*رؤية وموقف “تجمع قوى الهامش السوداني العريض” من الأحداث المؤسفة وقضايا جوهرية ومصيرية تهدد أمن وسلامة واستقرار البلاد

بسم الله الرحمن الرحيم.

*تجمع قوى الهامش السوداني العريض*

*رؤية وموقف “تجمع قوى الهامش السوداني العريض” من الأحداث المؤسفة وقضايا جوهرية ومصيرية تهدد أمن وسلامة واستقرار البلاد*

أولا: نعزي أنفسنا *وكل* الشعب السوداني المغلوب علي أمره حيال فقد الارواح الغالية التي *صعدت الى بارئها* في جميع أنحاء البلاد *في* شتى *أقاليمه* المهمشة حتى الآن، *من* خلال *الإستهداف الواضح والممنهج* *والمقصود منه* استمرار الصراع القبلي و الاثني والمناطقي، و الذي ظل يدار عبر *مركزية الحكم في الدولة السودانية*، على مر العهود المتوارثة *للحكم* والتي أعقبتها حكومات عدة على نظام واحد لم يتغير بعد ، بعقلية احادية في الرؤية و المنطلق آخرها حكومة الإنقاذ البالية.

إن الأحداث التي وقعت في كل من :
الجنينة حاضرة غرب دارفور ، بورتسودان حاضرة البحر الأحمر ، محلية الفولة، الكنابي بولاية الجزيرة ، محلية الدمازين بولاية النيل الأزرق، محلية تلس بولاية جنوب دارفور ، منطقة الميرم بكردفان، كسلا بشرق السودان، و اخيرا و ليس آخرا احداث كادقلي بولاية جنوب كردفان *وخير واحد وترتي ومستري.* (و لم نر أو نسمع بحادثة واحدة في الشمالية و نهر النيل لماذا؟! سلم الله وحفظ جميع المواطنين) هذه السلسلة من الأحداث ليست بالجديدة و لا بالعفوية، بل من المتوقع أن تحدث و بإستمرار لإعتبارات عديدة تتعلق بهشاشة التغيير الصوري الذي حدث عقب انتفاضة الشعب السوداني *(ديسمبر 2018)* المسروقة و التي تم افراغها من محتواها بعدم الاستجابة لمعالجة *وحلحلة* جذور *وجوهر* الازمة السودانية المتعلقة بقضايا الهوية – الدين و الثقافة – و الحكم، بإجهاض طموحات الشعب الثائر *من اجل* الحرية *و الكرامة الانسانية* والسلام *العادل والمستدام*، و بناء سودان المواطنة المتساوية *وممارسة* الديمقراطية *الحديثة* *وبناء* دولة القانون و العدالة والحداثة، مدنية خالصة سطرتها دماء و عزائم جيل الشباب، سرقتها عصابات الطائفيات الظلامية وبيوتات الامتيازات، و قننتها بترميز تضليلي بالمنح و العطايا و الهبات بمناصب سيادية وهمية و وزارات ، لبعض المموضعين من الهوامش بالتعيينات.

لقد ظل *”تجمع قوى الهامش السوداني العريض”* يتابع و يراقب عن كثب كل حدث و حديث ، محصيا ومسجلاً و مؤثقاً *حتى الآن.*

لم يعمد التجمع الي اسلوب الاستجداء و الادانة و الاستنكار و الشجب في ظل اللا دولة و *اللا* قانون ولا مسؤولين ولا مسؤليات ، سوى شلليات مدنية و مليشيات عسكرية مدججة بالسلاح. و لكن غاية ما نستطيع فعله الآن *هو* حث المواطنين العزل و كل شعوب المناطق المستهدفة بعدم الانصياع لأصوات الفتن و المشاكل و التحريض عبر كافة الوسائط وفي الارض، و أن يقوم كافة النشطاء السياسيين و المستنيرين من تجمعنا بتكثيف الحملات الاعلامية التوعوية و فضح مخططات مشعلي الفتن و تجار الحروب في كل أرجاء الوطن ، كما ونناشد كل الادارات الاهلية و منظمات المجتمع المدني بالقيام بواجباتهم ومسؤولياتهم المهنية و الأخلاقية بالتبصير والسعي بين الناس بالحكمة و الإصلاح و عدم الاستجابة لكل نداء من خلفه بيع وشراء للذمم مبطنا بالكلمات والخطب الرنانة باسم الدين و القبيلة والعرق *والتي تقود* البلاد إلى الدمار و الهلاك .

وعلى ذات الصعيد نطالب المجتمع الدولي بالابقاء علي بعثة الأمم المتحدة اليوناميد تحت الفصل السابع مع تفعيل دور القوات لحفظ الأمن و السلم و حماية روح المواطن من أي اعتداء، و إلا فالفشل مسؤولية الأمم المتحدة في وجود بعثتها داخل الأراضي السودانية دون القيام بدورها الكامل المنوط بها على أكمل *وجه* مما يثير تساؤلات عديدة منها: لماذا يطلب الدكتور عبدالله حمدوك رئيس حكومة قوي إعلان الحرية و التغيير كأمر واقع انهاء تكليف دور بعثة الأمم المتحدة اليوناميد تحت *الفصل* السابع و استبدالها ببعثة أخرى سياسية تحت الفصل السادس بمهام متعددة هي أقرب بمهام الفصل السابع الذي يريد انهائها و فشلت في تحقيقها *وهي موجودة* تحت الفصل السابع نفسه؟ إذ لا يزال القتل و الحرق و التشريد هو سيد الموقف ؟!

اما بالنسبة لمسألة المفاوضات الجارية في جوبا فإن لتجمع قوى الهامش السوداني العريض رؤيته الواضحة و المطروحة على المساحات الاعلامية المختلفة، إذ لا تفاوض في السلام بل التحاور في وجود *جميع السودانيين المعارضين الذين قادوا الثورة* ممثلين *لكل تنوع الشعب*، كيانات وطوائف وأحزاب، في اجتماع كبير جامع يناقش فيه كل قضايا الوطن حزمة واحدة دون تجزئة و من ثم تكوين أو تشكيل حكومة توافقية يرتضيها الجميع من فئات ومكونات الشعب على معايير متفق عليها.

إن ما يجري اليوم في جوبا أمر طال أمده و انقطع منه الأمل وأصبح الخوف من خلقه لأزمات اخرى *ويعاني منها المواطن والوطن*.

دعمنا منبر جوبا في باديء الأمر تماشيا مع الأمر الواقع و تواضعا و احتراما للرأي الآخر، تقودنا حسن النوايا والرغبة الصادقة في دعم عمليات السلام واستجبنا لإخوتنا دون شرط أو سابق رأي، مفترضين حسن النوايا في الأطراف *الأخرى* ولكن التعارضات اكثر من المنطقيات، حيث تبين لنا عملياً أن حاضنة حكومة حمدوك – قوي الحرية والتغيير، تعمل ضد السلام الذي رسمته في وثيقتها الدستورية ذات الستة أشهر مما عقد الأمر بلجعله مستحيلاً.

*إن* تجمع قوى الهامش السوداني العريض يعكف اليوم في نقاشات جادة ومستفيضة تهدف إلى إصدار مبادرة حقيقية تهدف *الى* أخذ زمام الامور ويقوم بإطلاق مبادرة تستبق مفاوضات السلام في جوبا تمثل كل اهالي ضحايا الظلم و التهميش، مبادرة للحل الشامل و الناجز في *قادم* الايام .

*وبالله* التوفيق *والسداد*

عاش شعبنا عزيزا مكرما …

دائرة الربط و التنسيق واللجنة القانونية والعدلية .

20 مايو 2020