخ .. لكنها الكرم .. والرسول أوصى للجار .
* أخي حمدوك ، إن طلبي الذي لطالما تحاشيت الجهر به ؛ لا يمثل أمام كرمكم الرحب إلا كحصاة ملقاة على سطح جبل عملاق .
وقد كتمته خجلا ، و تحاشيا لهمسات ولمزات الهامسين واللامزين ممن يتطفلون على مطالب الشعوب المتواضعة .. لكن تصريحات السيدة الوزيرة في القاهرة قد فتحت علي الأبواب المغلقة … ودفعتني صوب الجهر بطلبي بملء فمي وأعلى صوتي .
* ولذلك أتقدم لسيادتكم بطلب قطعة أرض زراعية على ضفاف النيل أو أية تربة زراعية بمساحة عشرة آلاف فدان فقط .. بجانب قطعة أرض سكنية في أي مدينة من مدن السودان ذات الخدمات الجيدة حتى أستطيع أن أضمن لأسرتي الصغيرة مأوى في وطنهم السودان .
* علما بأنني قد أفنيت زهرة شبابي أحلم و أسعى لتحقيق هذا الحلم البعيد .
إذ لا أملك في السودان ولا مساحة شبر واحد حتى الآن .. باستثناء منزل العائلة الكبيرة الواقعة في إحدى القرى النائية في أقصى أحراش غرب السودان ، و لم تسلم هي الأخرى من عبث العابثين من الجنجويد والقتلة من عباد النظام السابق الذين أحرقوها ولم يتبقى لنا منها سوى كومة رماد وحطام أواني فخارية شاهدة على حدوث ما حدث .
ختاماً ، أتمنى أن لا يخيب حسن ظننا فيكم ، وأن لا يبقى طلبي هذا أسير الادراج .. سيما وأن أرض السودان واسعة لدرجة أن باتت معروضة على الجيران لاستصلاحها واستعمارها .
أحمد محمود كانِم
بولتون انجلترا
9 مارس 2021