الخرطوم – صوت الهامش
أجبرت حكومة ولاية نهر النيل، صرفي النزاع بين ”النوبة“ و ”القرعان“، في مدينة الدامر، على التوقيع على اتفاق صلح بالقوة.
وقال الصحفي، شمسون يوحنا، إن وفد طرفي النزاع، تلقوا العديد من المبادرات بغرض إنهاء التوتر القائم بينهما، وذلك في إطار السعى للبحث عن السلام والاستقرار، ومبينا الي انهما ابدوا موافقتهم على عقد اجتماعات بينية والجهات الرسمية لإجراء المشاورات والاستماع لوجهة نظر الوسطاء.
لافتاً إلي أن الطرفين، تبادلا الآراء تمهيدا لصياغة بنود اتفاق وتسليمها للوسطاء بغرض إعتماده والإتفاق على يوم التوقيع النهائي، غير ان الجميع تفاجئ ببيان أصدرته حكومة ولاية نهر النيل، أعلنت فيه توقيع وثيقة الصلح بين النوبة والقرعان.
وفي الأسبوع الماضي، قال مقرر المكتب التنفيذي لعمدة قبيلة القرعان بالدامر، عبدالرحمن على ادم، ان طرفي الصراع القبلي بمدينة، توصلا الي إتفاق صلح الاربعاء، عقب مباردات، قامت بها قبائل وعشائر وزعماء بالمدينة.
وذكر شمسون، في تصريح لـ ”صوت الهامش“ أن وفد الطرفين دخلا قاعة الاجتماعات وتفاجئ بحضور الأجهزة الرسمية، وقطاعات مختلفة، حيث تم اخطارهم، بانهم في صدد التوقيع على وثيقة صلح ”جاهزة“، واعترض الطرفين على ذلك، بيد ان السلطات الرسمية مارست عليهم ضغوط.
مشيراً إلي تدخل الوسطاء، وتمكن الطرفان للاطلاع على الوثيقة، وبعد ذلك قدموا العديد من الملاحظات بغرض التعديل والإضافات، غير ان اللجنة الأمنية رفضت معظم الملاحظات وإضافة البنود التي لم ترد في الوثيقة.
وانتقد شمسون سلوك اللجنة الأمنية، ومشددا على انه يخالف كل الأعراف والإجراءات المتبعة في إجراءات التفاوض والتوسط بين الأطراف المتنازعة بغرض توقيع سلام أو صلح بينهما.
مؤكدا على ان من بين اسباب الحروب في السودان، واستمرارها لعقود من الزمان، هي عدم الإعتراف بالمشاكل الحقيقة، و التهرب عن مخاطبتها من جزورها، ومحاولة فرض الحلول الأمنية التي فشلت وعمقت الجراحات.
وتساءل بالقول لماذا تصر اللجنة الامنية، على فرض اتفاق صلح على الطرفين بالقوة، وترفض الإصغاء لوجهات النظر الأخر؟
ردعا شمسون حكومة ولاية نهر النييل، بمراجعة الإتفاقية التي وصفهاب المعيبة شكلا ومضمونا، والإستماع لوجهات نظر طرفي النزاع ومخاطبة جزور المشكلة بهدف وضع الحلول النهائية، كما دعا طرفي النزاع النوبة والقرعان بضبط النفس والإلتزام بقانون حظر التجوال ، وتنفيذ الهدنة المتفق عليه بواسطة المبادرات الشعبية.
وكانت مدينة الدامر، شهدت أحداث عنف بين قبيلتي النوبة والقرعان، أسفر عن إصابة 5 أشخاص بجروح.