بالأمس القريب فى مشهد اليم تناثرت الطفولة البريئة أشلاءا فى هيبان جراء قاذفات الحقد واليوم يتكرر نفس المشهد لتتمزق أوصال أهلنا العزل فى قرية أزرنى برصاص الجنجويد المسمى بالدعم السريع الذى أقترن بالوحشية، كل ذلك يحدث على مسمع ومرأى المجتمع الدولى الذى اجتمع من قبل مرات ومرات تحت قبة مبنى الأمم المتحدة ليصدر أكثر من ثلاثة عشر قرارا فى المأساة التى تحدث فى دارفور.
فى ظل تراخى المجتمع الدولى استغل نظام المؤتمر الوطنى المجرم هذا الصمت الاممى ليرتكب أبشع الجرائم فى حق المدنيين ويمارس أقبح صور العنصرية بل وصل الأمر إلى درجة استهتار بالمؤسسات الدولية تارة يهدد وجود القوات الأممية (يوناميد) وتارة أخرى يهدد بطرد ممثلى الأمم المتحدة فى الشأن الانسانى فى البلاد كما حدث قبل يومين طرد رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية السيد/ إيفو فرايسن بالرغم الوضع الانسانى الكارثى الذى يخيم دارفور ومناطق الحرب الأخرى، وهى خطوة تنسجم مع سياسية الإبادة والتطهير العرقي التى ظل النظام يمارسها منذ فترة طويلة فى الإقليم.
نحن فى حركة تحرير السودان ندين بشدة هذه الجريمة النكراء التى راح ضحيتها أكثر من عشرة شهداء وعدد من الجرحى، ونقول لأهلنا الكرام فى دارفور كما عاهدناكم لن نترك هذه الجرائم تمر بلا حساب وسوف نقتص من هولاء المجرمين غدا أو بعد غد ولن نضع السلاح حتى يعم العدل فى ربوع البلاد.
كما نوجه نداءا للمجتمع الدولى بأن يقوم بواجبه بتنفيذ القرارات التى أصدرها من أجل وضع حد للجرائم ضد الإنسانية فى دارفور بإتخاذ خطوات عملية فى مقدمتها حظر الطيران الحربى على الاقليم وملاحقة المجرمين وعلى رأسهم السفاك عمر حسن احمد البشير ونطالب ايضا القوة الأممية ( يوناميد) أن تتحمل مسؤليتها فى حماية المدنيين العزل بلا ترد أو مجاملة.
المجد والخلود لشهدائنا الابرار وعاجل الشفاء للجرحى.
منى اركو مناوى
رئيس حركة تحرير السودان
الاثنين ٢٣/٥/٢٠١٦