الدكتور حمدي عبدالرحمن
هل تعلم أن هناك ستة رؤساء أفارقة كان آباؤهم رؤساء كذلك؟ يعني رئيس ابن رئيس وهو ما يطرح مسألة العائلية السياسية في الواقع الأفريقي. ولا شك أن مسالة العائلية السياسية ليست قاصرة على أفريقيا فهناك عائلة كنيدي وعائلة بوش في الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك عائلة غاندي في الهند وعائلة بوتو في باكستان وهلم جرا. بالنسبة للواقع الأفريقي، فإن القضية الأساسية هي عدم حرمان المواطنين لأن آباءهم شغلوا من قبل هذا المنصب الرفيع. سواء كنا نتحدث عن عائلية سياسية أم لا، ينبغي أن يكون أي مواطن مؤهل ولديه القدرة على الترشح لأي منصب في البلاد. ومع ذلك، هناك سبب يدعوني للقلق عندما يمنح ابن الرئيس السابق أو الحالي ميزة غير عادلة للتنافس على منصب الرئاسة. هذا عمل غير ديمقراطي وقد يسبب العديد من الاضطرابات الاجتماعية والسياسية كما حدث في توجو والجابون.
1- الجابون: علي بونغو
كان عمر بونغو أونديمبا أول رئيس للجابون في الفترة من عام 1967 وحتى وفاته في عام 2009. وفي العام نفسه، رشح ابنه علي بونغو لمقعد الرئاسة عن الحزب الديمقراطي الجابوني الحاكم وبالفعل فاز بنحو 42 % من إجمالي الأصوات. وكان على بونغو قبل انتخابه رئيسا للبلاد يتقلد العديد من المناصب السياسية الرئيسية في عهد والده، بما في ذلك وزارة الدفاع. وقد سار الرئيس الابن على نهج والده حيث اتهمت حكومته بالفساد وانتهاكات حقوق الإنسان.
2- توجو: فوري غناسينغبي
استطاع فوري غناسينغبي تولي منصب رئيس توغو بدعم من الجيش في أعقاب وفاة والده الرئيس المؤسس غناسينغبي إياديما في عام 2005.على ان هذا الانقلاب قوبل بانتقادات دولية واقليمية واسعة النطاق .وبالفعل تقدم فوري باستقالته في وقت لاحق من منصبه المتنازع عليه ولكنه سرعان ما فاز في انتخابات رئاسية مثيرة للجدل بعد شهرين فقط من استقالته .وفي أبريل 2015، تم انتخاب فوري لولاية ثالثة مدتها 5 سنوات.
3- جمهورية الكونغو الديموقراطية: جوزيف كابيلا
لقد كان جوزيف كابيلا يبلغ بالكاد 30 سنة عندما تولى منصبه رئيسا لجمهورية الكونغو الديمقراطية بعد نحوعشرة أيام فقط من اغتيال والده لوران ديزيريه كابيلا في عام 2001. وقد توقع العديد من المراقبين السياسيين فشل كابيلا الابن بسبب عدم الخبرة. ومع ذلك، استطاع الرجل إثبات نفسه كمفاوض وسياسي في ظل واقع سياسي واقتصادي مضطرب أشبه ما يكون بالحرب الأهلية.
4- كينيا : اوهورو كينياتا
تولى اوهورو كينياتا السلطة عام 2013، وهو يعتبر أصغر رئيس لكينيا. وهو رابع رئيس لها منذ الاستقلال ونجل الرئيس الأول المؤسس جومو كينياتا. انتخب كينياتا الشاب عن حزب التحالف الوطني.
5- بوتسوانا :ايان خاما
تعتبر بوتسوانا احدى قصص النجاح الأفريقية، حيث تتمتع بوجود ديمقراطية تمثيلية مستقرة، ويسودها مناخ سياسي ، يقوم على أساس احترام سيادة القانون، وتتمتع فضلا عن ذلك باقتصاد مزدهر.لقد أصبح سيريتس خاما أول رئيس لبوتسوانا بعد استقلالها عن الحكم البريطاني. يعد ابنه ايان خاما الرئيس الرابع والحالي في بوتسوانا. فقد واصل خاما الابن نفس سياسات والده وهو ما حافظ على مسيرة التنمية والتحول الديموقراطي في البلاد.
6- موريشيوس: نافين رامجولام
يعد رئيس وزراء موريشيوس، نافين رامجولام ابن سيووساغور رامجولام، أول رئيس لوزراء موريشيوس. وفي عام 1995، أي بعد خمسة عشر عاما من ترك والده منصبه، تقلد نافين رامجولام منصب رئيس وزراء موريشيوس لمدة 5 سنوات بين عامي 1995 و2000. ثم أصبح رئيس الوزراء مرة أخرى في عام 2005 وبقي في هذا المنصب حتى خسارته الانتخابات في عام 2014.
تخيلوا معي لو تم تطبيق هذا النموذج في الشمال الأفريقي! هل كان المشهد السياسي سيختلف عماه هو عليه الآن ؟ الله اعلم