ابرهام مليك[quote]الاطراف المتحاربة في جنوب السودان تتحمل مسؤولية تفاقم الأوضاع الإنسانية[/quote]
مايكل كرستوفر[quote]المجاعه واحدة من افرازات الحرب اللعينه بسبب الصراع حول السلطة والثروة بين رموز الحركة الشعبية[/quote]
فاولينو اكوت[quote]الحكومة تتحمل مسؤولية سوء الاوضاع بجنوب السودان باعتبارها الجهة المعنية بتوفير الامن[/quote]
جوبا:صوت الهامش
لا تزال الاوضاع في الدولة الوليده جنوب السودان اكثر ضبابية وبلغت الامور قمة السوء عقب إعلان المنظمات الأنسانية وحكومة جوبا المجاعه في مناطق واسعه من البلاد.
قيادات الدولة المضطربة سياسيا وامنيا وإقتصاديا،بعد الإعلان عن المجاعه إتجهت لرحلة البحث عن الاسباب الرئيسية التي قادت إلي وصول الاوضاع إلي ذلك السوء، بجانب تبادل الإتهامات فيما بينهم ومن الذي اوصل البلاد لهذا السوء ، ولكن في المقابل بعض المثقفين والنخب الجنوبية لديها اراء متعدده إزاء ما آلت اليها الأزمة الأنسانية .
مسؤلية الحكومة
إزاء تبادل الإتهامات بين الحكومة والمعارضة حول من يتحمل مسؤلية تدهور الاوضاع في جنوب السودان برز صوت ثالث وهم المثقفين والصحفيين لديهم رؤية مغايرة إزاء ما وصلت إليه الاوضاع من تدهور مريع في الشان الامني والإقتصادي والسياسي حيث حمل مدير تحرير صحيفة صوت الشعب المغلقة في جنوب السودان الصحفي فاولينو اكوت، في حديثه لـ”صوت الهامش” مسؤولية تدهور الوضع الانساني بجنوب السودان إلى الحكومة باعتبارها الجهة المعنية بتوفير الامن وتحسين الاوضاع الاقتصادية للشعب الجنوبي ، وطالب اكوت بضرورة توفير الغذاء بشكل عاجل لمجابهة اثار المجاعة وضرورة تخصيص ميزانيات كبيرة من عائدات البترول للغذاء بجانب تشجيع المواطنيين للإتجاه الى الزراعة .
كما يجب على الحكومة ان تقوم بأنشاء مشاريع كبيرة وقبل ذلك يجب ان تسعى جاهدة لوقف الحرب وبناء مؤسسات الدولة بشكل اقوى حتى ينعم المواطن الجنوبي بالرفاهية ، وعن إمكانية الوحدة مع الشمال مرة اخرى إستبعد فاولينو ذلك وقال “هذا مستحيل و ليس هنالك جنوبي واحد يحلم بالوحدة مع الشمال مرة اخرى وذلك حسب اراء قال انه رصدها عبر مواقع التواصل الاجتماعي من تويتر وفيسبوك وغيرها خاصة بعد اعلان المجاعة من قبل الحكومة .
ودعا فاولينو الامم المتحدة وجميع المنظمات العاملة في المجال الإنساني إلى ضرورة إنقاذ مواطني جنوب السودان الذين خذلتهم الحكومة والساسة وتقديم العون الإنساني بشكل عاجل من منطلق الواجب الانساني.
إختلاف طفيف
من جانبه لم يختلف الطالب في كلية الحقوق بجامعة القاهرة كون ميول كثيراً عن رأي فاولينو اكوت في تحميل الحكومة مسؤولية ما الت اليه الاوضاع في جنوب السودان والتي ادت بدورها إلى المجاعة ، في اشارة إلى ان اي دولة تحدث فيها كوارث إنسانية مثل المجاعة أو عدم استقرار للاوضاع الاقتصادية او الامنية تقع هذه المسؤوليات علي عاتق الحكومة المعنية.
مضيفا ان كان علي حكومة جوبا الوصول الي حل شامل مع اللذين رفعو السلاح ضدها لمنع وقوع كوارث انسانية ،وتساءل كون “لماذا لم تحسم الحكومة قضية المعارضة قبل ان يصبح صوتها قوي ضدها؟
وعن مجابهة المجاعة في جنوب السودان قال كون لابد من محاربة المحسوبية والفساد الاداري والقبلية التي افتكت بالنسيج الإجتماعي ، و كارثة المجاعة بحوجة لكوادر مؤهلة لاحتواءها وتابع “واحدة من اسباب التدهور الاقتصادي هي عدم التوظيف السليم وسؤ ادارة الموارد البشرية من قبل الحكومة .
وطالب كون من الاصوات التي تريد الخلط بين المجاعة وامكانية التوحد مع شمال السودان ان تستبعد هذا تماماً لان خيار الانفصال ليس خيار الحكومة انما كان خيار الشعب فالشعب الجنوبي اختار الانفصال لاسباب تاريخية يعرفها، اما موضوع المجاعة فهي كارثة من صنع الانسان وسيتم احتوائها في القريب العاجل لان هنالك دول كثيرة مرت بهذا الكارثة وتجاوزتها حتي السودان نفسه مر بهذه المرحلة في عام ١٩٨٨م بسبب شح الامطار والحروبات التي مرت بها، كذلك مصر.
افرازات الحرب
من جهته اعتبر رئيس تحرير صحيفة “الوطن” الناطقة باللغة العربية في جنوب السودان، ومدير اذاعة دريم، مايكل ريال كرستوفر، المجاعة الجزئية التى اعلنتها حكومة جنوب السودان على لسان رئيس الجمهورية الفريق اول سلفاكير ميارديت فى قبة البرلمان القومي قبل ايام تعتبر واحدة من افرازات الحرب الاخيرة اللعينة التى اندلعت مؤخراً بسبب الصراع حول السلطة والثروة بين رموز الحركة الشعبية لتحرير السودان ، واصفاً أزمة المجاعة افراز طبيعي للحرب التى تأكل الاخضر واليابس في ولايات دولة جنوب السودان، مما دفع الاهالي لنزوح جماعي الى دول الجوار مثل (السودان، يوغندا). وارجع كريستوفر اسباب هذه الكارثة إلى التدهور الإقتصادي بسبب الحروبات الداخلية واخفاقات الساسة الذين ركلو هموم وتطلعات المواطنين خلفهم وانخرطوا فى صراعات لا اول لها ولا اخر ، مطالباً اياهم للإحتكام لصوت العقل لانه الخيار الانجع لإنقاذ ارواح الالاف من الابرياء بالإضافة الى ترسيخ السلام والتصالح الاجتماعي بين مكونات شعب جنوب السودان.
واضاف مايكل يمكن اسعاف الموقف عبر طرق مختلفة فى مقدمتها التحرك الجاد من قبل المنظمات الانسانية وحكومة الوحدة الوطنية وذلك بوضع كل التحوطات اللازمة لايصال المواد الغذائية للسكان المتضررين فى المناطق المتأثرة بالمجاعة قبل بداية موسم الامطار .
وفي رده على سؤال امكانية عودة وحدة جنوب السودان مع الشمال بدواعي خطر المجاعة قال كريستوفر ان ما يشاع عن ضرورة العودة الي الشمال (الوحدة على اسس قديمة) بدواعي ان خطر المجاعة قادم لا محال، قال بانها هى دعوات ورسائل موجه من مؤسسات تتبع لنفس نظام المؤتمر الوطني الحزب الذي تسب فى شرذمة السودان بممارسات ونهج تعسفي يطغي عليها الاستعلاء الاثني والثقافي، وتابع مايكل من يعزفون على وتر المجاعة هم اكثر الواهمين بالوحدة التى لا اعتقد بان شعب جنوب السودان الذى اختار حقه عبر صناديق الاقتراع و فى اول سابقة ديمقرطية ان يصوتو لصالح الاستقلال من النهج السابق الذى يحتقر ذاتهم ووصف كريستوفر منسوبي نظام المؤتمر الوطني الذين نشطوا عقب اعلان المجاعة بجنوب السودان بانهم شماتة يحاولون إعطاء وصف للنظام الاسلاموعروبي بأنه مالك مفاتيح الخلاص لكن في حقيقة الامر ان خطابات الجماعة ما هي الا استهلاك سياسي ولى عنه الدهر واكل وشرب.
مسؤلية الجميع
في الاثناء حمل رئيس شبكة صحفي جنوب السودان ومستشار صحيفة الوحدة الناطقة بالعربية، ابرهام مليك الاطراف المتحاربة في جنوب السودان مسؤولية تفاقم الأوضاع الإنسانية مبينا ان الحرب تعتبر السبب المباشر في هذه المعاناة العميقة التي يعيشها إنسان جنوب السودان مطالباً بضرورة اسكات اصوات البنادق حتى يسمح للمزارعين الاستعداد للموسم الحالي لان المزارعيين لايستطيعون ممارسة نشاطهم الزراعي في ظل غياب الامن خاصة في المناطق التي تغذي جنوب السودان كمشاريع الرنك والمشاريع التي تقع في الاستوائية خاصة مناطق ياي ، ومن ثم على الحكومة الاستفادة من العلاقات الدبلوماسية لجلب مساعدات من الدول الصديقة وعدم تضييق المجال للمنظمات الانسانية التي تقدم هذه المساعدات بل عليها تأمين حركتهم من ايصال هذه المساعدات للمحتاجين .
فيما يتعلق بأمر الوحدة بين جوبا والخرطوم بسبب إعلان الحكومة السودانية رغبتها فتح المعابر بغرض ايصال المساعدات الانسانية الى جنوب السودان، استبعد مليك بان يكون الغذاء اي ان كان مصدره قد يعيد البلدين الى وحدة لان شعب جنوب السودان رفض التهميش والتمييز على اساس العرق والانتماء القبلي والديني لذلك لا توجد وحدة بسبب الغذاء حتى لو بعد 100 عام هذا يعني انفصال بلا رجعة وهذا راي اغلب البسطاء من المواطنين ناهيك من المثقفين.