(1925-1961)
بواسطة/ حكيم آدي وماريكا شيروود
ترجمة: أبكر آدم إسماعيل
قضى فرانز فانون، وهو طبيب نفسي، وكاتب، ومقاتل من أجل الحرية وصحفي، حياته القصيرة في شرح آثار الاستعمار على الناس والأمم. في البداية قام بالتشخيص ومن ثم الكتابة من تجربته الخاصة في الكفاح الجزائري من أجل الاستقلال، وسعى للحلول، وشجع على الكفاح العنيف، وأشاد بحماس بضرورة الوحدة الأفريقية.
ولد فرانز في فورت دي فرانس، عاصمة مستعمرة المارتينيك الفرنسية، وكان الأصغر بين ثلاثة أبناء لضباط جمارك وصاحب متجر. وكعضو في الطبقة الوسطى المحلية، دخل هو (وأشقائه السبعة) المدرسة الثانوية المحلية (والوحيدة) التي تفرض رسوما، حيث كان أحد أساتذته إيميه سيزير، الشاعر الثوري العائد من فرنسا لتوه الذي كان قد تبنى الزنوجة. هذه كانت فلسفة طورها الفرنسيون الأفارقة الكاريبيون ومتحدثي الفرنسية من السنغاليين الذين كانوا يعيشون في المنفى في باريس: حيث احتفت واحتضنت القيم الثقافية الإفريقية وجوهر ثقافي أسود.
أدى تبني سيزير لإرثه الإفريقي إلى إحداث فضيحة في المستعمرة وأثّر على الأقل على بعض طلابه. حصل فانون على الجزء الأول من الباكالوريا في عام 1943، وغادر على الفور إلى فرنسا للانضمام إلى القوات الفرنسية الحرة. وقد أُرسل إلى مدرسة تدريب الضباط في الجزائر، حيث تم تقويض تلقينه عقيدة الفرنسة بشكل خطير بسبب التمييز العنصري الذي واجهه وشهده. ومع ذلك، يبدو أنه قاتل ببسالة، حيث حصل على وسام للشجاعة أثناء خدمته في أوروبا.
في نهاية الحرب عاد إلى المارتينيك، أكمل شهادة البكالوريا وفاز بمنحة دراسية لفرنسا. قبل مغادرته إلى أوروبا، قام بحملة لصالح سيزير، الذي كان يقف كمرشح شيوعي للانتخاب في الجمعية الوطنية في باريس. استقر أولاً في باريس وانتقل إلى ليون في عام 1948 لدراسة الطب ثم الطب النفسي. في عام 1952 تزوج من امرأة فرنسية اشتراكية، هي جوزي دوبلي، التي ساعدت في إنتاج أعماله الأدبية. نُشرت له دراسة حول الظروف المعيشية للمهاجرين من شمال أفريقيا في ليون كمقالة في مجلة إسبيريت في عام 1952.
شهد العام نفسه نشر أول كتاب له وهو بشرة سوداء أقنعة بيضاء (في 1952؛ باللغة الإنجليزية 1968). وقد استند على التحليل الاجتماعي الذي نُشر في وقت لاحق كمقالة (“الهنود الغربيون والأفارقة،” 1955) وعلى تدريبه في الطب النفسي. يحدد فانون التراتب الهرمي الموجود في المارتينيك: الطبقي بلا عرق، لكن أولئك المنحدرين من أصل أفريقي من جميع الطبقات عانوا من القوالب النمطية العنصرية والتشويه. تم تعليم المارتينكيين أن جميع الهنود الغربيين كانوا في مرتبة أعلى من الأفارقة. كانوا أيضا في مرتبة أعلى من السكان المنحدرين من أصل أفريقي في مستعمرة غوادلوب الفرنسية المجاورة.
على كلٍ، كان الفرنسيون أعلى بشكل طبيعي من الجميع. في عام 1953 تم تعيين فانون رئيسًا لقسم الأمراض النفسية التابع للحكومة الفرنسية الاستعمارية في مستشفى البليدة/جوانفيل في الجزائر. كانت الجزائر مستعمرة فرنسية منذ عام 1830؛ استقر مليون فرنسي مغترب هناك وأخضعوا الجزائريين بالكامل. تصاعد القتال المتقطع ضد الأسياد الفرنسيين إلى حرب استقلال واسعة النطاق بحلول عام 1954؛ حرب كانت تنمو أكثر فأكثر كلما امتدت. فرنسا، كانت غير قادرة على تصور الهزيمة على أيدي من هم أدنى من “السكان الأصليين،” فلجأت إلى التفجيرات الجماعية والرشاشات. حوالي مليون جزائري قتلوا في النضال.
تعرض الكثيرون للتعذيب، بافتراض أنه لاستخراج المعلومات، ولكن أيضا، فانون كان يعتقد أنه، فعل من الغضب العنصري السادي. عمل فانون مع أولئك الذين دخلوا المستشفى رسمياً في النهار، ومع المقاتلين المستقلين بعد ساعات العمل: قام بتدريب الممرضات، والمقاتلين من أجل الحرية على كيفية التحكم في مخاوفهم وردود أفعالهم؛ زود المصابين بالعقاقير الطبية، وآوى أفراد مصابين من جبهة التحرير الوطني (FLN) في منزله. في محاولة لإقامة صلة وثيقة بين العلاج النفسي والتعليم السياسي، أدرك أهمية الثقافة لفعالية العلاج.
بحلول عام 1956 عندما ازدادت سلاسة حياته المزدوجة بشكل كبير، قام فانون بكتابة خطاب استقالته. ولكن قبل تقديمه، اكتشفت السلطات الفرنسية الأنشطة “السرية” في المستشفى؛ تم سجن بعض العمال، وتم ترحيل آخرين. تم ترحيل فانون، الذي كان قد تلقى الإشادة به للتو في مؤتمر الكتاب السود. في المؤتمر، التقى فانون مع زملائه من الكتاب والمفكرين من جميع أنحاء العالم، ووجه بالعديد من الاختلافات بين الأفارقة والأفارقة الكاريبيين والأفارقة الأميركيين. وبسبب حظر الأوراق السياسية، تحدث فانون عن “العنصرية والثقافة.” وقال إن العنصرية هي العنصر الأكثر وضوحا في العلاقة الهرمية الإجمالية التي أنشأها المستعمرون، الذين اضطروا إلى تدمير النظام الثقافي للمستعمَرين لتوطيد سيطرتهم.
من خلال تدمير القيم الثقافية للمستعمَرين، يمكن التلاعب بهم تقريبا كأشياء، واستيعابهم في هذا النظام الجديد. تصبح الثقافة الأصلية متحجرة في الروح التقاليدية، واللامبالاة، والجمود، والشعور بالذنب، وعقدة النقص. “إن العنصرية،” جادل فانون بالكلمات على أنها حقيقية اليوم كما كانت منذ 44 عامًا، “هي سلاح إيديولوجي ضروري يصاحب الهيمنة. وبما أن السلاح يجب أن يكون مرناً من أجل الحفاظ على فعاليته، فإنه يمر بالعديد من التحولات.” وفي خطاب الاستقالة الذي حرره، كتب فانون أنه لا يستطيع “الاستمرار في مواجهة نسيج الأكاذيب والجبن والاحتقار للإنسان.” وقال أن فرنسا كانت تمارس: نزع الإنسانية بشكل منهجي… [مما يجعل] العربي أجنبياً بشكل دائم في بلده ويعيش في حالة من فقدان الشخصية المطلقة. تتمثل وظيفة الهيكل الاجتماعي في إنشاء مؤسسات تخدم احتياجات الإنسان. إن المجتمع الذي يقود أعضائه إلى حلول يائسة هو مجتمع غير قابل للبقاء، مجتمع يجب استبداله.
انتقل فانون في تلك الآونة جسديًا إلى تونس وبدأ فكريًا في الابتعاد عن الطب النفسي والتركيز على التحليل الاجتماعي والفلسفة السياسية في كتاباته. نظر إلى الاستعمار الآن على أنه شكل من أشكال العنف؛ يتطلب الاستقلال تغييرا تاما للنظام الاجتماعي القائم. ويجب أن يكون التحرير شخصيا ووطنيا.
ومع ذلك، استمر في العمل كطبيب نفسي وحاضر في جامعة تونس. كما عمل في مكتب تحرير المقاومة الجزائرية كمحرر لجريدة جبهة التحرير الوطني، المجاهد. وبينما كان يكتب بشكل رئيسي للجزائريين، ربط فانون مصير الجزائر بمصير إفريقيا بأكملها وأكد على ضرورة وحدة أفريقيا. وكرر مراراً وتكراراً، في كل من الصحيفة وفي مجموعة مقالاته التي نُشرت بعد وفاته باسم “نحو الثورة الأفريقية” (1964) أنه “يجب أن نبني إفريقيا،” وأن نحرص على الانتقاد الشديد للأشخاص ذوي البشرة السوداء والأقنعة البيضاء – أولئك البرلمانيين الاستعماريين وآخرون في مواقع السلطة.
قاد فانون الوفد الجزائري إلى مؤتمر الشعوب الإفريقية الذي نظمه جورج بادمور وكوامي نكروما في أكرا في عام 1958. وُضع في اللجنة التوجيهية للمؤتمر، وابتهج بالنفوذ الحاسم للجزائر بين المندوبين: الكفاح في الجزائر أقنع المندوبين أن “المستعمرين لا يمكنهم الفوز.” وتعهد كوامي نكروما بدعم غانا للنضال، واعترف بالحكومة المؤقتة لجمهورية الجزائر.
يجب أن يكون فانون قد شعر بارتياح شديد في مناقشات المؤتمر، التي تبنت الوحدة والتضامن الأفريقيين والتصميم على القضاء على الاستعمار. وكان أحد هؤلاء في المؤتمر يطالب بأن تتعهد الشعوب الأفريقية بإنشاء ميليشيا مهمتها دعم الشعوب الأفريقية التي تكافح من أجل استقلالها. في طريق عودته إلى الجزائر، كان على وشك الموت بواسطة لغم أرضي. وفي أثناء وجوده في روما للعلاج، جرت محاولتان لاغتياله.
عندما تولى فانون منصبه كممثل للحكومة الجزائرية المؤقتة في أكرا في عام 1960، ازداد قلقه بشأن مستوى الفساد الذي رآه حوله. “الخطر الأعظم الذي يهدد إفريقيا هو غياب الأيديولوجية،” كما كتب في ذلك العام. حلل الطبقة الحاكمة الجديدة – البرجوازية – التي بعد خطوات قليلة مترددة في الساحة الدولية، لم تعد تشعر بتهديد القوة الاستعمارية التقليدية، فجأة تطورت لديها شهية كبيرة. وبما أن أفرادها لا يملكون حتى الآن أي خبرة سياسية، فإنهم يعتقدون أن بإمكانهم إدارة الشؤون السياسية مثل أعمالهم الخاصة. العلاوات والتهديدات وحتى سلب الضحايا …
يخضع العمال الساخطون للقمع بلا رحمة مثلما كان يحدث في الفترات الاستعمارية. واقتصر عمل النقابات والأحزاب السياسية المعارضة على حالة شبه سرية.
كان عام 1960 هو أيضا العام الذي منحت فيه فرنسا الاستقلال لجميع مستعمراتها. اعتبر فانون ذلك مزيفًا، حيث كان يعتقد بأن الزعماء القوميين الذين استحوذوا على الاستقلال كانوا جميعًا عملاء لفرنسا. وقد حضر العديد من المؤتمرات التي عُقدت في ذلك العام لتعزيز الاستقلال الأفريقي: على سبيل المثال، حضر المؤتمر الثاني للشعوب الأفريقية في تونس، والمؤتمر الأفرو آسيوي في كوناكري، والمؤتمر الثالث للدول الأفريقية المستقلة في أديس أبابا.
على الرغم مرضه سافر فانون إلى شمال مالي لإنشاء قواعد إمدادات جنوبية لجيش التحرير الجزائري. ربما كان أثناء هذه الرحلة الشاقة أنه سمع باغتيال صديقه ورفيقه باتريس لومومبا، رئيس الوزراء الاشتراكي للكونغو المستقلة حديثا (من بلجيكا).
وقد سعى لوممبا إلى مساعدة الأمم المتحدة في الاضطرابات العسكرية والصراعات العرقية التي يولدها البلجيكيون ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية من أجل الحصول على مناجم النحاس الغنية في الكونغو أو السيطرة عليها. يعتقد فانون، في تأمله في وفاة لومومبا، أن صديقه لم يدرك حقيقة أن: الأمم المتحدة هي، في الواقع، الكرت القانوني الذي تستخدمه المصالح الإمبريالية عندما تفشل بطاقة القوة الغاشمة…
إن الأقسام، واللجان المشتركة الخاضعة للرقابة، وترتيبات الوصاية هي وسائل قانونية دولية للتعذيب، وسحق إرادة الناس للاستقلال، وزراعة الفوضى، واللصوصية، والبؤس… لقد نسي أن الأمم المتحدة في حالتها الراهنة هي مجرد مجلس احتياطي، أنشأه الكبار، لمواصلة ما بين النضالين المسلحين “النضال السلمي” من أجل تقسيم العالم. ملاحظا الانقسامات التي توطدت في البلاد، سعى لومومبا حثيثاً لتوحيدها، كتب فانون، “إن أفريقيا يجب أن تتقدم بمجملها، (لا يمكن) أن تكون هناك إفريقيا تحارب الاستعمار وأفريقيا أخرى تحاول أن تساوم مع الاستعمار. ولأن لومومبا لا يمكن شراؤه، “قرر الإمبرياليون التخلص من منه”.
بدأ فانون الآن في تحديد ما يعنيه بـ”الوحدة،” التي يمكن أن تتخذ أشكالاً عديدة – على سبيل المثال، التعاون الاقتصادي الذي تحاوله نيجيريا وليبيريا، أو التعاون السياسي بين غينيا وغانا ومالي. لقد نُشِر كتابه الأخير، معذبو الأرض في عام 1961، باللغة الإنجليزية 1965، قبل أن يخسر معركته مع الليوكيميا (سرطان الدم). في هذا الكتاب قال إن أوروبا مدينة لـ”العالم الثالث” بدين ضخم لأن ثروتها كانت مستمدة من العبودية وسرقة “ثمرة جهد السكان الأهالي.”
وبما أن ألمانيا كانت تدفع تعويضات لإسرائيل، فلماذا لا يتم تعويض “العالم الثالث؟” (فانون لا يذكر آسيا – وبالتالي فإن تعريفه للعالم الثالث “جزئي جدًا”) انتقد مرة أخرى البرجوازية التي كان يعتقد أن نموها طفيلي تماما. لقد أصبحت الأحزاب السياسية الوطنية وكالات لنقل السلطة من الأيادي البيضاء إلى أيادٍ سوداء.
وعلى عكس التحليلات الشيوعية المقبولة، لم تدعم البروليتاريا الغربية النضالات ضد الاستعمار، على حد قول فانون. (بينما كان فانون مهتماً بالماركسية النظرية، لم يكن شيوعياً أبداً – حتى لو لم يكن هناك أي سبب آخر غير أن الحزب الشيوعي الفرنسي لم يكن يدعم نضال الجزائر من أجل الاستقلال). كما لم تفعل البروليتاريا الاستعمارية، التي رأى أنها استفادت من الاستعمار. كان الفلاحون فقط هم الثوريون حقا.
كما جادل فانون ضد اللاعنف الغاندي. كان العنف ضروريا لعلاج المستعمرات من “عصابها الاستعماري.” كان العنف عبارة عن “قوة تطهيرية،” حررت الفرد المنتمي للأهالي من عقدة دونيته ومن يأسه وعدم قدرته على الفعل؛ أنه يجعله بلا خوف ويعيد إليه احترامه لذاته.
وقد انتقد العديدون فانون للتعامل مع الناس وكأنهم متجانسين – الأفارقة، والطبقات، والفلاحين، وكذلك الحالات الاستعمارية التي تختلف أيضا عن بعضها البعض. في حين أن هذا صحيح، على المرء أن يضع في اعتباره أن فانون كتب تحت ضغوط كبيرة، في حين أنه شارك في أعمال أخرى، وأنه كان صغيرا جدا. لو كان قد قدر له أن عاش فترة أطول، لو كان لديه وقت فراغ أكبر للتعامل مع كل ما كان قد استوعبه في حياته القصيرة، فإنه كان سيصقل نظرياته بلا شك.
كان فانون مريضا جدا لدرجة أنه لم يستطع العودة إلى غانا من مالي، فعاد إلى تونس. شخص زملاؤه مرضه بأنه سرطان الدم. تم نقله إلى موسكو حيث تم تأكيد التشخيص. وقد أوصى الأخصائيون هناك بالعلاج في الولايات المتحدة الأمريكية، لكن فانون كان ممتعضاً من الذهاب إلى “بلد القتلة خارج القانون.” بدلا من ذلك، استأنف حياة سياسية نشطة بقدر الإمكان في تونس، بما في ذلك تدريب كوادر جبهة التحرير الوطني. بحلول أبريل، تدهورت حالته الصحية بشكل واضح، ذهب فانون إلى إيطاليا لعلاج الروماتيزم.
توقف في روما لرؤية سيمون دي بوفوار وجان بول سارتر الذين كانا في عطلة هناك. كان سارتر، الذي نشر مقالات فانون في مجلة الأزمنة الحديثة (Les Temps Modernes)، قد وافق للتو على كتابة مقدمة لمعذبو الأرض (The Wretched of the Earth): أثناء زيارته لكوبا، اعتنق فكرة أنه من خلال العنف فقط يمكن للمضطهدين أن يحققوا وضعهم الإنساني.
أخيرًا، على الرغم من مخاوفه من سوء المعاملة بسبب لونه، طار فانون إلى واشنطن لتلقي العلاج. وكانت مخاوفه مبررة: فقد طارت زوجته وابنه أوليفر البالغ من العمر ست سنوات لينضموا إليه وطلبوا الرعاية الطبية المناسبة. جاء الممثلون الأفارقة لدى الأمم المتحدة لزيارته. وكان الأمر بلا جدوى. توفي فانون يوم 6 ديسمبر. أرسل الجزائريون طائرة لجسده وأقاموا له جنازة وطنية. وقد دُفن في إحدى مقابر جبهة التحرير الوطني، حيث ألقى العقيد بومدين الخطاب التذكاري.
قبل وفاته بوقت قصير، كتب فانون إلى أحد الأصدقاء “ما يهم ليس الموت، بل أن نعرف… إذا كنا قد حققنا الحد الأقصى للأفكار التي تبنيناها … قضية الشعوب، قضية العدالة والحرية.”
بعد حوالي ثمانية أشهر، اعترفت فرنسا باستقلال الجزائر.