الربيع محمد بابكر
لقد عاشت الدولة السودانية ظلمات دامسة بسبب الازمات المتراكمة التي لا تحل حلا جذريا بل تضفى اليها حيلا مؤقتة لترضية الشعب الذي لم يتذوق طعم الرفاه والكرامة الانسانية في وطنه بينما ساسته اصبحوا رموزا للتضليل والتذييف والتواطوء مع الانظمة الحاكمة طوال تاريخ السودان سواء كانت اجنبية ام محلية كما لم تبحث تلك القوى عن علاج حقيقي لازمة الدولة التي تتمثل في عدم وجود دستور قومي توحد وتجمع ابناء هذا الوطن وممارسة حكم ديمقراطي رشيد وفقا للقانون فدولتنا لسوء حظها لن تحكمها انظمة تؤمن بالقانون لذا عاشت فوضويا ككرة قدم بلاحكم
بالنسبة للازمة الاخرى والتي تتمثل في التدهور الاقتصادي المريع والذي خلق لنا نوعا من التراتبية الاجتماعية حتى اصبح العيش والمشاركة والتعاون الاجتماعي حسب الظرف المعيشي للفرد وازمة وقود حادة تضرب البلاد يجعل شرب مياه صالحة غير ممكنة في اطرافها كما قللت من مستوى الناتج القومي والدولة عاجزة عن ايجاد حلول جذرية بل حتى الحلول المؤقتة فشلت وتضاربت الاراء التي اتت من قبل زبانية النظام فالوزير الفاشل بدلا من ان يستقيل صمت صمتا مريبا حيال هذه الكارثة خوفا على منصبه حتى لا يلحق بغندور فكل ما تفوه بها كانت تكتيكات سياسية وكأن الوطن لا يعني له شيئا.
ومن جانب اخر فشل زراعي وقد تكون متعمد لان تجويع الشعب السوداني كما يبدوا خطة مخططة من اجل اسكاتهم وتوجيه جهودهم ومساعيهم نحو الطعام والشراب وبعض ملذات الحياة الامر الذي لا ينكره الا عديم الضمير هو ان الاقتصاد الزراعي هو العمود الفقري للاقتصاد السوداني فالسودان بلد صالح للنشاطات الزراعية بشقيها الحيواني والنباتي (الزراعة تشمل الاثنين معا حيوان +نبات)فاذا قارنا السودان بدول اوربا الغربية وبحسابات رياضية من حيث الموارد والخامات الموجودة في كل منهما سنجد السودان تتفوق من حيث وجود البيئة الملائمة للانتاج والموارد الغير مستغلة بينما في الجانب الاستغلالي تجد السودان من اسوأ الدول في العالم.
ما سبق يجعلني اتسائل ثم اجيب الاسئلة والاجابات التالية
لماذا فشلنا؟ولما استعصت علينا الحلول ؟لماذا انهار الاقتصاد السوداني؟
بالتاكيد فشلنا لاننا لم نملك تعليم جيد وتتوفر فينا جميع اشكال الجهل والتخلف والانقياد وراء المكونات الثقافية البسيطة كما ان ساستنا اعتمدوا على المحاصصات والصفقات في اغلب الاوقات ،واستعصت علينا الحلول لان الحكومة وباكملها فاسدة لقد كانت فيالسابق حدود معينة للفساد وعدد محدود من المفسدين تتمثل في كبار الموظفين اما الان فمن القاع للقمة ومن اليمين للشمال ومن الشمال للجنوب دائر مكتملة الفساد ليست لها نوافذ تستطيع الدولة من خلالة محاربة الفساد بل الذي يحارب الفساد في زاته مفسد كما ان الفساد ايضا من ابرز سمات قادة المؤتمر الوطني واسوأ ما يحدث الان داخل اروقة الدولة تفشي ظاهرتي الرشوة والمحسوبية فمحسوبية الصداقة و النسب هما من اهم الطرق التي تستخدم في التعين والتوظيف على حساب الكفائة والخبر العلمية .
عدم وجود نظام اقتصادي حقيقي ادى الى انهيار شبه كامل للاقتصادولم يبقى للبشير ورجاله سوى اعلان الافلاس .
اما المعارضة فقد سكتت تماما ولم تحرك ساكنا ازمة الوقود هذه اذا وجدت معارضة فاعلة تتحرك قد تنقذ نا من الجحيم ولكن هيهات كل الشعب السوداني او غالبيته لسانه حاله يقول باعونا.
التعديلات الوزارية والولائية التي سوف يعلن غدا مجرد صناعة راهن جديد لاضاعة الوقت فالحلول واضحة كما الشمس وهي ايجاد دستور دائم يستوعب التعدد والتنوع المعاصر يكون فيه القانون فوق الجميع والوطن للجميع والدين لله دستور يزبل كافة اشكال الكهنوت السياسي والسياسات التبعية،ايقاف الحرب الدائر ،تطبيق نظام اقتصادي حقيقي تناسب الدولة السودانية و ايجاد نظام تربوي وتعليمي حقيقي يتواكب مع العصر الذي نعيشه.ويغرس في النشأ معنى التربية الوطنية
والا ستصل الدولة لمرحلة تجاوزتها الصومال وعلى القوى السياسية ان تترك الانغلاق وتتجه نحو بناء هذه الدولة لتحفظ للقادمين حياة كريمة لنقتنع الوطن للجميع وله ثوابت يجب ان تحترم .يجب عليهم التحرك الحقيقي من اجل كسب ثقة الجمهور . التغيير التغيير يا احزابنا ومناضلينا حتى لا نحمل فايروس الجهل والتخلف لاجيالنا القادمة واطفالنا اليافعين الذين سرق منهم فرحة العيد البهيج يجب ازالة الرموز التضليلية التي ترى ان في نيل العلا استغلال شعبنا واغتصاب حرائرنا .وسرقة وطننا.
تعليق واحد
مقال أكثر من رائع تمثل قراءة حقيقية لواقع البلد الآن
موفق دوما أستاذ الربيع