جوبا – صوت الهامش
علقت السلطات في جنوب السودان بث محطة راديو تابعة للأمم المتحدة بدعوى عدم الامتثال لقوانين إعلام البلاد – إلا أن المحطة لم تتوقف بعد عن البث.
وأعلنت هيئة الإعلام المستقلة والمعنية بتنظيم العمل الصحفي بجنوب السودان، أمس الجمعة، عن إغلاقها راديو مرايا بسبب”الإمعان في عدم الامتثال”. قائلة إن المحطة ليست فوق الإشراف الرقابي – بحسب (الأسوشييتد برس).
وقال ألايجا إلير كواي، مدير هيئة الإعلام في جنوب السودان، إن “راديو مرايا اختار عدم الالتزام بالقواعد والخضوع للرقابة. إنهم يعملون في بيئة من صنعهم غير أنهم في نهاية الأمر بجمهورية جنوب السودان حيث توجد قوانين يتعين اتباعها.”
وأوضح كواي إنهم في الهيئة إنما يراقبون “حديث الكراهية والتحريض”.
ولن يتثنى للحكومة في جوبا قطع البث الإذاعي لـمرايا لأن جهاز إرسالها يقع في مقر تابع للأمم المتحدة.
وفي ظل حرب أهلية تضرب جنوب السودان منذ خمس سنوات، مخلفة عشرات الآلاف من القتلى وتاركة أجزاء من البلاد صريعة الجوع – في ظل هذه الأجواء تعاني حرية الصحافة حصارا.
وبحسب اتحاد المراسلين الأجانب في شرق أفريقيا، فإن العام الماضي شهد منع 20 عضوا على الأقل من مراسلي الصحافة الخارجية من دخول جنوب السودان أو الخروج منها. فيما يتعرض الصحفيون المحليون للاعتقال والضرب والتهديد وإخفاء المعلومات، كما تفرض السلطات رقابة صارمة على الصحف – بحسب هيئات إعلامية محلية.
وتصنف منظمة “مراسلون بلا حدود” جنوب السودان في المركز رقم 145 من بين 180 عام 2017 على قائمة حرية الصحافة العالمية.
وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تعليق البث لمحطة مرايا منذ انطلاقها عام 2006. وقد شرعت الأمم المتحدة في مناقشات مع حكومة جوبا حول قرار الأخيرة. وتميل الأمم المتحدة إلى الإبقاء على استمرار المحطة بث موادها الإعلامية بحسب فرانشيسكا مولد، المتحدثة باسم الأمم المتحدة في جنوب السودان.
وبموجب اتفاقيات مبرمة بين الأمم المتحدة وحكومة جنوب السودان، تحظى المنظمة الأممية بحق تشغيل محطات إذاعية تحت “سيطرتها الحصرية” وبث معلومات إلى الجمهور.
وتصف جماعات مدنية قرار التعليق بالمزعج وتدعو كلا من هيئة الإعلام والأمم المتحدة إلى “حل خلافاتهما.”، على حد تعبير إدموند ياكاني، المدير التنفيذي لمنظمة تمكين المجتمع من أجل التقدم بجنوب السودان.
وقال إدوارد ترسو، الأمين العام لنقابة الصحفيين في جنوب السودان، إن هيئة الإعلام منذ تشكيلها قبل عام كانت كيانا تنظيميا يحظى بمصداقية – لكن هذه المصداقية تراجعت بشكل كبير بعد اعتقال عدد من الصحفيين المحليين.
وأضاف ترسو، أن إغلاق نافذة إعلامية تحديدا، يحرم الجمهور من الحصول على معلومات، داعيا هيئة الإعلام إلى إيجاد مسلك متوازن وسلمي للموقف.
أما إلير كواي مدير هيئة الإعلام فيقول إن محطة مرايا لن تعود إلى البث إلا بعد امتثال الأمم المتحدة للقانون “لن يعودوا للبث على الهواء إلا بعد أن يتعاونوا”.
ويضف كواي أن المحطة لم ترد على العديد من الاستفسارات على مدى سنوات بما يشمل انتهاك بنود ترخيص البث. لكنه لم يذكر تفاصيل.
وقالت المتحدثة باسم بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان إن البعثة تناقش الأمر مع الحكومة وإن المحطة ما زالت تبث برامجها. وأضافت “إذاعة مرايا تواصل البث في أنحاء البلاد”.