لآما مازاما (Ama Mazama)
استعراض: أديسا ألكيبولان (Adisa A. Alkebulan)
ترجمة: أبكر آدم إسماعيل
لقد أصبح نموذج تفكير المركزية الأفريقية (The Afrocentric Paradigm) (2003)، الذي حررته أما مازاما (Ama Mazama)، الأستاذة بجامعة تمبل للدراسات الآفروأمريكية، هو النص الأكثر أهمية في خطاب المركزية الأفريقية منذ نشر الطبعة الثانية من كتاب موليفي كيتي أسانتي، فكرة المركزية الأفريقية (1998). وبالفعل، فقد أصبح نموذج تفكير المركزية الأفريقية أكثر مجموعة نظرية حاسمة في التاريخ المختصر لبحوث المركزية الأفريقية أو المركزية الأفريقية Afrocentricity.
ما يجعل نموذج تفكير المركزية الأفريقية (The Afrocentric Paradigm) ذو قيمة خاصة هو أنه يشرح تطور فكرة المركزية الأفريقية. في المقدمة، تشير مازاما إلى أن المركزية الأفريقية لم تنتج في فراغ ولها العديد من السوابق الهامة. وتؤكد مازاما قيمة كل من ماركوس غارفي، وشيخ أنتا ديوب، وفرانتز فانون، وإيمي سيسير، ومولانا كارينغا، وليوبولد سيدار سنغور، والزنوجة (Negritude)، والقومية السوداء، والبان آفريكانيزم، وكواويدا في تزويد أسانتي بالأساس النظري لتطوير فكرة المركزية الأفريقية. وما يجعل نموذج تفكير المركزية الأفريقية أيضًا فريدًا هو براعة ووضوح مازاما في تعريف المركزية الأفريقية.
في مقدمتها، تجادل المحررة بشكل مقنع بأن مفهوم المركزية الأفريقية هو النموذج الأساسي واللازم لنظام الدراسات السوداء. ثم تتقدم لتحلل بشكل متعمق البعد الميتافيزيقي (ميتافيزيقي = البحث السؤال الفلسفي الأساسي) (مع جوانبه العاطفية والمعرفية والإجرائية)، وكذلك أبعاده البنيوية والوظيفية. لكن كان تركيزها واضحا على البعد الميتافيزيقي، حيث يقدم الكتاب نفسه للجمهور الأكاديمي. وهكذا تتعامل مازاما مع نظرية المعرفة الخاصة بالمركزية الأفريقية ومنهجيتها وطرائقها، وتستعرض العديد من نظريات المركزية الأفريقية.
جمعت مازاما مجموعة من العلماء الذين يمثلون جوهر دراسات المركزية الأفريقية. وهؤلاء العلماء الرئيسيون في مجال الدراسات الأفريقية وعلم الأفارقة (Africology) والأفريقية الأمريكية والدراسات السوداء قد ساهموا أيضاً في فكرة المركزية الأفريقية وهم قادمون من مختلف مجالات التخصص. ينقسم الكتاب إلى قسمين: الأسس الميتافيزيقية والبعد السوسيولوجي. يتضمن البعد السوسيولوجي ثلاث فئات: (1) علم الأفارقة كمصفوفة تخصصية للمركزية الأفريقية؛ (2) نظرية المعرفة والمفاهيم والمنهجية الخاصة بالمركزية الأفريقية. و(3) نظريات المركزية الأفريقية.
يبدأ القسم الأول من الكتاب، الأسس الميتافيزيقية، بمقالة “فكرة المركزية الأفريقية،” لموليفي كيتي أسانتي، الذي يشرح الفكرة بوضوح وقصد. ويختم مولانا كارنغا، وهو عملاق آخر في هذا المجال، هذا القسم بمقاله، “المركزية الأفريقية وتعليم التعددية الثقافية: تحدي المفهوم والمساهمات.” يتضمن هذا القسم أيضًا “المنظور الفلسفي للمركزية الأفريقية: مخطط سرد،” لدانجوما سينوي موديبي.
نجد في القسم الثاني من الكتاب، البعد الاجتماعي، مقالة أسانتي “الدراسات الأفريقية الأمريكية: مستقبل تخصص،” ويقف وحده في الفئة الأولى، علم الأفارقة كمصفوفة معرفية ضمن المركزية الأفريقية. في مقاله، يستكشف أسانتي، الحاجة إلى المزيد من التطوير لذلك التخصص. تشمل الفئة الثانية، نظرية المعرفة الخاصة بالمركزية الأفريقية والمفاهيم والمنهجية المتعلقة بها، بما في ذلك أعمال أسانتي بالإضافة إلى مقالات نورمان هاريس، ليندا جيمس مايرز، ونعيم أكبر. توفر كل مقالة إطارًا متينًا يمكن من خلاله إجراء الأبحاث على مستوى القارة من خلال توفير الأساليب والمنهجيات المناسبة.
يدرك هؤلاء العلماء أن وجود مجموعة متماسكة ومتسقة من الافتراضات الفلسفية أمر ضروري لتطوير إطار مرجعي للمركزية الأفريقية. الفئة الأخيرة، نظريات المركزية الأفريقية، تستكشف العديد من هذه النظريات التي تعزز فهمنا للظواهر الأفريقية. تبدأ هذه الفئة بمقالتين، واحدة لكلينورا هودسون ويم (Clenora Hudson-Weems) والأخرى لناهـ دوف (Nah Dove). هذه المقالات حاسمة لأنها تتناول الدور الهام الذي تلعبه المرأة الإفريقية في النضال الشامل من أجل التحرر وهوية الشعوب الأفريقية.
تشمل هذه الفئة أيضًا أفكار جيروم إتش. شيلي حول المركزية الأفريقية والعمل الاجتماعي، ونهج آما مازاما القائم على المركزية الأفريقية نحو التخطيط اللغوي، وتعبير كاريمو ويلش آسانتي عن الجماليات الأفريقية، بالإضافة إلى موقف موليفي كيتي أسانتي المتعلق بفحص النصوص من خلال عدسة المركزية الأفريقية، ومعاينة مواليمو شجاع لدور المركزية الأفريقية في تعليم الأطفال الأفارقة، واستعراض آسا هيليارد لعلم أصول التدريس في كيميت القديمة.
إن قراءة هذا المجلد المحرر واجبة على أي شخص مهتم بتخصص علم الأفارقة، وكذلك بالدكتورة آما مازاما، المنظرة والباحثة في المركزية الأفريقية، بالإضافة لأولئك المهتمين بفهم فكرة المركزية الأفريقية. لقد قدمت آما مازاما نصا يبدد بفعالية كل التحريفات والمفاهيم المسبقة عن المركزية الأفريقية. وقد كان اختيارها للباحثين الذي ساعد في مزيد من التأسيس للفكرة هو جزء من عبقرية هذا العمل الضخم.
*****************
كتاب آما مازما موضوع المقال يتكون من 293 صفحة باللغة الإنجليزية. لكن لديها مقال عن موضوع الكتاب معنون بـ: (The Afrocentric Paradigm: Contours and Definitions). المقال طويل نسبياً، ولكننا سنحاول العودة إليه لاحقا لترجمته ونشره بعد نشر ترجمات أخرى في دفاتر البان آف. (المترجم).