يعيش السودان الآن حالة من العشوائية والتخبط التي لم يعشها في سابق عهده ، كل الحلقات اشتدت حكماتها عليه حتي اعتصر من هول المعاناة ، واستعرت السلطة بجمع المال وقمع الشعب حتي أصبح لا يستطيع الحديث خوفاً من النظام ، أما المعارضة لقد شكلت احد مصادر الضعف في عملية تغيير النظام ولم يتسن لها إحداث اختراق سياسي حقيقي ولو على المستوى الرمزي الذي يوظف الديبلوماسية الشعبية في عملية تغيير النظام . المعارضة تنأى بنفسها عن أولويات المواطن السوداني ، وعن همومه وتداعياته لا سيما قضايا غلاء المعيشة والبطالة والفساد وغيرهـا ، فهذه المعارضة التي تطالب بحق وطني شرعي يتمثل في عملية تغيير النظام تحتاج هي الأخرى إلى اصلاح رؤيتها وتحولها إلى معارضة وطنية بالمعنى السياسي للكلمة، فلقد آن الوقت لهذه المعارضة أن تكسب ثقة الشعب والنشطاء وإلا عملية تغيير النظام تصبح كلام .الحديث اليوم عن الساحة السودانية يصيب الانسان بخيبة أمل لأن الشعب السوداني فقد الامل ، فمهما كتبت وتحدثت عن هذه الأوضاع لا يمكننى الوقوف على مكامن الخلل ، فالاوضاع سيئة من كل النواحي تعليم صحة أمن والساحة السياسية تعج بالفوضى مما جعل الشعب يلزم الصمت من اليأس الذي وصل إليه ، الحكومة عُرفت بالفساد والظلم والمعارضة عُرفت بالفشل والشتات فضاع السودان بينهم . يقولون بألستنهم العبارات الجميله والخطب الرنانة بأسم الوطن لكن لو تأملنا وتمعنا في معانيها وحروفها لوجدنا انها خفيفة على السنتهم لأنهم اعتادوا الكذب للصول الى غايات خاصة لكنها في واقع الحال جملة ثقيلة على كل من يفهمها . لا يمكن لأي انسان يحمل مثقال ذرة حبا وولاء لوطنه انكار هذه المعاني لأنه جزء لا يتجزأ منه كل هذا واكثر لا احد ينكره لكن السؤال: الى اي مدى يكون هذا الاخلاص والعمل الصادق من اجل هذا الوطن بعيدا عن الاهواء والمصالح الضيقة التي أضاعت هذه القيم النبيلة . ساسة السودان اليوم فاشلون فاسدون شلة من اللصوص والحرامية بدون ضمير يتغنون بحب السودان ويعملون على خرابه ، علــى الفاســديــيــن ان يـفـهــمــوا ان السودان مـلـك لــلـشــعـب وهذه الدنيا مسرحية طويلة الفصول ينتهي دور كل ظالم فيها بالموت ويبدأ الحساب الالهي للبشر كلٌ حسب اعماله والعمل هو الفيصل بين الجنة والنار .
الطيب محمد جاده / باريس