تم تصفية مدنيين من أبناء النوبة الأسري والمدنيين بالخدمة المدنية بواسطة الدعم السريع بالفولة علي أساس عرقي منزلق خطير ومحاولة لجر البلاد الي حرب أهلية.
ظهر بمواقع التواصل الاجتماعي فيديو يظهر عددا من عناصر ميليشيا الدعم السريع بمدينة الطفولة وهم يقتلون جنود أسري وموظفين مدنيين بحكومة ولاية وغرب كردفان. بعد استيلاء الدعم السريع علي المدينة.
ظهر في الفيديو مجموعة من الجنود التابعين لمليشيا الدعم السريع وهم يقومون بقتل أسرى عسكريين ومدنيين من أبناء جبال النوبة وأخرين بعد معاملتهم بشكل لا يتسق وقوانين وأعراف الحرب.
وهذه ليست المرة الأولي التي تظهر فيديوهات لمليشيا الدعم السريع وهي تقوم بقتل مدنيين أو أسري عسكريين علي أساس أثني عرقي. حيث نفذت من قبل مجزرة إعدام بشعة بحق شباب عُزّل في أم درمان بدعوي انتمائهم لمكونات جهوية وإثنية من جبال النوبة وغرب السودانت.
أولا نؤكد أن جريمة تصفية المدنيين والأسري بمدينة الفولة بغرب كردفان وغيرها من هذه الجرائم الشنيعة تخالف المواد 2 و3 من معاهدة جنيف الخاصة بمعاملة الأسرى، المتعلقة بحظر الاعتداء على الحياة والسلامة البدنية والقتل بجميع أشكاله والتشويه والمعاملة القاسية وتعذيب الأسير.
وما قامت به مليشيا قوات الدعم السريع بالفوله مؤشر خطير لإنحدار الحرب بين الجيش والدعم السريع إلى مزيد من عمليات القتل والتصفية على أساس عرقي والضحايا في الغالب هم أبناء جبال النوبة الذين يفرغ كل من الطرفين حمم غضبهم علي أجسادهم دون أي وازع ديني وأخلاقي أو جريرة سواء أنهم سودانيين مثل غيرهم من المواطنيين الجنود أو موظفي الخدمة المدنية.
والمخجل أن هذا الجرائم النكراء تنفذ وسط عبارات التهليل والتكبير و الصياح الهستيري للقتلة المجرمين وكان هولاء الضحايا من الكفرة الفجار. وفوق كل ذلك يوجهون إساءات بذيئة وعنصرية للضحايا من النوبة في مشهد يجافي حقوق الأسرى المدنيين ولا ندري ما علاقة ذلك بالدين والإسلام.
كل جرائم التصفية على أساس الانتماء العرقي والمناطقي لمكونات اجتماعية بعينها وعلي رأسها النوبة، يمثل تعدياً خطيراً يستوجب المساءلة وفقاً للقوانين والأعراف الدولية، ولا يمكن السكوت عليها، ولا يمكن تبريرها بمشاركة أو انتماء مواطنين من النوبة الي الجيش أو حركات الكفاح المسلح الدارفورية.
مليشيا الدعم السريع مسؤولة عن جرائم اخري بالتصفية الجسدية المدنيين داخل المعتقلات حيث تم توثيق وفيات منذ بداية الحرب في ١٥ ابريل ٢٠٢٣ وحتي مايو ٢٠٢٤ لأكثر من (٦٥) شخص من النوبة داخل المعتقلات بولاية الخرطوم وهناك (٧٤) شخص مدني معتقل بسجون الدعم السريع بولاية الخرطوم قام برصدها الناشطين بحقوق الإنسان من جبال النوبة بولاية ألخرطوم وحدها.
هذه الممارسات التي تصدر من الدعم السريع غير مستبعدة أو مستغربة لطالما أنها مليشيا لا تلتزم قواتها باخلاق وقانون الحرب والقانون الدولي الإنساني خصوصا وأن السودان الان يشهد انتهاكا ممنهجا وغير المسبوق في تاريخ الحروب لقوانين الحرب. وعملية تصفية أسرى مدينة الفولة السبت الماضي يمثل نموذج لنهج ميليشا الدعم السريع في حق البلاد ومواطنيها دون إستثناء.
وإن تربط مليشيا الدعم السريع تلك الجريمة البشعة إنه انتقام لأبناء الدعم السريع الذين تمت تصفيتهم هو العزى اقبح من الذنب والتبرير الفطير، وإما أن التصفية ستكون مصير كل أسير يقع في قبضة الدعم السريع غير مبرر ويؤكد مسؤولية الدعم السريع في هذة الجريمة والجرائم التي ستقع لاحقا
من ما تقدم نجزم بأن الطرفين بالحرب الحالية في السودان الآن قد فشلا تماما في التقيد بقوانين وأعراف الحرب وقواعد السلوك أثناء العمليات الحربية والعسكرية. وإن الحرب في السودان تحوّلت إلى حرب أهلية بامتياز، ولم تعد صراعا على السلطة أو النفوذ الذي يكاد يتلاشى في ظل صعود النبرة القبلية والإثنية، وارتفاع خطاب الكراهية، وفي ظل المنزلق الخطير الذي وصلت إليه البلاد الأن.
الطرفان الجيش والدعم السريع يعملان بكل ما يملكان الي حشد أنصارهم لتحويل القتال إلى مواجهات ذات طابع أهلي قبلي بنشر المشاعر العدائية وخطاب الكراهية لتأجيج النعرات القبلية والعنصرية لتحويل الحرب إلى حرب أهلية هروبا من الحل السلمي التفاوضي لأزمة السودان الحالية التي هما وحدهما يتحملتن كافة المسؤولية من الجرائم التي أرتكبت والتي لن تسقط بالتقادم.
نواصل
الفاضل سنهوري
٢٥ يونيو ٢٠٢٤م.