صحيفة الهامش
إنّ التارِيخ يقُول لِلأجيال الحاضِرة وجيل المُستقبل , أنّ أبناء جِبال النوبة تعرضُوا لِلقتل المُمنهجْ مِن قِبل حكُومات السّودان المُتعاقبة مُنذ إستقلال هذا البلد حتّى حكُومة الجبهة الإسْلامية , إنّ أعْمال العُنف ضِد النوبة وبمختلف أشْكالها عملت على أذيت الضمير الإنْسانِى لأبناء النوبة وجعل الكثيرين منهم يلوذ بالتمرد على الإسْتبداد والعُنف والقتل المُمنهج والنزوح والإختطاف والإختفاء القسرى , فضلا عن العُنصرية الممنهجة.هجمات عسكرية عبثيّة ضِد المدنيين تحصد أرواحهم , لقد تناسى المُجتمع الدولى أصالة وكرامة وحقوق النوبة كبشر كغيرهم مِن البشر , لهم حقوقهم الكاملة والمتساوية فِى الحياة والكرامة والحرية والذى يمثل أساس الحُرية والعدالة للبشرية جمعاء.لمْ يتحرر قط أبناء جِبال النوبة مِن الفقر والفاقة والفزعْ والخوف , بل وعلى مدى تارِيخ السّودان , عومل ويعامل النوبة بإذدراء وإسْتحقار ودونية وعُنصريّة ممنهجة , ليس لهم الحقْ فى إدارة السودان , حقوقهم السياسية والمدنية والإقتصادية وحتى الثقافية تمّ إنكارها من قبل حكومات السودان , لغاتهم الأصلية أصبحت عيبا لمن يمارسها , أسمائهم أصبحت مثالا للتقزز والرجعية وفقا للعنصرية العربية اللعينة.ما فتئى ما يُسمى بالصادق المهدى يقتل أبناء جبال النوبة عندما كان فى سُدة السلطة , حتّى أنّه شاع فى ذلك الزمان أنّه يفكر فى تغيير إسم جبال النوبة إلى جبال العرب , وإقليم دارفور إلى إقليم العرب , تبا لك أين ما كنت فأنت فاشِى ديكاتاتورى فِى لباس المدنية , والأن ينصب نفسه زعيما للمعارضة ! لمن هذا النفاق ويداك مُخضبتان بدماء الأبرياء الذين لقوا حتفهم فى مذبحة الضعين1987م! لمن هذا النفاق وكلتا يداك غارقتان فى دماء أبرياء مذبحة الجبلين ! لمن هذا النفاق وكلتا يداك مخضبتان بدماء الأبرياء فى جبال النوبة ! لمن هذا النفاق وأنت الذى سرقت أموال هذا الشعب ومنحتها لأسرتك والمقربين إليك من أبناء جلدتك . ومن الجدير بالذكر , أنّ للصادق المهدى يمتلك أموال ضخمة وعقارات لا تحصى داخل وخارج السودان , لو كان هذا الصادق المهدى دخله فى اليوم الواحد ألف دولار أمريكى , لما تمكن من جمع هذه الأموال والعقارات , من أين لك هذا ؟ إنّ جرائم الصادق المهدى لن ولم تنتهى بالتقادم , فمايزال الناجين من مذبحة الضعين يعتصرون ألما وحسرة , يولولون ويصرخون من أجل العدالة – كل الشكر والتقدير للأستاذين سليمان أحمد بلدو , وعشارى أحمد محمود , اللذان وثقا جرائم مذبحة الضعين فى كتابهما الذى يحمل عنوان ( مذبحة الضعين – الرق فى السودان ). إنّ المنافق المهدى عليه أن يغسل وصمة العار المرسوم على جبينه – وصمة العار فى جبال النوبة – وصمة العار فيما يتعلق بمذبحة الضعين والجبلين – وصمة العار المتعلق بسرقة أموال هذا الشعب . والأن أنت وأسرتك تتمتعون بتلكم الأموال – إنه السُحت والحرام.
أمام أنظار المُجتمع الدولى , تتكرر الفظائع والمحرقة وعلى مدار العقود الماضِية , مايزال النوبة أسرى الخوف والموت والإرهاب والترهيب والعوز والفقر والمرض والجهل والإختطاف والإختفاء القسرى والنزوح والتعذيب والعنف الذى ترعاه الدولة , على مدار العقود الماضية يتعرض النوبة لمعاملة مختلفة وذلك على خلفية دوافع تتعلق بهويتهم ومعتقداتهم وعرقهم ولغاتهم.على الممجتمع الدولى أنْ يفعّل القانون الدولى ويناصر النوبة الذين يتعرضون لأخطار جمّة مشمولة بالقتل والكراهيّة والتعصب والعنصرية والتحييز , حيثُ الهجمات العسكرية والتى تمثل نقطة تحول فى التاريخ وهو الأمر ذاته الذى شجع الكثيرين حول العالم من التمرد على الظلم والإستبداد , كيف ينسى الأجيال الحاضرة وجيل المستقبل جرائم الماضى والحاضر , كيف تنسى الأجيال القادمة معسكرات الموت فى جبال النوبة التى تديرها حكومة الجبهة الإسلامية , تلكم المعسكرات تشابه بالضبط معسكرات الموت النازية .إنّ ما يجرى فى جبال النوبة , من قتل ودمار ونزوح وقسوة ومصاعب جمة يصعب وصفها , سيظل باقيا فى الأذهان وسيذكر التاريخ ذلك دوما للأجيال. إنّ إنكار حقوق أبناء جبال النوبة من قبل المجتمع الدولى أمر غير مقبول , كما أنّه من غير المقبول على الإطلاق أن يظل المجتمع الدولى متفرجا أمام إبادة شعب جبال النوبة .
حماد وادى سند الكرتى
محامى وباحث قانونى